فلترجموها بوردة لأماني غيث في معرض بيروت الدولي للكتاب
بعد انقطاع دام لمدّة ثلاثة أعوام بسبب ظروف صحّيّة واقتصاديّة، يعاود معرض بيروت الدّولي للكتاب فتح أبوابه أمام المثقّفين والأدباء والقرّاء اللّبنانيّين والعرب. ومن الكتّاب المشاركين في المعرض هذا العام، الشّاعرة أماني غيث، الّتي وقّعت كتابها "فلترجموها بوردة"، الصّادر في شباط / فبراير2021، في يوم المرأة العالمي في الثّامن من آذار/ مارس 2022في جناح دار ناريمان. و من قصائد الديوان:أنتظر قاتلي
في كلّ ليلة، أنتظر قاتلي، وأُعدُّني جيّدًا كي أليقَ بموتٍ يُكتب عنه- في الصّفحات الأولى، كي أليق بموتٍ أُحسد عليه، فمَن يعرف؟ قد تموت كنجمة، مَن عاشت الحياة، كجثّة. في كلّ ليلة، أنتظر قاتلي، أجهّز كلّ شيءٍ بإتقان، ألمّع صوتي وأرصّعُه بنبراتٍ هادئة، أرصّ خطواتي بسربٍ من الغزلان، أحبس الشّعر في زجاجة صغيرة وأقول له: تريّثْ، أعلّق أفكاري في زاوية معتمة وأصرخ بها :اهدئي. أُفهِّمُ قلبي ألّا يرفعَ نبضه في وجه السّكاكين قلبي المحتال، أعرفه يتمرّد ، أُعلِّم صدري ألّا يقول لا لطلقة مسدّس، ثمّ أضع كرسيّين وأسكب كأسين، وأفتح الأبواب، وأُشغّل الموسيقا، وأنتظر أنتظر قاتلي الذي يفعل بي تمامًا كما تفعل الحياة، أنتظره طويلًا ولا يأتي أبدًا رغم أنّنا كلَّ ليلة، على موعدٍ جديد. أظنّ أنّي صرتُ أفهم أيدي القتلة. لا بدّ أنّه يفكّر الآن: بأيّ سلاحٍ تُقتَل؟ لا بدّ أنّها يقول: تلك امرأة يكفيها كي تموت، أن تُخنَق بكلمة ! أن تعلَّقَ وتُشنَق بكلمة !