" سويلم" يغادر جنوب السوادن اليوم..خبير مياه: الزيارة فى توقيت مناسب لاستئناف مفاوضات سد النهضة الاثيوبى

يواصل دكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، زيارته لدولة جنوب السودان، للمرة الاولى منذ توليه الوزارة ، والتى بدأت أمس الأول ولمدة ثلاثة ايام، وذلك فى إطار التباحث وتبادل الرؤي في المشروعات المشتركة بين البلدين، وبحث تعزيز أواصر التعاون ليس فقط في مجال الموارد المائية والري بل في كل المجالات ، حيث أكد سويلم على دعم مصر الدائم لدولة جنوب السودان لتنفيذ المشروعات التنموية في مختلف المجالات ، خاصة وأن الفترة الاخيرة شهدت تنفيذ العديد من مشروعات التعاون المثمر بين البلدين في مختلف المجالات كالكهرباء والصحة والتعليم والنقل وإفتتاح البنك الأهلي المصري بجوبا والتدريب والمنح الدراسية والموارد المائية والرى، بالإضافة للزيارات المتبادلة على كل المستويات الرئاسية والحكومية ، مشيراً إلى أن مصر وجنوب السودان يجمعهما رباط واحد هو نهر النيل، وهو ما ينعكس على تاريخ وأصالة العلاقات بين الدولتين .
فى سياق متصل ، يرى خبراء موارد مائية ورى، أن هذه الزيارة تفتح الباب من جديد لظهور ملف سد النهضة الاثيوبى على طاولة الحوار، خاصة بعد توافق الرؤى بين البلدين فيما يتعلق بالملف حيث تطالب مصر والسودان بجدول زمني متفق عليه قانونيا وفنيا للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات السد، الموقف الذى أكدت دولتا المصب أنه ثابت لن يتغير حيث ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد ، والتشديد على تمسك مصر بحقوقها المائية المكتسبة وضمان الأمن المائي لها من خلال قواعد واضحة لعملية الملء والتشغيل.
فيما أكد سويلم، أن مصر تراقب بشكل يومى ما يتم فى إثيوبيا، وتتابع بدقة تأثير ملء سد النهضة الإثيوبي على كميات المياه القادمة لمصر وللسد العالي، وبناء على المتابعة يتم وضع الاستعدادات اللازمة من الناحية المائية لأي طارئ، مؤكدًا أن الملء الثالث تم التعامل معه فنيا، مشيرا إلى أن مصر لم تتأثر بالملء الثالث بسبب فيضان كبير لم يحدث منذ سنوات طويلة، موضحاً أن هطول كميات كبيرة من الأمطار، جعلت مصر تحصل على كميات مياه لم يسبق لها مثيل، مضيفا أن ذلك أدى لعدم التأثر مطلقا بما قامت به أثيوبيا من تخزين ثالث في سد النهضة.
من جانبه، أكد عباس شراقي، خبير الموارد المائية والرى ، أن هناك صورا فضائية التقطت مؤخرا قد أظهرت استعدادات إثيوبيا لبدء الملء الرابع لسد النهضة، حيث كشفت الأقمار الصناعية فتح بوابتي التصريف أعلى الممر الأوسط وتوقف التوربينين عن العمل مع استمرار عبور المياه أعلى الممر، علاوة على توقف المياه خلال الفترة المقبلة مما يؤدي إلى تجفيف الممر الأوسط تمهيداً لبدء الأعمال الخرسانية وزيادة ارتفاع جانبي السد وبدء التخزين.
واضاف شراقى، أن زيارة سويلم لدولة السودان جاءت فى توقيت مناسب، متوقعاً أن يتم الاتفاق على كيفية استئناف المفاوضات فى الملف قبل قدوم أديس ابابا على تخزين رابع من المؤكد انه سيكون الاكثر ضرراً لدولتى المصب.
يذكر أن، الحكومة الإثيوبية كانت قد أعلنت الصيف الماضي اكتمال الملء الثالث لسد النهضة، بحجم 22 مليار متر مكعب، ومن قبلها أعلنت أنه تم انتهاء الملء الثاني في يوليو من العام 2021، وبلغ حوالي 3 مليارات م3، فيما بلغ التخزين الأول للسد الذي جرى في يوليو من العام 2020، حوالي 5 مليارات م3.