كثيراً ما يخرج عن النص بكونه رجل دين، لكنه لم ينس أنه مصري فى المقام الأول، يتولى منصب الرجل الأول والمسئول عن ملايين من أبناء طائفته الارثوذكسية فى الداخل والخارج؛ إنه البابا تواضروس الثاني، فى ظروف استثنائية تولى البابا تواضروس كرسي مارمرقس، أثناء حكم جماعة الإخوان المسلمين وأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية غير مستقرة، وما عقب ذلك من ثورة 30 يونيو وفض اعتصامى النهضة ورابعة فى أغسطس 2013. لبابا الكنيسة مواقف وطنية عديدة، كما تعودنا من بطاركة الكنيسة القبطية، كانت بدايته عندما شارك فى ثورة ال30 من يونيو إلى جانب الأزهر والمؤسسة العسكرية، وخرج بتصريحه الشهير عقب فض اعتصامات الإخوان المسلحة فى ميداني رابعة العدوية والنهضة وقال فى هذه الظروف المضطربة وحرق الإخوان أكثر من 75 كنيسة بعدة محافظات بالجمهورية، وقال البابا مقولته الشهيرة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، لأنه يعلم جيداً أن هذه الاعتداء -والتي تعد الهجمة الأكبر ضد الكنائس فى العصر الحديث- لم تصدر من الشعب المصري، إنما من جماعة إرهابية سعت فاشلة لهدم الدولة ومؤسساتها من الجيش والشرطة وضرب الوحدة الوطنية. ضد المسيحيين بحسب حصر شامل لأحداث الاعتداءات على المسيحيين وممتلكاتهم فى أعقاب ثورة يناير 2011. وبالنسبة لعام 2017 ومع تغير أسلوب الاستهداف فى الأشهر الأخيرة بتفجير الكنائس والمسيحيين. فقد بدأ عام 2017 فى يوم 24 فبراير بحادث العريش ونتج عنه الاعتداءات والتهديد لمسيحيي العريش إلى استشهاد 12 مسيحيا، نتج عنه نزوح عشرات الأسر من منازلهم إلى المحافظات القريبة خاصة الإسماعيلية وتضافرت جهود كل الوزارات والهيئات بالتعاون مع الكنيسة تم توفير حياة كريمة لهذه العائلات وأبنائهم واستقرارهم فى المدارس والجامعات. وفى صباح الأحد الدامي الموافق 9 ابريل، وقع تفجير بكنيسة مارجرجس بطنطا اسفر عن 30 شهيدا. وفى نفس اليوم وقع تفجير خارج الكنيسة المرقسية بالإسكندرية واستشهد 8 من المُصلين المسيحيين، و7 من رجال الشرطة المكلفين بتأمين الكنيسة. 26 مايو كان حادث شهداء دير الأنبا صموئيل بالمنيا، بعد استهداف مسلحين للأتوبيس الذي يقل المسيحيين وسيارة نقل عمل أسفر عن استشهاد 28 مسيحيا معظمهم من الأطفال. وفى 27 يوليو وفى قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا تم الاعتداء على اسرة اثنين من الكهنة، أدى ذلك الى سقوط الشاب فام ماري خلف شهيد. وفى 12 أكتوبر استشهد القمص سمعان شحاتة كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصي بعزبة جرجس بالفشن إثر طعن بسكين فى منطقة مؤسسة الزكاة بالمرج. أغصان الزيتون وفى تفجير كنيسة طنطا الدامي قال البابا فى تعزيته: الشهداء رحلوا فى يوم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون ومع تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا صباح حد السعف 9 أبريل الماضي، أرسل البابا تواضروس رسالة عزاء لشعب إيبارشية طنطا وقال فيها: "مع عيد دخول المسيح أورشليم نودع أحباءنا شهداء كنيسة مارجرجس فى طنطا الذين اختارتهم السماء فى يوم عيد يحملون سعف النخيل مع أغصان الزيتون