يسألونك عن الضمير و اين ذهب ؟!!ويصرخون من غيابه و فساد البشر .. يولولون علي الضمير المفقود صباح مساء .. ومع ذلك لايفعلون شيئا من اجله او من اجل انفسهم.. و يكتفون بمصمصة الشفاه وهم "مذبهلون" و يرددون الحوقلة "لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" هم يتنطعون .. ساخطون غاضبون پممتعضون ولكنهم كأنهم خشب مسندة. نحن في عصر اصحاب الضمائر الغائبة والمستترة والخربة والميتة والمؤجلة.. اصحاب الضمائر المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة .. أما اصحاب الضمائر الحية الحاضرة والفاعلة فهم نادرون يحتاجون الي التنقيب الصعب كالألماس والذهب .. او متغيبون رغما عنهم .. و اسباب غلبة صنف و تفوقه علي الاخر ..هو پنحن .. لاننا نعلم الاولاد منذ نعومة الاظفار الضمير الغائب دائما .. نرهقهم بالبحث و التعرف علي و استخراج الضمير الغائب و المستتر و المقدر .. پو لا نعلمهم الضمير الحي و لا صحوة الضمير كيف تكون. و لا المعني الحقيقي لمراعاة الضمير ولا فائدة استحضاره مع الانسان اينما حل وارتحل .. في تعاملاته في دنيا البشر .. لا يغش و لايخدع ولا يرائي ولايداهن ولا ينافق.. رغم الحرص علي ان يكون دائما ابدا كيسا فطنا. المصري الفصيح البسيط عندما يزعجه غياب الاخلاق او تصدمه سلوكيات البشر يسأل فجأة ماذا حدث؟ اين ذهب الضمير؟ .. وعندما يبلغ ذروة سخطه واستنكاره يقول بتلقائية .. الناس لم يعد عندها ضمير .. او الناس ضميرها مات .. ورغم هذا الوعي الفطري والمبكر لا يزال الضمير غائبا في خبر كان.. پ غاب الضمير او غيب فارتبكت حياة البشر وساد النفاق وعم الظلم و تفشي الطغيان واظلمت الحياة واصبح العدل كالثلج ان رأته الشمس ذاب .. وغرق الناس تحت مظلات الاستبداد المهترئة وغاصوا جميعا في الاوحال .. اوحال الرذيلة و التخلف والرجعية .. يسألونك عن الضمير عند المتمسحين بالدين او كما يسمونهم "بتوع الدين" فتقع في حيرة .. فهم الاكثر استحواذا علي الضمير الغائب و المستتر و المنعدم .. علي الاقل في هذه الهوجة .. و هو مايثير الاسي و الحزن و يشعرك بالخزي .. و لا ابالغ اذا استخدمت وصف العار في بعض الحالات .. الضمير غائب دائما عند متنطعي تيارات الاسلام السياسي .. والمشكلة الرئيسية انهم لايدرون انهم يقدمون أسلحة حدادا لمعدومي الضمير من تيارات اخري متربصة بهم وكارهة لهم و لكل اسلامي أو أي شئ فيه شبهة الاسلام حتي ولو كان الاسم فقط .. لانهم يسحبون كل هذه الترهات والخزعبلات علي الفكر الاسلامي كله و بالجملة علي الاسلام نفسه كدين وعقيدة.. الضمير الغائب او المشوش لهؤلاء اشد خطرا من اي خطر .. فهم لايعرفون دينا صحيحا و لا يجيدون لعبا في السياسة او غيرها حتي و ان كانوا طيبين اكثر من اللازم او حسني النية الي ابلغ الحدود .. تحالف الضمير الغائب والمنعدم لدي بعض القوي السياسية مع المهووسين دينيا يشكل پاحد اركان وقواعد الارتباك علي الساحة ويوفر الوقود الحيوي لاستمرار الساحة ساخنة و مشتعلة طوال الوقت وبلا هوادة .. وندفع جميعا الثمن ..