عقد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية امس اجتماعًا موسعًا مع الباحثين الشرعيين بدار الإفتاء المصرية لوضع الأطر العملية للمبادرة التي أطلقها فضيلته لمواجهة التكفير والأفكار المتشددة. أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء تقوم بواجب الوقت في بيان الأحكام الشرعية وموقف الإسلام الصحيح من العمليات الإرهابية والتخريبية التي تقع في مصر ومواجهة هذه الأفكار المتطرفة بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة من أجل دحض مزاعم هؤلاء المفسدين وتفنيدها.. أضاف مستشار مفتي الجمهورية أن هذه المبادرة التي أطلقها مفتي الجمهورية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته دار الإفتاء اول أمس ستشمل إنشاء مرصد بالدار يرصد فتاوي التكفير ومقالات التكفير علي مدار الساعة في وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت ليكون بذلك أكثر تفاعلاً مع الحدث كما سيكتب فضيلة المفتي مقالاً أسبوعيا لمناقشة دعاوي التكفير تلبية منه لنداء الواجب في الحفاظ علي الوطن في هذه الظروف الصعبة. وأضاف أن أمناء الفتوي بدار الإفتاء سيقومون بإعداد ردود تصدر بصورة منتظمة تشتمل علي تحليل عميق لأوهام التكفير. وتحصن الناس منه وسيتم توصيل منتجات هذه المبادرات إلي وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم والمنابر الإعلامية والبحثية لتحصين شرائح المجتمع من سموم الإرهاب. كان المفتي يتحدث في اول مؤتمر صحفي له بدار الافتاء. منذ تولي منصبه.. برر الدكتور شوقي علام غيابه عن الاعلام بانه آثرُ خلال الفترة الماضية البحثَ والدراسة والعمل رغبة منه في استكشافِ الأجواءِ والتعرفِ علي مزيدي منَ التفاصيلِ يعاونه فيها العاملونَ بدارِ الإفتاءِ من أجلِ وضعِ استراتيجيةي للعملِ مستقبلاً نحاولُ فيها البناءَ وإكمالَ ما أنجزَهُ السابقونَ في هذا الصرحِ الشامخِ. الدكتور شوقي اكد في كلمته أن دارَ الإفتاءِ في منهجيتها جزءى أصيلى منَ المؤسسةِ الدينيةِ المصريةِ. والتي يقفُ الأزهرُ الشريفُ في أعلَي هرمِها. والدارُ تعتزُّ بانتمائِها لمنهجِ الأزهرِ الشريفِ الذي قُوامُه الوسطيةُ والاعتدالُ. وقال أن دارَ الإفتاءِ تثمنُ جهودَ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في الارتقاءِ بالأزهرِ الشريفِ. وبقائِه مقصدًا وملاذًا لكلِّ المسلمينَ حولَ العالمِ باعتبارِه منبرًا للوسطيةِ. وحاملاً لمشعلَ النورِ والعلمِ الديني لكلِّ ربوعِ الدنيا. واستعرض مفتي الجمهورية انجازات الدار خلال العام الماضي وقال:أولا أصدرنَا هذا العام حصيلةً كبيرةً من الفتاوي. قاربَ عددُها نصفَ مليون فتوي بتسعِ لغاتي مختلفةي. تنوَّعت جميعُها بين الفتاوي الشفويةِ والهاتفيةِ والموثَّقةِ وفتاوي الإنترنت. ثانيًا: إيمانًا من دارِ الإفتاءِ بعدمِ الانعزالِ عنِ العالمِ. أوِ التغريدِ خارجَ السربِ. فقد حَرَصتِ الدارُ- وهذا دَأبُها- أن تضْطَلعَ بدورِها في التواصلِ معَ الآخرِ مستفيدةً بما جادَت به التكنولوجيا الحديثةُ من وسائل الاتصالاتِ المختلفةِ. وعليه فقد أنشأتْ موقعَ دارِ الإفتاءِ المصريةِ باللغةِ الإنجليزيةِ بعد تطويرِه تطويرًا يتماشَي مع معطياتِ العصرِ» حيث إنه يمثلُ نُقلةً نوعيةً في التعاملِ مع المنتجِ الإفتائِي. ليُسهِّلَ علي مُستخدِمِي تلك الخدمةِ التعاملَ معها. وأيضًا لتوسيعِ رُقعةِ تأثيرِ الدارِ. والقيامِ بدورِها في الخارج ِكما توفِّيه حقَّهُ بالداخلِ. ثالثا: حَرَصتْ دارُ الإفتاءِ علي تزويدِ القارِئ بإصداراتِها. والتي يجدُ فيها جوابًا لكلِّ ما يَشْغَلُه من أمورِ حياتِه. وبجانب ما تمَّ إنجازُه في العامِ المُنصرمِ فإننا نَأْمُلُ في العامِ الجديدِ- إن شاء اللهُ تعالي-في إنشاءُ ¢أمانةي عامةي دائمةي للمؤتمراتِ في دارِ الإفتاءِ المصريةِ¢. تتولَّي عقدَ مؤتمري سنويّي عالميّي تُنَاقَشُ فيه مُستجدَّاتِ الأمورِ علي كافةِ المستوياتِ. مستخدمةً في ذلك خبراتِها المتراكمةَ وكوادرَها المدربةَ. وقدراتِها التنظيميةَ المعروفةَ. وقد بدأنا بحمدِ اللهِ في مناقشةِ مجموعةي من الأفكارِ لأولِ مؤتمري سنفتتحُ به عملَ تلك الأمانةِ. وهو مؤتمرى عالميّى بعنوانِ: ¢الفتوي .. إشكالاتُ الواقعِ وآفاقُ المستقبل¢. وقد وقعَ اختيارُنا علي تلك الفكرةِ لكونها قضيةَ الساعةِ. وذلك لتداخُلِ الفتوي مع كافةِ مَنَاشِطِ الحياةِ الإنسانيةِ. وما يستتبعُ ذلك من وجوبِ تنظيمِها ومحاولةِ وضعِ الحلولِ لإشكالاتِها. وكذلكَ وضعُ أطري مستقبليةي لتحقيقِ أقصي استفادةي من منجزاتِ العلمِ الحديثِ في عمليةِ الإفتاءِ. وسنحاولُ في هذا المؤتمرِ أيضًا استضافةَ أكبرِ عددي من علماءِ الأمةِ ومفتِيها في الداخلِ والخارجِ. لمناقشةِ قضايا فقهيةي تؤسِّسُ لحالةي تجديديةي في مستويات الفقهِ السياسيِّ وفقهِ الأقلياتِ وفقهِ المرأةِ وغيرِها من القضايا التي تمسُّ واقعَ الأمةِ. ثانيًا: منَ الأمورِ التي نحرصُ- إن شاء الله- علي تحقيقِها في المستقبلِ إصدارُ ¢تقرير نبض الفتاوي¢» وهو مشروعى نَأْمُلُ من خلالِهِ أن تكونَ دارُ الإفتاءِ العينَ المراقبةَ والفاحصةَ لكلِّ ما يتم تصديرُه للمجتمعِ من جهدي إفتائيّي عبرَ وسائطَ كثيرةي. من بينها الفضائياتُ ومواقعُ الفتوي والإذاعةُ ورسائلُ المحمولِ وغيرُها ثُمَّ التعليقُ علي هذا الجهدِ إيجابًا أو سلبًا.. ومنَ المؤشراتِ المبدئيةِ لنبضِ الفتاوَي في الفترةِ الماضيةِ هُو ملاحظةُ الانتشارِ السريعِ والمَرَضِي لفتاوَي التكْفيرِ التي تُشكِّلُ الأساسَ الفكريَّ والنظريَّ لعملياتِ الإرهابِ والقتلِ وإراقةِ الدماءِ.