ارجع استاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية ، ورئيس قسم الموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية وخبير المياه الدولى ، دكتور " عباس شراقى"، خروج عدد من محطات الخرطوم على نهر النيل عن الخدمة جراء انحسار مفاجئ لتدفق المياه في النيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل الى اخطاء هندسية بحته ،فيما اعلن مديرعام هيئة مياه ولاية الخرطوم، أنور السادات الحاج محمد، في تصريحات صحفية أن السبب هو بدء إثيوبيا بملء خزان سد النهضة، ولكن شراقى ، اوضح اننا فى بداية موسم الامطار ولسنا فى اوسطه او نهايته ، ولكن ماحدث هو ان اديس ابابا قامت برفع الجزء الاوسط من سد النهضه ، وهو ما يعنى عدم تدفق اى مياه لدولتى المصب حتى يتم تخزين ال 5 مليار متر مكعب اولا فى بحيرة السد. واشار" شراقى"، انه بمجرد اعلاء هذا الجزء الاوسط تم اغلاق البوابات الاربعة المسئولة عن تمرير المياه حتى يصل منسوبها الى هذا الجزء فتبدأ فى التدفق والانحدار ، مؤكدا على ان الخرطوم انهار من المفترض ان يكون لها خزانات تصرف المياه الى محطاتها لتلبيته احتياجاتها الى ان تأت مياه الامطار من اثيوبيا ، ابرزها نهر" الروصيرص"، ولديه القدرة على تخزين 7 مليار متر مكعب، وعدم حدوث ذلك مجرد اخطاء هندسية، متسائلا: " كيف لا يتم الاستفادة من خزانات هذه الانهار حتى يأتى الفيضان من اثويبا؟" الاجابة ، سوء ادارة من المهندسين السودانيين، مشيرا الى انه كان من الضرورى وضع سيناريو بديل لاى تأخر فى مياه الامطار. واضاف" شراقى"، ان مياه الامطار تأخرت 3 اسابيع فقط، مشددا على ان المياه التى قامت اثيوبيا بتخزينها اوشكت على تخطى حاجز الجزء الاوسط من سد النهضه ،حيث تدفق المياه من ارتفاع 7 متر تقريبا الى قاع النهر، ومن غدا سيبدأ الفيضان ، مؤكدا ان السودان ستتعرض لفيضانات عالية جدا خلال هذا الموسم وعليها الاستعداد لذلك جيدا. يذكر ان ، مديرعام هيئة مياه ولاية الخرطوم، أنور السادات الحاج محمد،، قد اعلن عن ان محطات الصالحة ( أ) و( ب) وبيت المال وشمال بحري وأم كتي والشجرة خرجت عن الخدمة جراء الانحسار المفاجئ لمياه لنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل، بالاضافة الى إنزال منصات مضخات المياه الخام لأدني مستوى لها في محطة مياه سوبا ومحطة مياه بحري القديمة ومحطة مياه المقرن ومحطة مياه المنارة، مبينا أن ما نجم عن الانحسار أدى لخفض كميات المياه النقية المنتجة من المحطات المذكورة"، موضحا أن الهيئة أبلغت إدارة الخزانات بخروج محطاتها عن الخدمة بسبب الانحسار المفاجئ للنيل، مشيرا إلى أن إدارة الخزانات عادت وأبلغت الهيئة عن فتح عدد من بوابات خزان الروصيرص وأن المياه ستنساب نحو الولايات في المسار النيلي في غضون 48 ساعة، وقد توقع "السادات"، حدوث شح في إمداد المياه في عدد من الأحياء بالولاية ونقصها الحاد في مناطق أخرى بعيدة. وكانت إثيوبيا قد أصدرت بيانات متناقضة عن مباشرتها ملء خزان سد النهضة، عقب إعلان رئيس وزرائها آبي أحمد عن عزم بلاده ملء هذا الخزان بغض النظر عن اتفاقها مع مصر والسودان اللتين ينساب إليهما نهر النيل ويشكل مصدرا أساسيا للمياه فيهما.