ما وجد إبراهيم عيسي ساقطة. ولا شاردة أمام عينيه إلا ونراه يوقظها توظيفا غريبا. وعجيبا يجعلنا نسأل لمصلحة من هذا التوظيف؟ هل لمصلحة الإسلام بوجه عام؟ أم يصب في مصلحة المارقين والمستشرقين الذين يبحثون عن أي نص يساند شبهاتهم تجاه هذا الدين؟ أم هو لمصلحة الشيعة الروافض الذين لا يألون جهدا لغزو عقول شباب مصر. وهز هيبة واحترام صحابة نبينا في قلوبهم؟! أسئلة واستفسارات تزاحم فكر أي منصف يخشي علي دينه ووطنه. وإلا فما جدوي إثارة حادثة غامضة كاذبة خاطئة عن سيدنا أبي بكر الصديق الذي نزلت في شخصه الكريم آيات تدلل علي صدقه وتصدّقه ورقة قلبه. وحُسن خلقه: "فأما من أعطي واتقي وصدّق بالحسني فسنيسره لليسري" إنه أبو بكر بإجماع المفسرين - وقوله سبحانه عن نبيه في الغار: "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" إنه الصاحب للحبيب هنا. الصّدّيق رضي الله عنه. هذا الصدّيق عند عيسي: يحرق الأحياء من البشر تماما كما فعلت داعش مع الطيار الأردني؟! فالأستاذ الإعلامي ينقل من كتب التاريخ رواية منسوبة زورا لأبي بكر تقول: "إن أبا بكر أحرق رجلا يطلق عليه" الفجأة السلمي "حيا ! وإن الدواعش في حرقهم للطيار الأردني استندوا إلي هذه الرواية" وبناء عليه فالأستاذ يحتقر هذا العمل من أبي بكر. ويلفت النظر إلي أن هذا الصحابي الجليل الذي تقدره الأمة بأكملها. أعماله هي المنبع للفكر الداعشي الإجرامي. فلا يجب عنده إلقاء اللوم علي داعش. بل علي من زرع لها الفكرة وأمدَّها بهذا العمل. ويقول: "كل الأسانيد التي تقدمها داعش لتبرير مواقفها موجود بالكتب". وهنا يقف القلم عن المقال لنسأل الأستاذ: هلا سألت أهل الاختصاص عن صحة ما تقول وتنقل ؟! وهل علمت مكانة هذه الرواية في النقل الصحيح؟ وهل تعرف من ناقلها. وماذا قال عنه علماء الجرح والتعديل ؟! لماذا تُقحم نفسك في غير فنِّك. وأنت تعلم أن الحكماء قالوا: ¢من تكلم في غير فنِّه أتي بالعجائب¢ ؟! ومن عجائب ما تتفوه به: أنك لا تدري ما تقول. ولا تدري أنك لا تدري. وهذا هو الحمق الفكري بعينه. فالرواية يا سادة إن خاطبنا العقلاء لا البلهاء قال فيها المتخصصون: إنها باطلة بالمرة. لأن الذي رواها هو "علوان بن داود البجلي. قال عنه البخاري: مطعون فيما يروي. نقل لنا ذلك الحافظ بن حجر في لسان الميزاب. ولكن هل يصدق الأستاذ عيسي. الإمام البخاري في هذا الحكم. وهو أعلم منه. ومني بالرجل؟ لا نري ذلك. لأن البخاري عند عيسي "مُخرِّف" كما يقول كثيرا - ولذا نتحمل ما يقوله علي أعصابنا. ونشد يده لنسمعه ما قاله عنه أبو زرعة: "صح عندنا أنه يكذب" وقال ابن حجر عنه إنه ¢ منكر الحديث¢ بل ما قاله الهيثمي صاحب مجمع الزوائد من إن هذا الرجل كان من "الزواقيل" أي اللصوص انتهي. وليعلم الجميع أن الشيعة وحدهم هم الذين يهيمون حبا بروايات هذا اللص الذي يصدقه هذا الجهبز الإعلامي. ويروِّجون لأمثال هذه الروايات عن الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم. ورضوا عنه. لنصرة معتقداتهم اللقيطة من اليهود. فهل الأستاذ فطن لذلك أم كان قاصدا لهذا التصيِّد لرواية لفظها المتخصصون من علمائنا. وأحتضنها المتطاولون علي صحابة نبينا - صلي الله عليه وسلم ؟! وهل يليق برجل يعرض فكره علي الناس كل يوم ليستغل الأحداث. وأعمال المجرمين. ويؤّصل لها كذبا وزورا. ويتهم أجلَّ وأرقي وأفضل رجال عرفتهم الدنيا بعد الرسل والأنبياء ؟ وهل سيدنا الصديق رضي الله عنه الذي كان إذا قرأ القرآن تفيض عيناه من الحزن. والبكاء خشية من الله عز وجل؟ هل يصدق أحد أنه كان يحرق الرجال أحياء ؟ وهل يفعل ذلك من يقول لقائد جيشه كما حكي لنا البيهقي - frown رمز تعبيري إنك خرجت غازيا في سبيل الله وإني أحتسب في مشيّ هذا معك. لا تقتلوا صبيا. ولا امرأة. ولا شيخا كبيرا. ولا مريضا. ولا راهبا. ولا تقطعوا شجرا مثمرا. ولا تخربوا عامرا. ولا تذبحوا بعيرا. ولا بقرة إلا لمآكل ولا تغرقوا نحلا ولا تحرقوه ". أين أصحاب العقول لنقول لهم:هل الذي لم يقبل أن تقطع أشجار الأعداء المثمرة. أو تهدم بيوتهم العامرة. أو يحرق جنوده ذبابة من النحل. هل يقال عنه إنه يحرق الرجال والجثث. وأنه أمد داعش بما تفعل الآن ؟! لا أملك إلا أن أقول لكل من يفتري الكذب علي سادتنا الصحابة: اتقوا الله "واتقوا يوما تُرجعون فيه إلي الله" وستحاسبون علي كل ما تتقوّلون به بلا توثيق. وإلي الله المشتكي.