مازالت التصريحات الاثيوبية تتوالى رغم ما اسفر عنه الاجتماع الطارىء الذى عقد أمس بين مكتب الاتحاد الافريقى والأطراف الثلاثة" مصر والسودان واثيوبيا" ، والتى كان آخرها أمس من رئيس الوزراء الاثيوبى الذى أشاد بدور الاتحاد الأفريقى وأكد على أن مشاكل أفريقيا تحل افريقيا، فيما عاود الحديث مرة أخرى عن ملء خزان بحيرة السد ، الأمر الذى فسره دكتور" عباس شراقى"، خبير المياه الدولى، بأن أديس ابابا اعتادت خلال الأربعة الأشهر الماضية على مخاطبة الشعب الاثيوبى بأن سد النهضة سوف يبدأ الملء فى أول يوليو باتفاق أو بدونه، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الاثيوبي، عقب اجتماع امس، ولكن قال أن الملء خلال الشهور القادمة فقط دون إشارة للاسبوعين، مما يؤكد حرص اثيوبيا على عدم الملء فى الفترة الحالية حفاظا على البقية الباقية من مفاوضات السد. واوضح " شراقى" ، ان هناك ايجابيات للقاء الاتحاد الافريقى، منها الوصول الى اتفاق بعدم الملء حتى تنتهى اللجنة الحكومية بتشكيلها الجديد من انهاء حل النقاط الخلافية خلال اسبوعين، الموعد الذى اضاف عليه وزير الرى الاثيوبى جملة" أو ثلاثة وقد تصل الى أبعد من ذلك"، وهو ما يجعلنا نأخذ الوعود الاثيوبية بحذر شديد،مضيفا انه لا مانع من زيادة المدة طالما عدم الملء مستمر، مشيرا الى ان اثيوبيا أمامها فرصة ملء الخمسة مليارات حتى أكتوبر القادم. وعن تصريحات رئيس الوزراء الاثيوبى، يقول " شراقى" هى لعب بالكلمات فذكر فى بيان لرئاسة مجلس الوزراء أنه من المقرر البدء فى الملء خلال أسبوعين ،حيث تتم فيهما اتمام الانشاءات اللازمة لكى يبدأ التخزين وهى نفس الفترة المطلوبة للجنة الحكومية، وبالتالى حاول بطريقة ملتوية ان يبلغ الشعب الاثيوبى بأن الملء بعد اسبوعين دون أن يذكر كلمة "تأجيل" حتى يتفادى أن يلومه الشعب على هذا التأجيل. واكد " شراقى" ، ان السد مازالت الانشاءات فيه مستمرة ولولا العناد السياسى والوعود المستمرة للاثيوبيين لتأجل الملء الى العام القادم، موضحا ضرورة أن نترقب عمل اللجنة بحذر شديد حتى نأمن من المراوغة الاثيوبية، مشددا على ان هذه الاجراءات لاتلغى طلباتنا فى مجلس الأمن الذى سوف يجتمع بعد غدا "الاثنين" ومن المتوقع أن يرحب بنتائج جلسة الاتحاد الافريقى وسوف يؤكد على دعوته للدول الثلاث بتكملة المفاوضات بحسن نية للوصول الى اتفاق عادل.