كتبت رانيا نبيل: تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، اليوم السبت بعيد الغطاس، وهو ثالث الأعياد السيدية الكبرى، ويوافق 11 طوبة الموافق 19 يناير. ويصوم المسيحيين الأرثوذكس عن كل اللحوم بما فيها الأسماك خلال برامون الغطاس، ويأتى قبل عيد الغطاس مباشرة، ومدته من يوم إلى ثلاثة أيام، ويمتنع فيه الأقباط عن تناول اللحوم، ويكتفى بالبقوليات وما شابه. و«البرمون» كلمة يونانية تعنى الاستعداد، وهو عادة يكون يوم أو يومين أو ثلاثة أيام، ولا يأتى إلا فى عيدى الميلاد والغطاس، ويعامل معاملة الصوم الكبير أى أنه يصام فيه فترة انقطاع ويمنع تناول الأسماك فيه. القلقاس والقصب واعتاد الأقباط فى هذا العيد الاحتفال به بتناول وجبات القلقاس والقصب، وهى من العادات التى توارثتها الكنيسة؛ حيث فى عيد الغطاس تمتلئ البيوت ب«القلقاس»، وليس عبثًا الأكل بهذا الطعام بالذات فى عيد الغطاس، وطبقًا للرموز الروحية داخل الكنيسة القبطية؛ فإن القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهى المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة ومغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر «القلقاس» من مادته السامة بواسطة الماء. وعيد الغطاس، يسمى عيد الظهور الإلهى، ويأكل الأقباط القصب كنبات ينمو فى الأماكن الحارة، ربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية، ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات ونبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى نصل إلى العلو، وعندما نداخل القصب نجد القلب الأبيض والقلب الأبيض مملوء حلاوة، أما القلقاس فيرمز للمعمودية فيجب، وضعه فى الماء أولا وتنقيته ليخرج بمادة فائدة للطعام، وبداخله اللون الأبيض رمزًا للنقاء. - الإعلانات - صلاة اللقان في الغطاس وقد ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء أمس صلاة عيد الغطاس بكاتدرائية مارمرقس بالإسكندرية، كما هو معتاد للكنيسة القبطية، أن يحتفل البطريرك بصلاة الغطاس بمدينة الإسكندرية. وقال البابا تواضروس، خلال عظته؛ إن الكنيسة تصلى صلاة اللقان 3 مرات على مدار العام خلال الاحتفال بعيد الغطاس، والمرة الثانية خلال قداس خميس العهد، وثالثهما يوم الاحتفال بعيد الرسل. وأضاف البابا خلال كلمته بصلاة اللقان بالكنيسة المرقسية، بالإسكندرية أن الصلوات تتم لتقديس المياه، فكل الألحان والصلوات و” رسم الصليب” وتكرار كلمة كيرياليسون على المياه لتصير مياها مقدسة. وعن استخدام المياه المقدسة قال البابا تواضروس: تكون ينبوع بركة، لتطهير الإنسان، حل من الخطايا وتساعد الإنسان يروح يعترف بخطاياه، طارده للأمراض حيث تطرد روح الضعف والمرض والحسد، ومخيفة للشياطين لانها مشبعة بعلامة الصليب والقراءات المقدسة. واستطرد: تعطى روح سلام، طهارة للنفس والجسد والروح ويمكن استخدامها كمياه للشرب والاستحمام، شفاء للأوجاع سواء العابرة او غيرها وفيها تقديسًا للبيوت والمحال الجديدة ونافعًة لكل فائدة. واختتم: لذلك مياه اللقان يجب أن تكون موجودة فى كل بيت، وسوف اقوم اليوم برسم جبهة الأساقفة والكهنة، والذين سوف يفعلون بالمثل للحضور فى الكنيسة.