عن أوس بن أوس- رضي الله عنه- . قال: قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فأكثروا علي من الصلاة فيه. فإن صلاتكم معروضة علي". قال: قالوا: يا رسول الله. وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ "قال: يقول بليت" قال: "إن الله حرم علي الأرض أجساد الأنبياء". رواه أبو داود باسناد صحيح مفردات الحديث: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة": أتي بمن تنبيها علي أنه ليس أفضلها. بل أفضل أيام السنة من حيث الأيام يوم عرفة. لما جاء أنه سيد الايام وافضل الاسبوع يوم الجمعة. ومن حيث الشهر شهر رمضان. وفرع علي فضل يوم الجمعة. "فأكثروا علي من الصلاة فيه": وذلك لنمو ثواب العمل بشرف زمانه أو مكانه. "فإن صلاتكم معروضة فيه": يعرضها عليه ملائكة موكلون بذلك كما ورد في حديث ابن مسعود مرفوعا "أن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" رواه أحمد وأبو داود والبيهقي. وهذا فيمن صلي عليه من بعد. أما من صلي عليه عند قبره الشريف فيسمعه كما جاء في حديث أبي هريرة مرفوعاً "من صلي علي عند قبري سمعنه ومن صلي علي نائيا بلغته" رواه البيهقي في الشعب. وظاهر الجميع أن كل صلاة وسلام تبلغه صلي الله عليه وسلم. وسواء كان ذلك في يوم الجمعة أو غيره من الأيام والليالي. فلعل في العرض عليه زيادة علي مجرد الإبلاغ اليه. ويكون ذلك من خصائص الصلاة عليه صلي الله عليه وسلم في يوم الجمعة. "وقد أرمت": بفتحتين فسكون ففتح أصله أرممت. أي: صرت رميماً حذفت احدي ميميه. وهي لغة لبعض العرب كما يقال ظلت في ظللت. أو بضم الهمزة والراء مضمومة أو مكسورة. والميم مشددة واسكان التاء أي: أرمت "إن الله حرم علي الأرض": أي ان تأكل كما في رواية النسائي "أجساد الأنبياء" عليهم الصلاة والسلام لانهم أحياء في قبورهم. لكن بحياة برزخية ليست نظير الحياة المعهودة. وهي أقوي وأكمل من حياة الشهداء. والي اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالي.