*عناصر «داعش» تتمتع بحرية التنقل.. وبعض العناصر تعمل مع الاستخبارات التركية تشجع تنظيم «الدولة الإسلامية» على إرسال إرهابيين عبر الحدود إلى أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية *اعترفات إرهابى داعشى:فتح بؤر حدودية لقوات الأمن التركية لعبور أفراد التنظيم الإرهابى *الجيش التركي لديه خطوط اتصال مفتوحة مع « داعش» منذ غزو الموصل في العراق *تبادل أسرى الأكراد مع تركيا لإطلاق سراح 100 من داعش *الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب في الشرطة التركية:حكومة أردوغان غضت البصر باستمرار عن عشرات الآلاف من مؤيدي التنظيم الذين يستخدمون مطار إسطنبول والحدود التركية للعبور إلى سوريا *انقرة أفرجت عن 94 عميلًا ل«داعش» من بينهم «أبو حنظلة» القائد الأعلي ل«داعش» بتركيا ترجمة: مارسيل سمير عملت الاستخبارات التركية سراً مع« داعش» وغيرها من الجماعات الجهادية المسلحة في سوريا. بحسب شبكة أبحاث الشمال «نورديك مونيتور»، والتى كشفت عن علاقة تركيا بتنظيم «الدولة الإسلامية»، استضافة أنقرة إلهامي بالي، المعروف باسم «أبوبكر»، الشخصية البارزة في تنظيم «الدولة الإسلامية في السودان» وهو العقل المدبر لسلسلة من الهجمات في عام 2015 التي أودت بحياة ما يقرب من 200 شخص، بمن فيهم مواطنون أجانب في تركيا، في أحد الفنادق الخمس نجوم في العاصمة التركية. وأطلقت الشبكة ” مشروع تركيا داعش ينشر المواد المنشورة من قبل المنظمات والباحثين والصحفيين الاستقصائيين الذين درسوا العلاقات بين الحكومة التركية والجماعات الجهادية بما في ذلك الدولة الإسلامية في العراقوسوريا «داعش» قد استخدم تنظيم الدولة وغيره من الجماعات الجهادية تركيا التي لها حدود طويلة يسهل اختراقها مع سوريا كقناة لجلب المقاتلين في جميع أنحاء العالم، وشراء الإمدادات بما في ذلك الأسلحة، ونقل الجهاديين الجرحى للعلاج وجمع الأموال عن طريق مخططات منظمة بما في ذلك التهريب لمصنوعات يدوية والنفط السوري. وخلال جلسات الأممالمتحدة، الأسبوع الماضي، تقدمت «نوردك» بطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” لوقف دعم أردوغان لداعش والجمعات الإرهابية الأخري طبقا للقانون الدولي، ووثق الطلب بالأدلة وشهادات أعضاء التنظيم السابقين، وبيانات المخابرات السرية ومقاطع فيديو ولقطات ثابتة توكد دعم تركيا ل« داعش»، بالإضافة لوثائق مسربة من تركيا تؤكد دعم أردغان للتنظيم في تركيا وخارجها. كما تضمن خطاب «نوردك» مخالفات الرئيس التركى للقانون الدولى من خلال دعم التنظيمات الإرهابية ماليا، وجرائم ضد الأكراد، والترويج لخطابات الكراهية، ووضع ملايين الأبرياء تحت مخاطر الإرهاب وتنظيماته، وتهديد حرية الصحافة، وتعذيب المسجونين، والسماح بقتل الصحفيين الأجانب، وخطف المواطنين ، وإلغاء جوازات سفر 181 ألف مواطن تركي، وسجن الأطفال الأتراك، وانتهاك حقوق ذوي الإعاقة وتلفيق تهم إرهاب لهم. وتكشف «نوردك» بالأدلة الدعم المالي واللوجيستي المباشر المقدم من أردوغان ل «داعش»، وإدعاءات تركيا الكاذبة حول مواجهة الإرهاب، فتحت عنوان «الفيل في غرفة الناتو» يكشف تحقيق استقصائي عن رعاية تركيا ل «داعش»، ويشير إلى أسر المقاتلين الأكراد- القوي الفعلية لمواجهة «داعش» علي الأرض- بشهادات وكالتى الأنباء الكردية والسورية، بالإضافة إلى مصادر استخبارات غربية وشرق أوسطية عبر شهادات قيادات ل «داعش» السابقين. وأشار التحقيق إلى أنه تم التعتيم على خبر إلقاء القبض على سافاس يلدز، خلال هجوم داعش على محافظة جير سبى الكردية (تل أبيض) في سوريا، لكونه مواطنًا تركيًا انضم إلى جماعة جهادية في سوريا عام 2014 ، وكان يلدز المشتبه به الرئيسي في التفجيرين لمقر أحد أحزاب المعارضة الرئيسية في تركيا، الحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد للأكراد. وقعت التفجيرات في مكاتب حزب الشعب في أضنة ومرسين في مايو 2015. وواصل يلدز المشاركة في سلسلة من الهجمات الإرهابية في تركيا. لكنه كان أيضًا في الأصل أحد المشتبه بهم الرئيسيين في تفجير داعش في إسطنبول في مارس 2016 ، والذي أسفر عن مقتل أربعة وجرح 39 مدنياً. وفي البداية ، افترضت السلطات التركية أن يلدز هو الانتحاري في ذلك الهجوم ، لكن الشرطة سرعان ما حددت المهاجم الفعلي بأنه محمد أوزتورك. كان كل من أوزتورك يلدز معروفين لقوات الأمن التركية بوصفهما من عناصر داعش. وكانت السلطات التركية وضعت حملة للقبض على يلدز في أكتوبر 2015 ، معتقدًا أنه وأوزتورك واثنان من عملاء داعش، هاسي علي دورماز ويونس دورماز، قد دخلوا تركيا من سوريا لتنفيذ هجمات إرهابية، وقالت مصادر أمنية تركية إن يلديز سبق وأن اعتقلته السلطات التركية مرتين بسبب ولائه ل «داعش»، وكان على قائمة مراقبة الإرهابيين. يلدز، محمد أوزتورك، كان قد “أدرجوا على القائمة السوداء” من قبل المخابرات التركية باعتبارهم “داعمين لجماعة إرهابية”، لكنهم تمكن مراراً وتكراراً من السفر إلى سوريا لأنهم لم يدرجوا في نظام المعلومات القضائي الوطني. وكان يلدز قد ذهب للمشاركة في هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» على تل أبيض و لكنه أُجبر على الاستسلام لقوات «وحدات حماية الشعب» بعد أن تُرك عالقاً تحت مبنى منهار. ويؤكد التحقيق المنشور أن عناصر «داعش» تتمتع بحرية التنقل من قبل الدولة التركية، وقال يلدز الإرهابي أن أعضاء «داعش» الأتراك يتنقلون بحرية بين تركياوسوريا، لأن بعضهم يعملون لصالح المخابرات التركية. وأضاف يلدز إنه يتم بشكل روتيني فتح بؤر حدودية لقوات الأمن التركية لمرور مجموعات من 20 الي 30 مقاتلًا من تنظيم «الدولة الإسلامية» دون عوائق ودون الكشف عنها، فهناك اتفاق بين تركيا و«داعش»، فتركيا تدعم « داعش» لأنها تشكل تهديدًا للأكراد ويمكنها استخدامهم ضدهم “. وأكد أن الجيش التركي كان لديه خطوط اتصال مفتوحة مع « داعش» منذ غزو المجموعة الإرهابية للموصل في العراق في يونيو 2014 واعترف يلدز إنه عندما تم الاستيلاء على الموصل لأول مرة، تم احتجاز حوالي 50 شخصاً في القنصلية التركية. وفتحوا لنا كل الطرق لأن رجالنا كانوا أسرى لقد أعطونا كل أنواع حرية الحركة وقد تم تبادل هؤلاء الأسرى مع تركيا لإطلاق سراح 100 من أصدقائنا”. ووفقاً لديلدز، فإن الهدف الرئيسي لتركيا في دعم تنظيم «الدولة الإسلامية» هو استخدام الجماعة كحصن جيوسياسي ضد القوة السياسية والعسكرية المتزايدة للجماعات الكردية، وأضاف أن “الدولة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان يدعماننا فقط لأنهما ضد الأكراد. وأوضح أن الأولوية الاستراتيجية ل «داعش»، الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، أما تركيا وأمريكا هي أولويات ثانوية، مؤكدا أن التنظيم يتمتع بحضور هائل في جميع أنحاء تركيا وجميع المدن الكردية، وقال أن «عينتاب» هي نقطة مرور المقاتلين الأجانب والأتراك ل «داعش»، تحت بصر القوات التركية، وذكر نقط مرور أخري منها كيليس وعدد من الأماكن الأخرى. تواطؤ اردوغان قال أحمد يايلا، الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب ومنع الجريمة في الشرطة الوطنية التركية بين عامي 2010 و 2014، والذي يمتلك خبرة مباشرة في العمليات على الحدود التركية السورية، إن “حكومة أردوغان غضت البصر باستمرار عن عشرات الآلاف من مؤيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين يستخدمون مطار إسطنبول والحدود التركية التي يسهل اختراقها للعبور إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»”، وأجرى «يايلا» مقابلات مع عشرات المنشقين عن تنظيم «الدولة الإسلامية» المختبئين في تركيا، بصفته نائب مدير المركز الدولي لدراسة التطرف. ونشر نتائج البحث الذي أجراه أحمد يايلا بالتعاون مع مستشاره مكافحة الإرهاب في منظمة حلف شمال الأطلسي والبنتاجون، آن سبيكهارد من جامعة جورج تاون، في كتابها الصادر يوليو الماضى، تحت عنوان المنشقون عن تنظيم «الدولة الإسلامية»: قصص داخل الخلافة الإرهابية، وأكدوا أنه رغم مزاعم أردوغان بأنه يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية»، تشير الأدلة إلى أنه كان، ولا يزال، متواطئاً بشكل عميق في السماح ل تنظيم «الدولة الإسلامية» بنقل، ليس فقط المجندين عبر تركيا، ولكن أيضاً الأسلحة والإمدادات. وقد تأكدت هذه الحقائق مراراً وتكراراً خلال مقابلاتنا مع المنشقين عن تنظيم «الدولة الإسلامية». قال لنا أمير سابق إن تنظيم «الدولة الإسلامية» تمكن من صنع آلاف قنابل دبابات البروبان من الإمدادات التي جلبوها عبر تركيا”. وأثبتت وثائق ومستندات صادرتها القوات الكردية من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» بين ديسمبر 2014 مارس 2015 أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» تحركوا بحرية ذهاباً وإياباً عبر الحدود التركية السورية بمساعدة “شركات خاصة”. وفي العام الماضي، قال مسؤول غربي رفيع المستوى مطلع على مخبأ كبير للاستخبارات تم الحصول عليه من غارة كبيرة بقيادة الولاياتالمتحدة على منزل آمن ل «داعش» إن “التعامل المباشر بين المسؤولين الأتراك وكبار أعضاء تنظيم «الدولة الإسلامية» أصبح الآن “لا يمكن إنكاره”. وأكد المسؤول أن تركيا تساعد أيضا جماعات جهادية أخرى، بما في ذلك أحرار الشام وجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. وأكد عدد آخر من المنشقين عن تنظيم «الدولة الإسلامية» أن القادة الميدانيين ل «داعش» والقادة الميدانيين في سوريا كانوا على اتصال مباشر مع “المسؤولين الأتراك”، حيث كان هناك “تعاون كامل مع الأتراك” الأردن يتهم أردوغان وقال الملك عبد الله، ملك الأردن، في اجتماع لكبار ممثلي الكونجرس يناير الماضى، إن تركيا تشجع تنظيم «الدولة الإسلامية» عمداً على إرسال إرهابيين عبر الحدود إلى أوروبا، لتنفيذ هجمات إرهابية. وأضاف أن ذهاب الإرهابيين إلى أوروبا هو جزء من السياسة التركية، وأكد أيضًا أن الدولة التركية متواطئة في مبيعات داعش النفطية. وقال إن الرئيس أردوغان ملتزم ب “حل إسلامي جذري للمنطقة” وللنزاع في سوريا. وتؤكد تصريحات العاهل الأردني تحقيقًا سابقًا أجرته وكالة الاستخبارات الأمريكية يكشف عن دور الدولة التركية في تسهيل مبيعات داعش النفطية. وقال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، إنه بعد القصف الروسي منعت تركيا من إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا لمنع اللاجئين من القدوم إلى تركيا، و”أطلقت تركيا اللاجئين على أوروبا”. ولكن بعد صدور تقرير “عين علي الشرق الأوسط ” حول ما قاله ملك الأردن، أصدرت الحكومة الأردنية بياناً نفت فيه رسمياً أن يكون الملك قد اتهم تركيا بتصدير الإرهاب إلى أوروبا. ومع ذلك، استند حساب “عين علي الشرق الاوسط ” على مصدر موثوق به على دراية مباشرة بالمناقشة التي تمت في اجتماع الكونجرس. وبعدد شهرين من الإبلاغ عن تحذيرات الملك عبدالله التي تمت وراء الأبواب المغلقة، أفرجت عدة محاكم تركية بدون أسباب مفهومة عن 94 من عملاء «داعش» رفيعي المستوى الذين سبق أن اعتقلوا وتم توجيه تهم إليهم ، وكان من بينهم أبو حنظلة، ومعاونوه. ويعتقد أن أبا حنظلة القائد الأعلي لداعش بتركيا، ووصف يلدز حنظلة بأنه شخصية دينية أساسية وهو المسئول فى تنظيم « داعش» عن شرح العقيدة الايدلوجية وتجنيد المقاتلين.