وانطلاقًا منَ المسئوليةِ المُلقاةِ علَي دارِ الإفتاءِ المصريةِ في بيانِ الأحكامِ الشرعيةِ» فقدْ قررنَا إطلاقَ مبادرةي عاجلةي لتفكِيكِ فكرِ التكفيرِ والرَّدِّ علَي مُنطلقاتِهِ. وتحذيرِ المجتمعِ منَ الانجرافِ إلي نفقِهِ المظلمِ وذلكَ من خلالِ إجراءاتي: أولُها: إنشاءُ مرصدي بالدارِ يرصدُ ويتتبعُ مقولاتِ التكفيرِ علي مدار الساعة في جميعِ وسائطِ التواصلِ المقروءةِ والمسموعةِ والمرئيةِ وعلي شبكةِ الإنترنت ومواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ إيمانًا منَّا بأنه من خلالِ امتلاكِ منظومةي متكاملةي للرصدِ والمتابعةِ» نستطيعُ أن نتواصلَ ونتفاعلَ ونتعاطَي معَ الحدثِ بشكلي أفضلَ وأسرعَ وأكثرَ إيجابيةي. وقدْ بدأتُ بالفعلِ باتخاذِ خطواتي تنفيذيَّةي تجاه هذَا الأمرَ ثانيها: كتابة مقال أسبُوعي أُناقِشُ فيه دعاوَي التكفيرِ وأفنِّدُ حُججَهُ» تلبيةً منِّي لنداءِ الواجبِ الذي يتعطَّشُ له المجتمعُ المصريُّ فِي هذِهِ الفترةِ الفارقةِ من تاريخِهِ. ثالثها: قيام أمناءِ الفتوي بدارِ الإفتاءِ بعدَ دراسةي وافيةي لمنتجاتِ المرصدِ بإعدادِ ردودي. تَصدرُ بصورةي منتظمةي. تشتَملُ علي المناقشةِ العلميةِ الرَّصِينةِ العميقةِ لأوهامِ التكفيرِ. وتفكِّكُ دعاوَاهُ. وتحصِّنُ الناسَ منه. رابعها: توصيلُ منتجاتِ هذهِ المبادراتِ إلي وَزَارةِ الأوقافِ- التي نعتزُّ بالتنسيقِ معهَا تثمن جهودِها المشكورةِ- ووَزَارةِ التربيةِ والتعليمِ. والمنابرِ الإعلاميةِ. والمراكزِ البحثيةِ» لضمانِ تعظيمِ الاستفادةِ منها. وتحصينِ كافَّةِ شرائحِ المجتمعِ. وأخيرًا فَإني أدرُسُ تحويلَ ذلكَ كلِّهِ إلي دوراتي تدريبيةي تهدُفُ إلي إعادةِ تأهيلِ الشبابِ الذي وقعَ في براثنِ التكفيرِ بُغْيةَ استيعابِهم والقيامِ بواجبِ تبصيرِهم. وقال مفتي الجمهورية منَ الأمورِ التي نحرصُ- إن شاء الله- أيضًا علي تحقيقِها في المستقبلِ: تسعَي الدارُ أيضًا لإنشاءِ قسمي خاصّي للفتاوَي باللغاتِ الإفريقيةِ. وعليه فإنه جاري العملُ علي توقيعِ بروتوكولِ مع جامعةِ الأزهرِ عبر كليةِ اللغاتِ والترجمةِ. حيثُ نقومُ بنقلِ أهمِّ القضايا التِي تشغلُ المسلمينَ هناكَ. وترجمتِها إلي العربيةِ لكي يتسنَّي لنا الردُّ عليها ومن ثَمَّ إعادةُ ترجمتِها إلي اللغاتِ مرةً أخري ليعمَّ نفعُها المسلمينَ في القارةِ الإفريقيةِ.