«شارع النبي دانيال».. الشارع «الحدوتة» الذي يحمل معه أسرار واساطير اسكندرية المارية، ومقبرة الاسكندر الأكبر وسحل هيباتيا الجميلة، أشهر ما يروي عن شارع النبي دانيال تلك الحكاية التي تعود من القرن الماضي في الخمسينيات حينما ابتلع الشارع فتاة شديدة الجمال كانت تسير مع خطيبها ولم يعثروا عليها مرة أخري، الأهم أن هذا الشارع «المختلف» يتزاحم بداخله سور الكتب وبائعوها وهو السور الذي يضاهي سور الازبكية بالقاهرة يذكر ان هذا الشارع يقع وسط مدينة الاسكندرية في ميدان محطة مصر الي ميدان محطة الرمل، يعود تاريخه الي تاريخ بناء الاسكندرية حيث كان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس حيث كان هو الطريق الرئيسي بالاسكندرية القديمة وكان يطلق عليه اسم «الكاردو دي كومانوس «وكان يضم العديد من المعابد الرومانية ومن بعدها المعابد اليهودية واستمرت أهمية هذا الشارع حتي العصور الإسلامية ثم تغير اسمه حسب بعض الروايات بعد بناء مسجد النبي دانيال الذي كان في الأصل معبدا يهوديا مسمي علي اسم النبي دانيال أحد المبشرين باليهودية وأدي وجود العديد من الآثار الرومانية تحت المسجد إلي الاعتقاد بان مقبرة الاسكندر الاكبر موجودة أسفله. هذا من جانب أما الجانب الثقافي فيعد أهمية الشارع لاعتباره من أشهر المحطات الثقافية في الاسكندرية ليس فقط لكثرة عدد المكتبات به وانما بسبب باعة الكتب الذين يصطفون علي جوانب الشارع في أكشاك خصصتها لهم المحافظة بعد ان كانوا يتناثرون علي الارصفة يبيعون كل أنواع الكتب في مشهد عبقري وكأنه خارج من عبق اسكندرية منارة العلم كتب عربية واجنبية يصطف عليها الطلاب والشباب وكبار السن كل يحصل علي حاجته من العلم ويرتشف ما يريد من معجزة القراءة وبقدرة قادر قامت المحافظة منذ أيام بهدم الاكشاك وبعثرة الكتب علي الأرض بطريقة همجية مما أثار حفيظة الكثيرين حول وضع «الكتاب» في قائمة مشروع النهضة وحكومة قنديل وجدول اعمال السيد الرئيس انزعاج جعل البعض يرسم «جرافيت» يصور فيه كتاب كبير يضربه رجال الامن أو يجعل اخرين يقارن بين مخالفة السور. ومخالفة «مقرات» جماعة تعمل دون شرعية أو هوية ومخالفة مباني شاهقة لرجال أعمال اصبحوا يحاصروننا في نفس توقيت هدم رجال الامن لاكشاك الكتب، أعلن نشطاء عن مبادرة ثقافية مهمة اليوم الاربعاء ظهرا بشارع النبي دانيال بالاسكندرية ردا علي الهجمات الشرسة علي حرية الفكر والرأي وعلي نشر الثقافة وتأتي المبادرة تحت عنوان «الاسكندرية تقرأ» بأن يحضر كل شخص كتابا أو يشتري كتابا من الاكشاك المتبقية ويقرأ في الشارع، بشكل سلمي وصامت في دعوة عبقرية لنبذ الجهل ونشر الثقافة والتنديد بجريمة هدم الاكشاك. غداً الاربعاء يبدأ خط سير جديد من وجهة نظري لمواجهة الجهل والتخلف والظلام من خلال هذه المبادرة بعد إزالة 9 اكشاك من اكشاك الكتب القيمة والتي يصل اجماليها الي 48 كشكا مازالت بقيتها تنتظر مصيرها المجهول من المحافظة في حين تردد الكثير من أصحابها علي المحافظة لابراز التراخيص والتأكيد علي شرعية وجودهم.. هل مازلنا نحتاج الي إبراز هوية للتأكيد علي شرعية القراءة والكتاب.. الكتاب هو السلاح الاهم طالما انها حرب باردة مع الظلام .