كرم الله تعالي الانسان اذ خلقه بيده وأسجد له ملائكته. وفسح له في ارضه يعيش فيها عبداً لله وسيداً للمخلوقات. فقد منحه الله العقل المفكر واللسان المعبر والهيئة المستقيمة. وارسل اليه رسله ترشده الي الصراط المستقيم. وانزل اليه كتبه توجهه الي الطريق القويم ثم شمله بعفوه ورحمته. ووعد المحسن من الناس برضوانه وجنته. لذلك فان اي عمل يخل بهذا الامن والامان وهذه السعادة والاطمئنان هوعمل لا يرضي الله ولا يرضي العقلاء من الناس واشد هذه الاعمال المرفوضة هو قتل النفس التي حرم الله الا بالحق. اذ جعله الله من اكبر الكبائر. واعتبره النبي صلي الله عليه وسلم من السبع الموبقات المهلكات حيث عد منها قتل النفس التي حرم الله الا بالحق. بل ان النبي صلي الله عليه وسلم يقول في حديث آخر "كل ذنب عسي الله ان يغفره الا من مات مشركا اومن قتل مؤمنا متعمدا". أما القرآن فيعلنها صريحة واضحة "من قتل نفسا بغير نفس اوفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا". ثم يعلن جزاء هذا القاتل في الآخرة فيقول: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما". واما الذين استحبوا حرمة الدماء نقول لهم: علي رسلكم أيها الضالون المكذبون أأنتم أعلم أم الله؟. فدعوا الخلق للخالق ودعوا الملك للمالك. عليكم انفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فإن الرسول يقول: من حمل علينا السلاح فليس منا. وهو القائل: ولا يحل لمسلم ان يروع مسلما. وهوالقائل: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة. ويوضح متسائلا: فما بالكم بمن قتل مسلما؟ ما بالكم بمن يعصف بأمن مجتمع مسلم يصلي فيه من يصلي ويصوم فيه من يصوم ويحج فيه من يحج؟. وكان عليه الصلاة والسلام يمنع الرجل أن يمسك بالسيف دون غمد وذلك حرصا علي سلامة الناس. لأن ابن ادم بنيان الرب ملعون من يهدمه. أيها الغافلون عودوا الي رشدكم. واعرفوا قدركم. واستغفروا ربكم. وقدسوا الدماء والنفوس وعظموا الأعراض والحرمات يزول الشر عنكم. ويسود الحب والود صفوفكم. وينتشر السلام والوئام فيكم.