من حاضرنا ومستقبلنا وقوت ابنائنا وقوة بلدنا فضلا عن تشويه صورتنا الوطنية والدينية امام العالم. الضمير الغائب و المنعدم في وسائل الاعلام وراء استمرار حملات الكراهية الدءوبة پليل نهار التي تهدم كل خطوات التقدم نحو الامام و تجهض كل محاولات التهدئة واعداد الساحة لمرحلة البناء و الدعوة للاصطفاف الوطني و مواجهة مخططات الهدم و عرقلة اي تحرك من اجل مصر والمصريين .. الضمير الغائب والمنعدم سبب رئيسي لما يحدث في الشوارع واكوام وأطنان الزبالة والتعدي علي الطريق العام .. الضمير الغائب و المنعدم في التجارة بانواعها و الاسواق للسلع و الخدمات وراء حالات الجشع والطمع پواللا إنسانية التي تراها پصباح مساء .. الضمير الغائب و المنعدم وراء ما يجري پفي المواصلات العامة والخاصة علي السواء .. وعدم احترام ادمية البشر والمتاجرة بهم والمغالاة في رفع الاجور للتنقلات المختلفة .. الضمير الغائب والمنعدم في التربية والتعليم. والدروس الخصوصية .. سبب رئيسي لكثير من المصائب التي يعاني منها المجتمع علميا و تربويا و اجتماعيا و قل ما شئت تحت هذا البند الخطير. الضمير الغائب والمنعدم في اقسام الشرطة والبوليس پسيظل السياج الحامي لبقاء الاشباح المخيفة والعفنة والمزعجة للشرطة ورجالها پقبل الجمهور. الضمير الغائب و المنعدم وراء ما تشهده ساحات العلم في المدارس والجامعات استغلال للطلاب من ناحية او التنكيل بالابرياء من ناحية اخري.. استغلالا سياسيا واجتماعيا وفساد علي كل المستويات .. الضمير الغائب والمنعدم في يهدد مستقبل المصالح الحكومية وخدمات المواطنين ويفتح كل بوابات الفساد علي مصراعيها للغني الحرام والتربح بكل الطرق والوسائل واهدار المال العام ورفع الاسعار بكل الطرق الملتوية والالتفافية. الضمير الغائب و المنعدم سبب البلاوي السودة التي نشهدها في عالم البناء والعقارات ومواد البناء والتلاعب بالاسعارپفي مشروعات الاسكان والتمويل العقاري. الضمير الغائب والمنعدم وقود عمليات پالسلب والنهب في المشروعات الكبري وتحالف الرأسمالية غير الوطنية مع الفساد واساطينه في اضابير الدولة العميقة. الضمير الغائب والمنعدم وراء كل ما يجري من استهانة في البناء علي الاراضي الزراعية وتبويرها بدم بارد.. الضمير الغائب والمنعدم وراء ضياع حقوق الغلابة ومحدودي الدخل .. .. وراءپالتلاعب برغيف العيش ودقيق الدعم وبيعه في السوق السوداء.. والتجارة السوداء في انابيب الغاز. السؤال الآن .. هل يشعر الناس بان ضميرهم غائب او معتل .. هل يسعون بالفعل لبث الحياة فيه مرة اخري؟ هل سأل احدهم مرة نفسه لماذا پيخالف ضميره؟! الجواب: وخز الضمير لا يكون إلا عند المجتمعات الحية .. المتطلعة الي الأمام الباحثة عن اشراقات الامل مع اطلالة كل صباح و بزوغ شعاع ضياء .. اما المتنطعون فاقدو الامل .. المنتظرون لان تقضي لهم امورهم .. المترقبون لمن يحل لهم مشاكلهم وهم في غيهم سادرون ..المنتظرون للمكافآت و الحوافز بلا عمل پو دون مقابل المتطلعون والنهمون لزيادة الاجور والمرتبات وهم لا يعملون بل و يعطلون الانتاج ويساعدون علي ذلك.. المتواطئون مع البلطجية والسفاحين والغارقين في احلام الفوضي المستدامة .. هؤلاء ومن علي شاكلتهم اني يكون لهم ضمير يؤرقهم ويؤنبهم او يوخزهم وكيف يشعرون بشكشكة الضمير وهم الذين منحوه اجازة ان لم يكن قد حكموا عليه بالاعدام .. فاستمرأوا الحياة بلا ضمير .. هؤلاء نسوا الله فانساهم انفسهم.. و دينهم ووطنهم. نسوا او تناسوا ان الضمير سلطة وسلطان وقائد وربان في كل زمان ومكان وعلي اي حال كان الانسان. نسوا ان الضمير يشتمل علي السلطات الثلاث التشريعية و القضائية و التنفيذية .. فالضمير يهتم ببحث خيرية الافعال وشرها ثم يأمر بالتمسك بالخير والبعد عن الشر..