مساء أمس الأول.. الإثنين.. أسدل مهرجان «سينما المرأة» الدولي الستار على دورته الثانية فى حفل ختام جمع بين كل أطياف العالم الذي تعبر عنه السينما، فهو مهرجان عن السينما التي تصنعها المرأة أساساً، وأيضا التي يصنعها الرجل عن قضايا المرأة.. وهو مهرجان مصري ولكنه يحتفى بعالمه العربي، خاصة البطلات فيه مثل المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي كان نضالها ضد الاستعمار الفرنسي لبلادها رسالة قوية عن رفض الاحتلال، خاصة من قبل النساء.. وهو يحتفى أيضاً بعالمه الأفريقي الذي يمثل الانتماء الثاني لمصر بعد العروبة، ثم ينفتح المهرجان على كل العالم من خلال خصوصيته فى تقديم السينما التي تعبر عن المرأة.. ولهذا جمع بين إهداء دورته للمناضلة جميلة بوحيرد التي زين حضورها حفل الافتتاح وأعاد للذاكرة صفحات مضيئة من تاريخنا، وأيضا كان ضيف الشرف الممثل العالمي الشهير « داني جلوفر» هو من ساهم فى إضفاء هذه اللمسة المبهجة على أيام المهرجان، حين تحدث فى الندوة التي أقيمت له عن محبته وتقديره للمرأة ودور زوجته البرازيلية فى حياته، جلوفر الذي هو أحد الأبطال السود فى السينما الأمريكية قال إنه أحب الشعب الذي استقبله بود ومحبة صافية فى كل مكان، والحقيقة أنه شعب أسوان هو أحد أسباب نجاح المهرجان، وأن المرأة الأسوانية جزء مهم فى هذه المعادلة يدركها كل من شارك فى حضور ندوات «منتدى نوت» لقضايا المرأة الذي ترأسه عزة كامل إحدى أبرز المهتمات بقضايا المرأة المصرية والكاتبة والتي قدمت من خلال المنتدي الذي يمثل جزءًا من أعمال المهرجان مشاركة مهمة للنساء القادمات من مصر وخارجها ونساء أسوان من خلال ثلاثة أيام من النقاشات حول علاقة الفن وبما يحدث للمرأة فى ساحة الحياة، وفى الختام رأينا مجموعة من الأفلام قدمها الشباب المشارك فى ورش أقامها المهرجان للأفلام الوثائقية وأفلام التحريك ولصناعة أفلام قليلة التكلفة ولكتابة السيناريو، وأيضا لقراءة النصوص السينمائية.. وإذا كان حضور النساء قويا فى المهرجان لهذه الدرجة من خلال المنتدى وحضور شخصيات مثل د. مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة الافتتاح ود. ميرفت التلاوي رئيسة منظمة المرأة العربية و تحدثت السيدتان ربما للمرة الأولى عن السينما ودورها فى دعم قضايا المرأة، فإن امرأة ثالثة هي من افتتحت المهرجان لكونها وزيرة الثقافة المصرية الآن وهي د. إيناس عبد الدائم، ومع ذلك فقد جاء الحضور الرجالى مؤسعا بقوة من خلال فريق عمل المهرجان بدءا من رئيسه الكاتب محمد عبدالخالق ومديره الإعلامي حسن أبو العلا، والمدير الفني أحمد حسونة وأميرة عاطف، وعلى المسرح رحب اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان بهذه المناسبة المهمة، وبينما صعد أحمد راشدي، المخرج الجزائرى الكبير ورئيس لجنة التحكيم إلى المسرح ليعلن عن جوائز الدورة الثانية بمشاركة ثلاث عضوات من اللجنة فى إشارة إلى أن الاحتفال بالمرأة والدعوة لإنصافها يشارك فيه أيضا الرجال المنصفون، وقد توالى فى حفل الختام صعود المكرمات هذا العام من صانعات السينما فى مصر، وهن أربع فكرمت مصممة الأزياء الكبيرة ناهد نصر الله التي درست الاقتصاد والعلوم السياسية لتذهب بعدها إلى الخارج لدراسة ما تحبه وهو تصميم الأزياء وتصمم أكثر من ثلاثين فيلما آخرها كان « الأصليون « و» فوتوكوبي»، ثم ماريان خوري المنتجة والمخرجة السينمائية التي تركت الاقتصاد والبنوك أيضا لتدرس السينما وتعمل مع مؤسسة يوسف شاهين وتقدم مشروعات متتالية أخرها « بانوراما الفيلم الأوربي»، ثم المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودى، تركت القانون بعد دراسته لتتحول للسينما ولتصبح واحدة من أهم وأبرز صناع السينما التسجيلية فى مصر والاكثر رصداً للحياة اليومية للطبقات الشعبية بدءا من فيلمها الأول « حصان الطين « وحتى فيلم « أثيوبيا بعيون مصرية» ولتحتفى بها مهرجانات العالم فى كل مكان، وكانت المكرمة الرابعة هي الفنانة الممثلة « منى زكي» ألفة جيلها من الفنانات اللواتي عبرن عن جيل جديد من الممثلات، وقد تم تكريمها فى الافتتاح بحضور مجموعة من زميلاتها وزملائها وسعادتهم البالغة. فى حفل الختام، جاءت جائزة جمعية نقاد السينما المصريين من خلال لجنة ضمت الناقدتين ماجدة خير الله وأمل ممدوح ورأسها عصام زكريا إلى الفيلم الجزائري «السعداء» إخراج صوفيا جامه وفى المسابقة الدولية حصل نفس الفيلم على جائزة السيناريو الذي تدور أحداثه وسط عائلة تحتفل بالعام العشريني لزواج الأب والأم ولكن تذكرها أحداث الحرية الأهلية يأخذ الاحتفال إلى عالم أخر، أما جائزة لجنة التحكيم أي الفضية، فقد حصل عليها الفيلم المصري «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي، والذي حصل من قبل على جائزة التمثيل لبطلته منحة البطراوي من مهرجان دبي، لكنه هنا يحصل على الجائزة للفيلم وهو ما عبرت عنه المخرجة بسعادة بالغة خاصة أنه فيلمها الطويل الأول، وكذلك الفيلم الجزائري هو الأول لمخرجته، أما الجائزة الأولى فذهبت لفيلم بعنوان «مخلوقات منقرضة» إنتاج فرنسي بلجيكي ومخرجة جيل بوردو صاحب أعمال سابقة وفيلمه هذا الذي شارك فى كتابته مع اثنين من كتاب السيناريو يقدم ثلاثة قصص لثلاث عائلات مرتبطة بعضها البعض بعلاقات متعددة.. ولكن، أن تقدم هذه لعلاقات فهذا هو الفن.