في سرية تامة تقوم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتحقيق مع أحد منفذي العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 17 جنديا مصريا بقرية الماسورة الحدودية بعد إصابة الإرهابي خلال عملية القصف الإسرائيلي للمدرعة المصرية «فهد» المخطوفة، يذكر أن إسرائيل قد أعلنت أنها قتلت ثمانية إرهابيين في حين أنها قامت بتسليم 6 جثث متفحمة يرجح أنها لفلسطينيين وأخري لمجند مصري وهو سائق المدرعة والذي أجبرته المجموعة الإرهابية تحت تهديد السلاح علي قيادة المدرعة. واختفي الإرهابي الثامن من التصريحات الإسرائيلية ويبرز في هذا الإطار أن الإرهابي الثامن والذي امتنعت إسرائيل عن تسليمه أو الإعلان عنه يوجد الآن داخل مستشفي بئر سبع العسكري، ويقوم مجموعة من جهاز المخابرات الإسرائيلية شيباك باستجوابه والتحقيق معه. وفي سياق متصل تمنع الرقابة العسكرية للجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام المختلفة من الوصول إلي أي معلومات دون المرور علي الرقيب العسكري وجهاز الشيباك لإخفاء وجود أحياء من الإرهابيين. من جهة أخري رفض المحلل المصري في تحقيقات ملف المذبحة ما جاء في التقرير الإسرائيلي حول كيفية تدمير المدرعة المصرية من جانب الطيران الإسرائيلي لتضارب الدلائل وحالة المدرعة من الداخل والخارج إضافة إلي أن تحليل الفيلم الإسرائيلي الذي تسلمته مصر ومدته أقل من دقيقة كشف أن الإسرائيليين حاولوا في بداية العملية إنقاذ المدرعة التي كانت تسير بسرعة 70كم/ساعة للقبض علي من فيها عن طريق العجلة الخلفية ناحية اليمين مما أدي إلي تعطيلها وفي نفس الوقت امتنع الإسرائيليون عن ضرب محرك المدرعة الموجود في مقدمتها حتي لا يتم قتل السائق وقائد المجموعة كما تناقضت معلومات حمل الجناة لأسلحة ناسفة مع حمل كل منهم القنابل اليدوية والذخائر ورءوس ال «آر. بي. جي» ولو صحت الرواية الإسرائيلية لكل هذه الأسلحة لأدي ذلك إلي تمزيق هيكل المدرعة وجثث الجناة وهو ما لم يحدث. وأشار التقرير التحليلي الذي شارك في إعداده عدد من الخبراء المصريين لفيلم العملية الإسرائيلية إلي أنه عند نهايته توقفت المدرعة عن السير حتي لا يمكن لأحد حساب عدد المترجلين علي قيد الحياة من داخلها فور توقفها وأرجع التقرير التحليلي للفيلم نهاية الفيلم عند لحظة توقف المدرعة إلي حرص أجهزة المعلومات والمخابرات الإسرائيلية عن تحقيق السبق متفردة عن تفاصيل الحادث وشكك التقرير التحليلي الإسرائيلي في أن إسرائيل تضع يدها علي أكثر من منفذ للعملية علي أساس أن المدرعة تسع ل 12 راكبا بمن فيهم السائق وأن شهادة الشهود أكدت استقلال عدد أكبر من المنفذين للمدرعة «فهد» عند الاستيلاء عليها. كذلك كشفت المعلومات الأولية عن استخدام الجناة لأجهزة اتصال حديثة «واكي توكي» أمريكية الصنع للتواصل فيما بينهم خلال التنفيذ وأثناء عملية الهروب، كما استخدم الإرهابيون قاذف آر. بي. جي متطور وذخيرة خارقة للدروع البشرية، وحمل بعضهم أجهزة رؤية ليلية ساعدتهم علي الهرب يرجح أنها كلها مهربة من مخازن السلاح الليبية. كما أكدت المعلومات أن الجناة لم يخططوا للعودة إلي إسرائيل نهائيا كما أشيع بل كانوا في طريق عودتهم داخل قطاع غزة، لكن السائق المصري عمد الانحراف ناحية القوات الإسرائيلية اعتقادا منه أنهم سيوقفون العربة ويأسرون من فيها ويحررونه. الغريب أن الجيش الإسرائيلي أقام منذ الساعات الأولي لصباح يوم العملية كمائن بالقرب من مكان التنفيذ قادها اللواء «تال روسو» مساعد رئيس الأركان وأشرف عليها رئيس الأركان «بني جانتس» بنفسه، كما حلقت طائرة إسرائيلية بدون طيار طيلة الوقت ترجح مصر أنها هي التي صورت فيلم المدرعة المصرية منذ بداية اختراقها للحدود.