مضت أيام العيد المباركة وحالنا وحال الأمة يذكرنا بقول الشاعر المتنبي ¢ عيد بأي حال جئت يا عيد ¢ كلما نظرت الي أحوال الداخل ازددت هما وغما مع انني متفاءل بطبعي ولكن الفتنة التي نحن فيها - أبناء مصر جميعا - تجعل الحليم حيرانا مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : ¢يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمى يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ . يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوحَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ . أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَي مِنَ السُّكَّرِ . وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ . فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَبِي تَغْتَرُّونَ . وَعَلَيَّ تَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَي أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا¢ . الغريب أن البعض لم يعد يحتمل الفتنة فبدأ الحديث أن المسيخ الدجال وعلاماته وفترة نزوله والفتنة الكبري التي ستحدث للناس فهل نحن حقا علي أعتاب نهايات الدنيا كما قال صلي الله عليه وسلم ¢ إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ¢ أم أن الفتنة الحالية لا تختلف كثيرا عن الفتنة الكبري التي حدثت بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم بسنوات قليلة وكانت بين اصحابه مما جعل بعضهم يعتزل الفتنة ويعيش في الجبال. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة : اذا كنا في فتنة أو علي أعتاب فتنة : فهل نحن من مشعلي هذه الفتنة بالكلمات أو الأفعال فنكون ممن قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ¢ . اذا لم نكن من مشعليها فهل نحن من الساكتين عليها فنكون ممن قال فيهم الرسول صلي الله عليه وسلم ¢ الساكت عن الحق شيطان أخرس ¢. الحل الصحيح ان نكون ممن جندهم الله للخروج من الفتنة والتقليل من اثارها المدمرة بالدعوة الي كل ما هو معروف والنهي عن كل ما هو منكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن بعيدا عن التخوين والتآمر فقد تعالي ¢ ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ¢ آية 125 سورة النحل. يجب أن نكون ممن يحاربون التنازع الفرقة بكل الوسائل الحكيمة وأنا علي ثقة تامة أننا اذا كنا كذلك سيكتب الله لنا التمكين في الأرض. كلمات باقية : قال الله تعالي ¢الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ¢ آية 41 سورة الحج.