كان البابا شنودة الثالث، والذي رحل عن عالمنا في 17 مارس الماضي، أول بابا يقيم حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة علي رأسهم شيخ الازهر، منذ عام 1986 بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتبعته في ذلك معظم الأبرشيات علي مستوي الجهمورية، والجمعيات المسيحية، وسارت علي نهجه الكنيسة الإنجيلية أيضا في تنظيم حفلات إفطار رمضانية لسنوات متتالية. كان البابا الراحل أيضا أول بابا يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات والأحداث المهمة بالدولة، وخاصة المؤتمرات التي كان يدعو لها الازهر الشريف لمناقشة قضايا الدولة والمؤتمرات الدولية التي كانت تجمعهم معاً لمناقشة قضايا دينية. كان البابا الراحل مثالاً يحتذي به في الوطنية الخالصة، فقد وصف رحيل فضيلة الامام الاكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر السابق، بالخسارة الكبيرة وفقدان لشخصية عظيمة يقدرها العالم الاسلامي بصفة عامة والشعب المصري والعربي بصفة خاصة، حيث أكد البابا انذاك مدي علاقة ود وصداقة شخصية بينهما وليست مجرد علاقة ودية تربط الازهر والكنيسة. فكان هناك اتفاق في كافة وجهات النظر بينهما في العديد من القضايا منها زراعة الاعضاء وموت الرحمة وحوار الاديان. بالإضافة الي المواقف الوطنية بينمها، والذي إتضح في رفض زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الاسرائيلي وان يكون المسلمون والمسيحيون معا ضد الممارسات الاسرائيلية ويدافعان معا عن القضية الفلسطينية. وقد اكد قداسته ان للأزهر مواقف عظيمة للدفاع عن الوحدة الوطنية وحماية الامن الاجتماعي وتسوية الكثير من الخلافات والمهاترات الطائفية. علي الجانب قررت الكنيسة الأرثوذوكسية، رسمياً إلغاء موائد الإفطار الرمضانية هذا العام، حداداً علي رحيل البابا شنوده الثالث، وجاء هذا القرار بعد دراسة من قبل أساقفة المجمع وأعضاء المجلس الملي، وأن الكنيسة لن تقيم أي مظاهر احتفالات حداداً علي رحيله.