طرح «عمرو موسي» أمين عام جامعة الدول العربية، عقد قمة استثنائية في أكتوبر القادم، أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية في سرت بليبيا، وقد يتساءل البعض، وماذا حققت القمم السنوية السابقة، حتي يطالب «موسي» بعقد قمة استثنائية، بعد ستة أشهر من انعقاد القمة الدورية!. يري مراقبون أن «موسي» يريد أن يستثمر، علاقات الرئيس الليبي «معمر القذافي» بالقارة الأفريقية، وتحمسه الشديد لأن يفعل ما لم يفعله رؤساء القمم السابقة، أثناء رئاسته للقمة الحالية «التي أصر من فرط اعتزازه بها أن يعقدها في «سرت» مسقط رأسه، رغم عدم وجود أي استعدادات بها لإقامة مؤتمر في حجم القمة العربية» خاصة أنه طالب بصلاحيات لرئيس القمة، منها أن يكون من حقه أن يتكلم باسم الأمة العربية في جميع القضايا والمحافل ولكن غياب رؤساء ثماني دول كبري، عن القمة، لن يعطيه تلك الصلاحيات التي طالب بها.. رغم كل هذا، فإن «موسي» عبر جهود مضنية ودءوبة ومن خلال طرحه لفكرة رابطة الجوار التي من المفترض أن تضم دولا أفريقية مثل نيجيريا والنيجر وتشاد وأثيوبيا، وهي دول مهمة في حوض النيل، خاصة أن الحروب القادمة ستكون بسبب المياه بالإضافة إلي تركيا، وكان حضور «رجب طيب أردوجان» رئيس الوزراء التركي لقمة سرت مؤشرا علي رغبة الطرفين في تحقيق دعوة موسي، وكانت أولي ثمار مثل هذا التقارب هي المواقف التركية الداعمة للقضية الفلسطينية ورفض استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية، بل والتنسيق مع مصر في المطالبة أثناء انعقاد المؤتمر النووي الدولي المزمع عقده نهاية هذا الشهر، بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، وتحديدا السلاح النووي الإسرائيلي، مما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلي التراجع عن حضور المؤتمر. أيضا من أهم أسباب الدعوة لعقد قمة استثنائية هي رغبة «موسي» في العام الأخير له كأمين عام لجامعة الدول العربية، إذا لم يوافق علي إعادة ترشيح نفسه ومتابعة معظم القرارات الرئيسية التي صدرت عن القمة الليبية، فيما يتعلق بدعم القدس، والقضية الفلسطينية ماديا ب 500 مليون دولار، إلي جانب دعمها سياسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومحاولة توقيع عقوبات علي إسرائيل إذا ما استمرت في العدوان علي الشعب الفلسطيني. هذا بالإضافة للدور الذي سيقوم به هو شخصيا في تحسين العلاقات العربية - الإيرانية، فهي إحدي أهم دول الجوار، «من وجهة نظر بعض المحللين السياسيين» المطلوب استقطابها في هذه المرحلة، خاصة أنها في حاجة إلي مثل هذه الرابطة في هذه المرحلة، التي تقف فيها دول العالم الكبري ضدها، وتسعي لفرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، وقبل أن تمر السنوات، وتنقلب فيها الموازين، ونصبح نحن كعرب في حاجة ماسة لمثل هذه العلاقة. و«إيران» تحديدا كانت مثار خلاف بين الملوك والرؤساء العرب الذين حضروا قمة سرت، وخاصة دول الخليج، لاحتلالها الجزر الثلاث الخليجية، وخوفهم من السلاح النووي الإيراني. بينما يري بعض المحللين، أن إقامة مثل هذه الرابطة مع تركيا وإيران، وبعض الدول الأفريقية، سيحجم العلاقات الإسرائيلية مع بعض تلك الدول، مثل تركيا وأثيوبيا، وسيربط بين القضايا والمصالح العربية، ودول الجوار المطروحة أسماؤها في هذه الرابطة. ولكن السؤال الأهم هو، هل ستجرؤ بعض الحكومات العربية علي مجرد تحسين العلاقات مع إيران في الوقت الذي تسعي فيه الدول الخمس الكبري وعلي رأسها الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات شديدة علي إيران؟!.