پ فهومشرع لانه يبين الخير من الشرو يلزم بفعل الاول و باجتناب الثاني .. وهو قاض لانه يحكم علي المحسن بانه فعل الخير وانه يستحق الثواب وعلي المسيء بانه فعل شرا و انه يستحق العقاب وهو منفذ لحكم القضاءلانه يجازي فاعل الخير بالارتياح والطمأنينة وفاعل الشر بالتأنيب الذي يؤثر في النفس حتي يسلمه للندم والتوبة..پضعف الضمير لان احدا لا يريد ان يجيب عن الاسئلة المهمة و الدائمة .. كيف ترضي ضميرك بحق و في كل وقت؟! كيف تجعله هو الحكم و المتحكم ؟! كيف تواجه كل تلك القوي السلبية التي تحاول ان تنزع منك ضميرك او تقتل فيك الضمير الحي او تسرقه منك الي حين .. كيف تواجه نزعات النفس الشريرة و الشيطان التي تفسد ضميرك الحي.. پ كيف تقاوم سيطرة حالات العناد والكبرياء و التردد التي تورد اي ضمير الي التهلكة و تدفعه دفعا الي المقصلة ومزبلة التاريخ ..؟!پ العناد والكبر يدفع دائما الي البعد عن الله ومنهجه ويجعل المرء علي شفا جرف هار .. ولو تفكر كل فرد قليلا واقترب من الدين و تمسك بأهدابه لوجد ان الشريعة الالهية قد سدت كل ابواب موت الضمير ووفرت كل سبل المقاومة لضعفه أو وقوعه في المحظور ليظل حيا نقيا دافعا الي الأمام باحثا عن كل ما هو جميل في الحياة.. فمبادئ الدين حريصة علي بقاء الضمائر حية دائما.. لكن للاسف الشديد ماتت الضمائر فكثرت الذنوب و عمت الفتن .. و كثرة الذنوب والمعاصي كما يقول العارفون تورث الذل والهوان .. پوعندهاپتغفو العقول وتثور الأحقاد وتتعطل إنسانية الإنسان..پ إن ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر هو الذي يدفع الإنسان إلي مخالفة ضميره ويقوده إلي ارتكاب الأفعال اللاأخلاقية» لأن هذا الضعف يخفف من نزعة الطبيعة لاتباع الضمير والذين يقاومون الإيمان يعلمون أيضاً الصواب ويدركون وجود الله عز وجل. ولكنهم لأسباب مختلفة لا يتبعون الصواب علي الرغم من معرفتهم له 1⁄41⁄4 يقول الله تعالي:پ"وَقُلْ لِعبادِي يَقُولُوا التِي هِيَ أحْسَنُ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوَّاً مُبِيناً" "الإسراء 53" . ويقول في سورة الفرقان:پ پوَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَي يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً , يَا وَيلَتَي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً , لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسانِ خَذُولاً" 26 27". 1⁄4 قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : {"إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه" "رواه أحمد". يقول الشاعر "لم اعرف اسمه" ولا خيرَ في نَيْل الحياة وعيشِه إذا ضاعَ مِفتاحُ الضمائرِ وانمَحَي ألستَ ترَي أن الحُبوبَ ثَخينة تحُولُ دقيقًا كلما تطحنُ الرَّحَي يقول عبد الله بن مسعود: "إن المؤمن يري ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه. وإن الفاجر يري ذنوبه كذباب مَرَّ علي أنفه. فقال به "هكذا" أي: نحَّاه بيده أو دفعه". الشاعر وليد الأعظمي: يا دُعاةَ الغدرِ والفوضي ويا أهلَ الغُرورِ يا رؤوسَ الفِتنةِ العمياءِ والجُرمِ الخطيرِ قد بَرئنا من ¢سلامي يتلظي كالسعيرِ يا رفاقَ السوء والخِسةِ أعداءَ پالفقيرِ لا يريد الضُرَّ بالناس سوي پالنَذْل الحقيرِ