وسط تشكيك بعض أبناء جلدتنا من الطابور الخامس في نصر السادس من أكتوبر نجد قادة ومفكري العدو أنفسهم يعترفون بمرارة الهزيمة وتحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وانتهاء حلم إسرائيل الكبري التي تعبث بأمن المنطقة.. ويقال: "الحق ما شهدت به الأعداء" ولهذا نعرض هذه الشهادات من الأعداء لعلها ترد علي أكاذيب المطبعين الجدد. قالت جولدا مائير - رئيسة وزراء إسرائيل - كتاب حياتي: "إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء.. وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين..وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة علي حقيقة الموقف السيئ أم لا ؟ وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان - مؤتمر صحفي لمكتب وزير الدفاع مع رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية بتاريخ 9/10/1973: "أود أن أصارح الأمة أنه لا يوجد مكان في العالم محميا بالصواريخ مثل مصر .نحن لا نمتلك حاليا القوة اللازمة لدفع الجيش المصري الي الضفة الغربية مرة أخري .لا استطيع أن أقدم لكم صورة وردية عن الوضع في سيناء. المصريين أقوياء ويمتلكون أسلحة متقدمة .أننا خسرنا مئات الدبابات وبعضها تم أسره في يد المصريين وخسرنا 50 طائرة علي مدي الأيام الثلاثة الأولي من الحرب والخسائر مستمرة بمعدلات لم تكن في حساباتنا. اعترف أبا ايبان - وزير خارجية إسرائيل - نوفمبر1973 لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر 1973.. لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي.. بل علي العكس فان هناك شعوراً طاغيا في إسرائيل ألان بضرورة إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية.. إن علينا أن نكون أكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة. وجاءت شهادة أهارون ياريف - مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق . بالنص: "لا شك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين.. بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء. وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب؟ أجاب "انظروا إلي ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة علي هذا السؤال". اعترف حاييم هيرتزوج - رئيس إسرائيل الأسبق - كتاب "مذكراتي" بصدمته قائلاً: إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الإسرائيليين ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل.. وانطوي علي نفسه من ذلك الحين.. لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم أن يهاجموا. الخزي والعار علق حاييم هيرتزوج - رئيس إسرائيل الأسبق. في نوفمبر 1973. علي الحرب قائلا: لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل إحدي مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون.. بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم.. لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا.. كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدا العالم الخارجي يتجه إلي الثقة بأقوالهم وبياناتهم. أعرب ناحوم جولدمان - رئيس الوكالة اليهودية الأسبق - كتاب "إلي أين تمضي إسرائيل" عن خزيه قائلا :" إن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل التي لا تهزم.. وللتفوق العسكري المطرد لإسرائيل في مواجهة العرب.. كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا - حوالي خمسة مليارات دولار. في مرارة بالغة قال ابراهام كاتزير - رئيس إسرائيل الأسبق: "علينا أن نتعلم بعد هذه الحرب الفظيعة أن نكون أكثر تواضعا وأقل نزوعا إلي المادية. كما يتحتم علينا أن نبذل كل طاقاتنا لإزالة الفجوة الاجتماعية. والتغلب علي المادية التي أحدقت بنا". حرب مختلفة وصف الجنرال إليعازر - رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال الحرب المأساة قائلا: "إن حرب أكتوبر هي حرب تختلف عن كل الحروب التي خضناها ضد العرب . كانت المبادرة دائما في أيدينا. وكان التحرك بالنسبة لنا أمرا سهلا لأننا نحن الذين كنا نهاجم. ولكن هم الذين هاجموا. ومعني ذلك أن التوقيت لهم والهجوم لهم. أما المفاجأة فهي التي لنا. وأصبح علينا أن ندافع. وهذا أمر مرير كان يحز في نفوسنا وفي ندوة بالقدس بتاريخ 16/9/1974. قال الجنرال الإسرائيلي يشيعا جافيتش: "بالنسبة لإسرائيل في نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية..لم نحرز انتصارات .. لم نتمكن من كسر الجيش المصري أو السوري علي السواء.. ولم ننجح في استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي.. وأننا لو قيمنا الانجازات علي ضوء الأهداف ..لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما. نهاية الأسطورة سخر المعلق العسكري الإسرائيلي أمنون كابيليوك في كتابه "إسرائيل - إنتهاء الخرافة" قائلا: "من وجهة نظر الرجل الإسرائيلي العادي يمكن أن تحمل حرب أكتوبر أكثر من اسم. مثل: "حرب الإفاقة من نشوة الخمر" أو "انهيار الأساطير" أو"نهاية الأوهام" أو "موت الأبقار المقدسة". اعترف المعلق العسكري الإسرائيلي زئيف شيف - في كتابه "زلزال حرب يوم الغفران" بمرارة الهزيمة قائلا: "هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي.. التي يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلي علاج نفسي.. هناك من نسوا أسماءهم.. وهؤلاء يجب تحويلهم إلي المستشفيات