ليعودوا فيستقبلهم المسيح بنفسه لأنهم على رجاء القيامة رحلوا. كانوا صائمين ومستعدين للأسرار المقدسة وكانوا فى حال الصلاة مسبحين بكل قلوبهم، فى زمن الآلام اجتازوا الآلام ليفرحوا بالقيامة المجيدة". وتابع: "ألم الفراق يعتصرنا، ولكن أحضان المسيح تعزينا. نتألم لرحيلهم؛ ولكننا لأننا نحبهم، فإنهم أحياء فى قلوبنا. يصلون عنا وعن مسكنتنا". وأضاف البابا: "تعزيتي القلبية لكل الأسر المتألمة وصلاتي من أجلهم ومن أجل الجرحى والمصابين ". مسجد النهضة وفى كلمة البابا تواضروس عقب تفجير مسجد الروضة بمدينة العريش، نهاية نوفمبر الماضي، أرسل البابا رسالة تعزية من ألمانيا -حيث المستشفى الذي يعالج به- أعرب فيها عن إدانته لهذا الهجوم الإرهابي الذي خلف وراءه مئات الشهداء والمصابين من أبناء الوطن. وقال البابا فى تعزيته: نصلي من أجل شهداء حادث مسجد الروضة ونقدّم العزاء لأسرهم ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. ونتقدم بخالص العزاء لكل شعب مصر فى ابناء مصر الذين صاروا فى عداد الشهداء فى اثناء صلاتهم بمسجد الروضة بسيناء.. وأصلي من أجل مصر كلها وكل شعبها وكل المسئولين وكل القيادات فيها فقد تضرروا كثيراً وتأثروا بهذا الحادث الشنيع. فإن الحادث هو شكل من أشكال الإجرام الذي يضرب فى مناطق كثيرة. ولكننا فى وحدتنا وفى ثقتنا فى الله وفى العمل المشترك من أجل دحر هذا الإرهاب الذي يصيب الإنسان والأرض. وأنا اثق تماما ان الله الذي حفظ مصر عبر القرون وعبر السنين الكثيرة وعبر المحن العديدة انه سيحفظها من كل شر رغم كل هذا وستبقي وحدة مصر القوية هي السند القوي وهي النموذج القوي لحياة مصر و المصريين ". واختتم البابا رسالته قائلا "خالص العزاء وكل التعزية لكل أحد، وأنا اتحدث من المستشفى الذي اعالج فيه وهو خارج مصر ومنعتني الظروف الصحية من أن اشارك بنفسي فى هذا المصاب الذي أصاب مصر. أرجو الصلاة والدعاء دائما لكل المصريين". أجراس الكنائس وفى صباح اليوم التالي للحادث، أعلنت الكنيسة القبطية دق أجراس كل كنائسها تضامنا مع أسر الشهداء والمصابين وما أصاب الوطن جراء هذا الحادث الإرهابي. وقالت الكنيسة فى بيانها "إن موقفها تضامناً مع اخوتنا فى الوطن، ولا سيما أسر الشهداء والمصابين. وستدق أجراس جميع الكنائس فى الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت 25 نوفمبر، بكل المحافظات". نائب ترامب لم يختلف موقف الكنيسة الوطني محلياً عنه دوليا، فقد أصدرت الكنيسة القبطية بياناً رفضت فيه استقبال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، رداً على قرار أمريكا بشأن القدس. وقالت الكنيسة: "إنه نظرا للقرار الذي اتخذته الادارة الإمريكية بخصوص القدس، فى توقيت غير مناسب ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية، تعتذر الكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية عن استقبال السيد مايك بنس نائب الرئيس الامريكي خلال الزيارة المزمع القيام بها فى ديسمبر الجاري. وأضافت، اننا نصلي للجميع بالحكمة والتروي فى معالجة القضايا التي تؤثر على سلام شعوب الشرق الأوسط وإله السلام يعطينا السلام فى كل أوان ويحفظ الجميع فى خير وسلام.