قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي- بإنشاء بيت للزكاة تحت إشراف الأزهر.. جاء في موعده تماماً.. فقد كنا نأمل منذ زمن بعيد أن تكون هناك وزارة للزكاة يكون من مهامها جمع أموال الزكاة بأنواعها ودفعها إلي مصارفها الشرعية دون شطط.. وفي تقديري أن خروج هذا المشروع الحيوي إلي النور سوف يؤدي بثماره المرجوه.. وسيكون نواة للفكرة الأعم والأشمل.. فليس أقل من شبكة معلومات وقاعدة راسخة وطبقاً لضوابط ينتهي إليها المتخصصون للوقوف علي المحتاجين أو بعبارة أدق من ورد ذكرهم في الآية "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" سورة التوبة آية "60" وما انتهت إليه المجامع الفقهية ودار الافتاء من خلال تراكم خبراتها ومشوارها الطويل ويدخلون في دائرة الحاجة. لقد ألمني ما سمعته مرات عديدة ومتكررة من بعض القائمين علي أمر الجمعيات الأهلية حيث أقر غالبيتهم أن أموال الزكاة في كثير من الأحيان يتم الدفع بها إلي فئات معنية ويحرم منها الآخرون. ربما كانوا أكثر حاجة من غيرهم. مشيخة الأزهر من خلال وجود رجل في حجم وقدر- فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- قادر علي إنجاز المشروع. من خلال دراسات مستفيضة يقوم بها المتخصصون ومن لهم سابق خبرات.. حيث بات من الضروري إغناء الفقير.. لا إعانته.. نريد من بيت الزكاة أن يكون أداة للنهوض بالطبقات الدنيا والمعدمة. إذ لابد من تحريك هذه الشرائع كهدف أصيل.. ولن يتحقق ذلك إلا بتنمية أموال الزكاة في مشاريع تنموية تدر عائداً لا بأس به سيعود بالنفع بالتأكيد علي الفئات المستهدفة. ونريد أيضاً من بيت الزكاة أن يسد منافذ الخلل ويخفف العبء عن كاهل الدولة من خلال تشغيل الطاقات المعطلة والمساهمة في القضاء علي الأمية والحيلولة دون تسرب الكثيرين من التعليم. ولن يتحقق ذلك إلا بالاستعانة بذوي الخبرات علي أرض الواقع.. والنماذج كثيرة لا تعد ولا تحصي. منها مانراه في قرية تفهنا الاشراف بميت غمر.. حيث استطاع أحد النبلاء أن ينهض بالمحتاجين في القرية وأن اختلفت أحوالهم. بل امتد أثره الإيجابي إلي قري كثيرة.. ولم يغفل الجانب التنموي في قريته.. فقد أقام المدارس والمعاهد الأزهرية فساهم في تخفيف الأعباء عن كثير من الأسر المتوسطة الحال والفقيرة.. نريد أن نصل بثمار بيت الزكاة إلي ما فعله الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عندما زوج الشباب واعتق العبيد وسدد الديون.. تحية إجلال وإكبار لصاحب القرار الذي قدم بالأدلة والبراهين أن الرئيس المسلم هو مترجم أقواله إلي أفعال تخدم الجميع بما ينفع الناس جميعهم.