ضد التيار مئوية بنك مصر *بقلم أمينة النقاش تكاثرت الأخبار التي ترفع الضغط وتكسر الروح وتسم البدن، مع المتابعة اليومية لأخبار الموتى والمصابين ومن تعافوا من فيروس كورونا . أجهزت الإعلانات التليفزيونية المستفزة المصاحبة لكل المسلسلات، والتي غدا معظمها يفوق المدة الزمنية للمسلسل نفسه بكثير، على البقية الباقية من القدرة على التحمل، وراحت أدراج الرياح الدعوات والرجاءات باستثناء مسلسل ” الاختيار” من جائحة الاعلانات، حتى تصل رسالته الوطنية السامية إلى الناس دون تشويش . وزاد الضغط ارتفاعا بإختيار الإخوانية توكل كرمان عضوا باللجنة العليا لمراقبة محتوى مادة منصة الفيس بوك . وشاركت البضاعة الرائجة هذه الأيام بالخلط بين الدين والعلم وتسول الجمعيات لتبرعات الصائمين التي بلغت في رمضان من العام الماضي 5.4 مليار جنيه، لايراقبها أحد، ولا يحاسبها أحد، وتتخذ من نشاطها ذريعة للتهرب من الضرائب، لأن الثروات التي تكدسها هي زكاة رمضان معفية من تلك الضرائب ! . تفوق الشيخ ” على جمعة على الجميع، في تحميلنا ما لاطاقة لنا به، حين أفتى بأريحية وثقة، أن حمل المرأة يمكن أن يمتد إلى أربع سنوات، وفقا لما قاده إليه بحثه في فتاوي أئمة سابقين، حتى لو تعارضت مع المنطق والعقل والواقع، وتناقضت مع ما تفرضه العلوم الطبية ! . أخرجنا من كل تلك المعمعة، وطيب خاطرنا وشد من عزمنا الإعلان البديع عن بنك مصر، الذي يحتفل هذا الشهر بعيد مولده المائة . أخذ الإعلان بيدنا إلى حيث نريد أن نذهب، إلى صرح مالي وطني، لعب دورا هاما في تاريخ مصر السياسي والصناعي، هو بنك مصر، الذي أسسه الاقتصادي الكبير طلعت حرب كأولى ثمرات ثورة 1919، بمساهمة من اكتتاب ومدخرات مستثمرين مصريين، وافتتحه في مثل هذا الشهر عام 1920، ليقود البنك حركة التصنيع الوطني المصري فينشئ شركات الغزل والنسيج وصناعة السينما والنقل والطيران والتأمين ولأنه كان مؤمناً بدور الثقافة المحوري في التحرر الوطني والنهضة الفكرية، فقد مول البنك إنشاء أول مطبعة مصرية، وشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة ومصنعاً لحلج القطن في بني سويف، وشركة مصر للتمثيل والسينما، كما أنشأ غيرها من الشركات الوطنية التي ساهمت في منافسة المنتجات والشركات الأجنبية . ولعل بلوغ صرح وطني عملاق من العمر مائة عام، أن تكون مناسبة للاحتفال على المستوى القومي، تتبناها كل مؤسسات الدولة، لا البنك وحده، لدوره المميز في بناء الاقتصاد الوطني، الذي عبرت عنه بجدارة وجمال غير عادي أغنية “أنت استثنائي وهي من تأليف أمير طعيمة وألحان محمود العسيلي وتوزيع على فتح الله، وغناها بروح فنية مفعمة بالمحبة والحماس الوطني بهاء سلطان ومحمود العسيلي، وتقول كلماتها: أنت مين ؟ أنت اللي فيه منك في الكون كثير، وألا أنت عارف إن أنت غير، ليك خط سير تمشيله مشاوير، أنت مين ؟ بتحب نفسك بس وغيرها مافيش، وإلا اللي عشان الناس دايماً يعيش، زي السحاب كله مطر وخير، أنت مين ؟ متردد في الحياة بين البينين، ولا اللي عارف رايحة الخطوة فين ؟ قلبك كريم ومحدد الطريق أنت إيه، بيقولوا إن البشر هما نوعين، ناس بتأثر، وناس متفرجين، طيب وأنت مين بين الاثنين ؟ إنت استثنائي مش زي الباقي، شايف بكرة وباصص لبعيد، أنت مش حاجة عادية، النسخة الأصلية، مفيش منها وضد التقليد. فعلا بنك مصر استثنائي ؟ ومئوية البنك تستحق أن تكون مناسبة للاحتفال على المستوى القومي بصرح إقتصادي رائد، ورمز من رموز مقاومة الاستعمار، ودعم الاقتصاد الوطني .