تعد الأزمة اليمنية من أصعب الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، وأكثرها تعقيدًا وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة. وتكمن في عدم رغبة الحوثيين وانصار علي عبدالله صالح في التوصل لحل سياسي نظرا لارتباطهم بأجندات خارجية يضعها الساسة الإيرانيون مما أدى لتعثر المفاوضات ووصول الجولة الأولى من المفاوضات لطريق مسدود. ويظل صوت السلاح يعلو فوق لغة الحوار ومشهد القتل والدماء يحاصر المواطن العربي في كل الدول التي مزقتها التدخلات الخارجية والانقسامات السياسية والطائفية. الوضع الإنساني اكد أبو بكر أحمد باذيب الباحث السياسي في الشأن اليمني، أن تصاعد وتيرة العمليات العسكرية مؤخرا في اليمن هو نتيجة حتمية لتعثر المفاوضات بعد رحلة طويلة من التفاوض ما بين الوساطة السعودية والقطرية و الكويتية، اثبتت عدم جدية أنصار على عبدالله صالح والحوثيين، وأنهم كانوا يستغلون التفاوض لكسب الوقت وتحقيق مكاسب سياسية وترتيب اوضاعهم والانقلاب على الدولة, وأن العمليات العسكرية التي تدور رحاها علي الأراضي اليمنية تتميز بالكر والفر وتسيطر قوات الشرعية اليمنية على مساحة تتراوح بين75% إلي 80% بينما يسيطر أنصار على عبدالله صالح والحوثيين على 25%, ولقد بات صدي صوت المدفعية لقوات الشرعية تسمع علي مسافة 40 كيلو من العاصمة صنعاء ، وأن عملية تحرير العاصمة تحتاج لمزيد من الوقت نظر لتكدس العاصمة بالمدنيين. اما عن الوضع الانساني فإن حوالي 80%من الشعب اليمني فى حاجة ماسة لمساعدات غذائية ودوائية بينما تم تدمير البنية التحتية بشكل كامل وتشهد العديد من المدن اليمنية انقطاعا كاملا للكهرباء, ورغم اشتداد حدة العمليات العسكرية مؤخرا وكان اخرها استهداف معسكر للتدريب راح ضحيته العديد من الأبرياء, إلا أن جميع الأطراف اليمنية تدرك جيدا أن الحل العسكري هو اداة للضغط على الأطراف للعودة لعملية التفاوض ، وأن الحل السياسي هو الأفضل لحل هذه الأزمة. مبادرة أمريكية وفي السياق نفسه أكد السفير معصوم مرزوق، أن الأزمة اليمنية استدرجت المملكة العربية السعودية لحرب استنزاف طويلة المدى وباتت تشكل عبئا ثقيلاً على السعودية نظرا لتشابك حدودها الممتدة مع اليمن ,وأن الموقف يبدو حزينا ومرعبا نظر ا لتصاعد العمليات العسكرية وصعوبة التركيبة السكانية بين سنة وشيعة وبين الحوثيين وانصار على عبدالله صالح، وأن تلك التركيبة وحدها كفيلة بدمار اليمن, بالإضافة لكثرة التدخلات الخارجية من إيران وروسيا وأمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي,ومن مصلحة الدول الكبرى أن يستمر نزيف الدماء علي الأراضي اليمنية,وأن زيارة جون كيري للسعودية مؤخرا لاتعني بالضرورة دعما مباشرا لها إنما تأتي في إطار البحث عن المكاسب و المصالح الأمريكية في المنطقة.وانه لا يجب التعويل كثيرا على الأممالمتحدة بل يجب علينا بناء نظام اقليمي عربي قوي وأن نمتلك الإرادة الإقليمية لحل الصراعات السياسية التي تعج بها منطقتنا العربية وأن نعيد النظر في الجامعة العربية التي اصبحت عاجزة عن مواجهة التحديات التي تحدق بالأمة العربية.