يعد شهر رمضان المعظم بالنسبة لأشهر العام كالشمس بين الكواكب واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة. وعلينا في هذه الأيام المباركة أن ننظر إلي هذه الفضائل الجمّة. والمزايا العظيمة وأن نعرف للشهر حقه وأن نقدره حق قدره. وأن نغتنم أيامه ولياليه . عسي أن نفوز برضوان الله فتغفر الذنوب ولن يتأتي ذلك إلا أن نجدد الآمال في قلوبنا ونبدأ مع رمضان عهدا جديدا ونستثمر كل لحظة فيها لأن لها فضل كبير فلتكن هي اللحظات التي نصنع فيها الأمل وندرك أن الله أراد أن يمتحن إيماننا بهذا الشهر المبارك . ليعلم الصادق في الصيام من غير الصادق. فالله هو المطلع علي ما تكنه الضمائر وإذا كان رجب هو شهر الزرع وشعبان شهر سقيا الزرع فإن رمضان شهر الحصاد فنملأ القلوب بالأمل ونحصد بكل تفاؤل فلنجدد النوايا ونترقب ولادة النور من رحم الظلمة. وخروج الخير من قلب الشر وانبثاق الفرج من كيد الأزمات فرمضان شهر النور وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن. قال تعالي " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هديً للناس وبينات من الهدي والفرقان" استقبل رمضان بكل تفاؤل وأناديه يارمضان سأنتقل فيك من طاعة إلي طاعة . يعصرني الألم علي ما مضي من التفريط . ويدوني الأمل في مواصلة الصالحات . وتجديد العهد ورجاء القبول من الله . وأتمني أن تطول أيامك يا رمضان . فلقد أبهجت قلبي . وأنقذت حياتي بروحانيتك وأجوائك وحلاوة أوقاتك وخصوبة أرضك . بحلولك تستأنس النفوس وبنزولك تطمئن القلوب لك في الخيال ذكري وفي النفس شجي وفي الصدر شوق وفي الأعمال حنين . رمضان شهر التوبة والمغفرة. وتكفير الذنوب والسيئات ففي صحيح الإمام مسلم يروي لنا أبوهريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " الصلوات الخمس. والجمعة إلي الجمعة. ورمضان إلي رمضان. مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" فلتجددوا العهد وتبيضوا الصحائف لتسطروا عليها من الحسنات والخيرات في رمضان واملأوا قلوبكم بالأمل في اللهپ جفت مآقينا يا رمضان فأدركها . وأرهقت كاهلنا الذنوب فخففها . وتلاحقت النكبات علي أفئدتنا فواسها وتقلبت أحوال الضمائر والنيات فطهرها وتعرضت الأجساد لسخط الجبار فأنقذها وتوالت صيحات الاستغاثة فأغثها . إن بلوغ شهر رمضان وصيامه وقيامه نعمة عظيمة ومِنّة جليلة. فكان الصحابة والتابعون "رضي الله عنهم" يستعدون لرمضان. ويتهيأ ون لاغتنام الفرصة .كما نقل ابنُ رجب" رحمه الله": كانوا يدعون الله تعالي ستة أشهر أن يبلغهم رمضان. ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. وقال يحيي بن أبي كثير كان من دعائهم: اللهم سلمني إلي رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا. فكانوا طوال العام في رحاب رمضان. يستقبلونه بالدعاء والعبادة.ويودعونه بالقرآن وبالعبادة. إن شهر رمضان مدرسة تتربي فيها الأمة الإسلامية. تتعلم الصبر وتتلقن دروسًا في تقوية الإرادة. فيجد المسلمون في نهاره ثمرة الصبر والانتصار علي الشهوات. ويجدون في ليله لذة المناجاة والوقوف بين يدي ربهم. وتتجسد فيه ملامح التلاحم بين المسلمين عامتهم وخاصتهم. علمائهم وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم. ليكون الجميع يدًا واحدةً. وبناءً متكاملاً. لدفع تيارات الفتن. وأمواج المحن فلم يعد من المفيد أن يركز كثير من العلماء والدعاة علي سبب ضعف التربية وقلة الوعي لدي الشعوب العربية والإسلامية ولكن عليهم أن يغرسوا الأمل ويصنعوه لا سيما مع قدوم أيام الخيرات والنفحات فهيا بنا نصنع الآمال لتجب الآلام ليبدأ البناء ولنتعامل برفق ولين مع بعضنا فالنبي ¢صلي الله عليه وسلم¢ كان يأخذ أصحابه بالرفق واللين. مع المثابرة علي الصبر. وهو جانب روحاني وكانت منحة من الله لحبيبه وتعامل الحبيب بنفس المنهج مع أمته وعلي رأسهم صحابته بل ومع غير المسلمين فهل نلبي الأمر ونمتثل لمنطوق ألفاظ القرآن "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر" وفي الختام أود أن أوجه عناية الجميع أن رمضان شهر يبعث علي الاهتمام بالقيم الإنسانية داخل الإنسان فليهتم كل واحد منا بمسئوليتة وواجباته وحقوقه والتزاماته لنسير نحو الأمل وصناعته ونجدد في قلوبنا الثقة واليقين في الله رب العالمين وهو الطريق الذي من شأنه أن يخرج الناس من الضيق والاضطرار إلي السعة والاختيار فهيا بنا نعايش الشهر بالروح والوجدان فنصنع الأمل ونترقب ولادة النور من رحم الظلمة. وخروج الخير من قلب الشر وانبثاق الفرج من كيد الأزمات..هذه رسالتي إلي الجميع أستخرجها مع بدايات أيام الرحمات والخيرات والطاعات .... فهل لقادة الأمة وأئمتها ورجالها أن يعوا الدرس؟!پ