* يسأل سالم بن محمد الحنفي: ما هو تفسير حديث النبي صلي الله عليه وسلم تسليماً كثيرا: إن لم تذنبوا لأتي الله بقوم يذنبون ثم يتوبون ثم يغفر الله لهم. وهل هذا الحديث صحيح؟ ** هذا الحديث ليس فيه تشجيع قط علي إثبات المعصية. وإنما هو دليل علي أن الحق سبحانه وتعالي يقبل توبة التائبين. هو إنما يدل علي عدم يأس الإنسان المؤمن من رحمة الله. فهو دائماً يكون متشبثاً بأذيال فضل الله سبحانه راجياً رحمته مع خشيته من عذابه. ليس معني ذلك أن يكون الإنسان مطمئناً لا يخشي عذاب الله. بل مهما فعل من بر ومهما فعل من إحسان عليه أن يكون خائفاً من الله وبدون الخوف من الله لا يستقيم عمل الإنسان قط. فالله تبارك وتعالي يقول "سيتذكر من يخشي" "الأعلي: 10". ويقول سبحانه عز وجل "فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" "ق: 45". ويقول تبارك وتعالي "لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون. لقد حق القول علي أكثرهم فهم لا يؤمنون. إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلي الأذقان فهم مقمحون. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون. وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون" "يس: 6 11". فإذن خشية الله تبارك وتعالي لابد منها. كما أن الرجاء أيضاً لابد منه. لابد للإنسان من أن يوازن بين الخوف والرجاء. وليس معني هذا أن يسترسل في المعصية فإن الإنسان يخشي الله تبارك وتعالي وهو يؤدي طاعة الله ويحرص علي تجنب معصية الله كيف والله تبارك وتعالي يقول "والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون" "المؤمنون: 60" أولئك يفعلون ما يفعلون من الخير. ويدفعون ما يدفعون من الفضل. ويقدمون ما يقدمون من الأعمال الصالحة ولكن مع ذلك قلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون. ولذلك عندما سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالي عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم عن المؤمن أيخشي الله عندما يأتي المعصية؟ أجابها بأنه يخشي الله وهو يأتي الطاعة بدليل هذه الآية الكريمة "والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون" "المؤمنون: 6".