نرجو التريث قليلاً للتفكير بين الهجمة الشرسة الآن لتشوية الدولة المصرية وتقويضها من خلال الضربات المتلاحقة من التفجيرات والحوادث وإظهار مصر أنها الدولة الفاشلة . والدولة التي أصبحت غير قادرة علي حماية أبنائها . وغير قادرة علي توفير الحد الأدني من الأمن والاقتصاد . وهذا يصب في إفشال المؤتمر الاقتصادي القادم في فبراير والذي سيعقد في شرم الشيخ لمساندة مصر . وهذا يأتي أيضاً متزامناً في تأليب المجتمع الدولي ضد مصر في ملف حقوق الإنسان المطروح الآن لمناقشته في جنيف . انظروا إلي هذه المؤامرة متكاملة الأركان . حيث يأتي هذا متزامناً أيضاً مع زيارة بعثة صندوق النقد الدولي إلي القاهرة. اليوم الثلاثاء. لتقييم الاقتصاد المصري من خلال تقييم سلامة النظام المالي. ومراجعة السياسات الاقتصادية. وإصدار تقرير نهائي عن وضع الاقتصاد الوطني. وهذا التقرير سيكون حاسما في إنجاح ¢القمة الاقتصادية¢ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ في فبراير المقبل. فقد جاءت مراجعة ملف حقوق الإنسان المصري في جنيف .وهي آلية دورية تخضع لها جميع الدول علي السواء كل أربع سنوات. لتعكس التغيرات الهامة التي شهدتها مصر علي المستويات السياسية والاجتماعية منذ ثورتي 25 يناير. 30 يونيو. وكانت أبرز الدول التي وجهت انتقادات لمصر في مجال حقوق الإنسان هي ألمانيا واستراليا والدانمارك والسويد والنمسا وسويسرا وكوستاريكا. أما عن الدول الداعمة لمصر فأبرزها السعودية وايران والامارات والسودان وزيمبابوي والأردن والبحرين وروسيا. هذا بالإضافة إلي عدد من منظمات المجتمع المدني التي حضرت المناقشة بصفة مراقب. وقد استندت الحكومة المصرية في إعداد هذا الملف إلي دستور 2014 الذي تضمن موادا غير مسبوقة تؤكد التزام مصر الكامل بالمواثيق الدولية وحقوق الإنسان. وجاءت مناقشة هذا التقرير أمام اللجنة وفقاً لتقليد متبع حيث أدارت جلسات النقاش ثلاث دول وهي السعودية والجبل الأسود وساحل العاج. وعلي الرغم من التفجيرات. والشائعات. والدماء التي سالت مؤخرا لشحن الشارع وتشويه سمعة الوطن والمؤسسات . ومحاولات الشوشرة علي أعمال المراجعة الدورية الشاملة لملف مصر في حقوق الإنسان . التي تمت الأربعاء الماضي . جاءت النتائج بترحيب دولي "باستثناء حلف الشر. وحاشية الكفيل الأمريكي". وقد حدث هذا التشوية المتعمد لأن أطراف المؤامرة "في الداخل. والخارج" يعرفون أن تقرير خبراء الصندوق المرتقب سيكون إيجابيا . وهذا كلام لا يطلق علي علاته . إنما مستنداً إلي أحدث تقييم دولي "مؤسسة موديز" الذي رفع تصنيف مصر من سلبي إلي مستقر. وأشاد بالاستقرار السياسي والأمني. ودور الحكومة في تحقيق الانضباط المالي المتمثل في "عجز الموازنة. والوفاء بالمديونيات الداخلية والخارجية". فهل الصورة مازالت ملتبسة علي أحد في أن مصر تُواجه هجمة شرسة بل حربا ضروس بل حامية الوطيس ضد أعداء الداخل الذين تحالفوا مع أعداء الخارج لإيقاع الدولة المصرية؟! ونقول لهم: هيهات. هيهات فيما تزعمون . فمصر قد استعصت علي جحافل الشر عبر التاريخ. حفظ الله الوطن طالما كنا فاهمين ما يدبر لنا ليس بليل . بل بليل ونهار.