الازهر الشريف كان ومازال وسيظل رمزا للوسطية والاعتدال ومنارة للعلم والعلماء في العالم اجمع وهو حائط الصد المنيع أمام تيارات اليمين واليسار والتي وقف ويقف لها دائما بالمرصاد.. ولا ينكر دوره وتأثيرة البارز في مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها مصر الا جاحد او مغالط . فالأزهر تاريخ من العلم والمعرفة والتفقه في علوم الدين الوسطي وسيرة متصلة من الثورة علي قوي الظلم والطغيان وهو اول من حفظ التراث الاسلامي ونشره لجميع المهتمين في كافة انحاء المعمورة. لذلك لست بمستغرب من تلك الهجمة الشرسة والسهام المسمومة التي تنطلق بين الحين والاخر والتي يوجهها البعض يمينا ويسارا علي ازهرنا المعمور وشيخه الجليل وعلمائه الثقات..لا لشئ الا انهم رموز الوسطية في مصر والعالم ولولاه لما حافظنا علي تراثنا وقيمنا وثوابتنا الدينية.. ولن استغرب ابدا هذا العبث الذي يثيره بعض من يدعون انهم مفكرون بل واسلاميون بعد ان ذبلت اوراقهم ونضب معينهم واكتشفت ألاعيبهم وحيلهم وباتت رائحتهم تزكم الأنوف من محاولاتهم الخبيثة للنيل من شموخ الأزهر وشيخه ومناهجه الوسطية التي كانت ومازالت ميراثا لكل الاجيال ..وأنا لهم ذلك أمام قامات الأزهر وهاماته الاوفياء. نعم هي محاولات خبيثة وتنفيذ لمخطط خارجي بهدف هدم الازهر وللاسف يتم تنفيذه بأيد مصرية خالصة لتفريق الأصطفاف من حوله بعد ان فشلت محاولاتهم المستميتة لتشيعة..وها هم الأقزام امثال البحيري ونصر وخلافه يصطادون في الماء العكر ويتهمونه بالتخلف والرجعية. لذلك لن أضم صوتي للمطالبين من الأزهر بالرد علي أمثال هؤلاء الأقزام فهذه بغيتهم.. لكن علي الأزهر ان يسير في طريقة نحو الإصلاح وألا يلتفت لمثل هذه التفاهات والتجاوزات والحماقات التي ترتفع بين الحين والاخر للطعن في ثوابت الاسلام وشريعته الغراء فما هي الا موجات تعلو وتهبط فتلقي بزبدها لتطهر ساحة العلم والدعوة والوسطية الصحيحة من سفه المنتسبين للعلم زورا وبهتانا ومن خلال المعادين للدين علي حد سواء. وختاما.. قال تعالي "الم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "صدق الله العظيم" العنكبوت "1-3"