لقد خص الله تعالي الأم بمزيد من البر حتي حين سئل الرسول صلي الله عليه وسلم من احد المسلمين من أحق الناس بحسن صحابتي "قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك ثم من قال أبوك" فيوصي بالأم ثلاث مرات لماذا لان للام ثلاث خصوصيات لا يشاركها الأب فيها الأم هي الوحيدة التي تحمل والأم هي الوحيدة التي تلد والأم هي الوحيدة التي ترضع فالحمل والولادة والرضاع خصوصيات تتعب الأم فاختصت بالوصية بها ثلاث مرات أكثر من الأب وهذا تكريم من رب العزة سبحانه وتعالي للام قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلي يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فانه يعجل لصاحبه" يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة. إن الاسلام رفع من شأن الام احتراما وطاعة لا مثل لذلك في أي دين أو قانون وضعي أو فكر فلسفي وانظر إلي الاعرابي الذي أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا: "هل أطيع أمي فقال رسول الله "الجنة تحت أقدام الامهات" " فذهب الاعرابي إلي أمه يقبل قدمها قائلا: بهذا أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم ان طاعة الام من طاعة الله التي يستوجب رحمته وترفع نقمته وتدخل الطائع جنته ولقد ضرب رسول الله المثل وهو القدوة الحسنة إذا رأه أصحابه يوما يقف علي قبر أمه يبكي بكاء الوفاء والحب وكان قد بلغ من السن ما يقرب من الستين عاما بل نراه صلي الله عليه وسلم يقف وسط صحابته ويفرش رداءه علي الارض ويفتح زراعيه مبتسما وهو يقول مرحبا بأمي مرحبا بأمي وإذا بحليمة السعدية بين زراعيه يقبلها الام المرضعة فما بالك بالأم الحاملة الحاضنة الساهرة الليالي والمتألمة الايام الطوال أليست تستحق بان يجعل الله طاعتها والاحسان إليها من أعلي مراتب العبادة!! ولقد علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم ان الانسان مهما صلي وزكي وحج وصام فأعماله موقوفة لاتقبل إلا إذا كانت أمه راضية عنه لان غضب الام يهتز له عرش الرحمن وكان أحد الصحابة يقبل رجل أمه كل صباح ومساء وحين سئل عن ذلك قال "إني اقبل اعتاب الجنة" ويجب علي كل ولد أن يعرف لامه فضلها وأن يحسن اليها تقربا إلي الله لأنها سبب دخوله الجنة وسبب رضوان الله عليه.