حول تصحيح المفاهيم وعلاقة الإسلام بالآخر أكد أ. د. بكر زكي عوض الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف أن كلمة الآخر تدل علي غير المنتمين للإسلام. وقد آن الأوان أن نعيد فهم المسميات. والسبيل إلي ذلك فقه المفاهيم بتغير الزمان والأحوال. وذلك من خلال استخدام الصيغ بطبيعتها. وقد أقر الإسلام الاختلاف والتنوع وكرم الإنسان بصيغة العموم. وجعل العيش علي الأرض لكافة البشر بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم. فنظم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين. ونادي بالسلام العالمي والتبادل المعرفي. وامتدادًا للحديث عن احترام الإسلام للآخر ورقيه في التعامل مع غير المسلمين بيّن سماحة الشيخ محمد أحمد حسين مفتي فلسطين أن هناك قواسم مشتركة بين جميع البشر يتحقق من خلالها ضوابط وحدود التعامل مع الآخر. فقد كرم الإسلام الإنسان وأحسن خلقه. وكانت الرحمة هي أساس رسالة الإسلام قال الله تعالي: "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين". كما أقرّ الإسلام حرية الاعتقاد والتنوع والاختلاف بين بني البشر. ونادي بالإحسان إلي غير المسلمين في التعامل مستشهدًا بقوله تعالي: لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين?. كما أوصي الله تعالي بحسن الصحبة. كما نبهت أ. د. مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة علي أن الإسلام وضع أسس العلاقة مع غير المسلمين والتي تقوم علي مكارم الأخلاق والتسامح والمحبة والسلام. وكرم الإسلام الإنسان بغض النظر عن لونه بل لكونه بشرًا. والتنوع يعني: التعددية الدينية والثقافية والحضارية» فالاختلاف لا يعني التنافر أو إقصاء الآخر. بل ضرورة التعاون والتفاعل مع الغير. وهذا ما رسخه النبي " صلي الله عليه وسلم" في دستور المدينة. فاعتبر النبي "صلي الله عليه وسلم" اليهود أمة مع أمة الإسلام. لهم ما لنا وعليهم ما علينا. كما أشار أ.د. عبد الحميد عبد المنعم مدكور الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة إلي عظمة الإسلام وتشريعاته في التعامل مع الآخر مما يؤكد سماحة الإسلام. وحذر من سوء الفهم لمبادئ الإسلام السمح ووضعها في غير موضعها أو استغلالها في الترويج للتطرف والإرهاب مما يؤدي إلي الشقاق والنزاع وشق وحدة الصف. ومن جانبه أكد د. عبد الله محمد وانغ رئيس الجمعية الإسلامية بمقاطعة وانغ بالصين أن الفكر الوسطي وجه من وجوه الحضارة الإسلامية وهو المقياس في كلام وأفعال المسلمين وتوجيههم نحو الحب والرحمة وتكريم الإنسان. ويتجلي منهج الوسطية في قوله تعالي: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا.