أتدري أن عينيكَ كهفان مليئان بالأخيلة المتصارعة؟ أتدري أنهُ كلّما أدرت ظهركَ للزّمن، أتت الطعناتُ من الأمكنة؟ أنينُكَ مرجُ غزلان. صمتكَ حشودٌ من الأسئلة المتناسلة المتقاتلة. أنتَ ريعُ الموتِ، وتجارةُ الحياة. رصيدُكَ من الحبّ والعشيقات، يزيدُ ويفيضُ عن حاجة يومِ القيامة، ويلهبُ المسافات، رغم كل هذه الخيبات والخسارات. ******* ليس لدي ما أسد به جوع طريق يحلم بالسفر. أنا حجر بركاني، عافتهُ الريحُ، مذ عافت الظلال أشجارها. ليس لدي ما أفتح بي أقفال الزمن وأفاتحُ بهِ سيرتي. أنا أنقاضُ ليلٍ هاربٍ من حرب تلاحقه، مذ بدأ البحر ملاحقة الشطآن. لم يعد لدي ما اقتسمه مع الخيبةأنا وطنٌ أدمن الاغتراب ********** إذا جنحت الدروب إلى الغرب، فاغرب. عن شروق الحكاية المسمومة، اغرب. من دنس الحكمة، وعن مواثيق الدجل، اغرب. لا تكترث بفحيح الوقت، وصحيح الموت وكذبه، واغرب. أنت زيت الوجود. إذا جنحت الحروب الى الغروب، فاشرق. كعشب نابت في حناجر الضحايا. وانهض نهوضَ العدم من مرضهِ، واغرب. ********** ها هي تُحنّي لكَ شَعرها، باطنَ كفّيها، تحت إبطيها، وكاحل قدميها. أحطها بما تحيطُ السماءُ الأرض. أحطها، فليست كلُّ المتونِ متون، وكلُّ هوامشها متون. أحطها بما يدور في خلد الكون من وساوس وظنون وشهوات، ولا تغفل عنها غفلة الجهات عن أكناهها. أحطها ولا تحط من شأن قلبك والأخيلة. أخيرُها أخيرُكَ، صغيرها كبيرُكَ. قليلها كثيرك. خلجانها والصدوعُ، حتفك الذي ينتظرك. واريها بالنصوص، في النصوص. دعها تستبيحكُ مجازاً مجازاً. إن لاحتْ لكَ وهي تمتطي صهوةَ يقينكَ استبقها بالظنونُ وأغزُها تلًّةً تلَّة، كجيشٍ من النمل وأسرابٍ من النحل. ابقِ الفتيل مشتعلاً، وافتل الأمكنة على الأزمنة. ولا تسترح من عشقك أيّها القتيل. 10/4/2020 أوستند – بلجيكا