فرضت قوات الأمن تعزيزات أمنية مشددة علي مداخل ومخارج جامعة الأزهر بمدينة نصر بنين وبنات وقطاع الدراسة نظرا لحالة القلق والفوضي والتخريب منذ أول أيام الامتحانات بالجامعة.. فلا يدخل أحد إلا ويتم تفتيشه والاطلاع علي هويته للتأكد من انتمائه للجامعة بالإضافة للكلاب البوليسية التي تم تواجدها في محيط الجامعة بالدراسة للكشف عن أي متفجرات أو أجسام غريبة. "عقيدتي" تجولت داخل الجامعة ورصدنا ما شاهدناه. بدأنا الجولة بفرع الجامعة بالدراسة حيث قطاع الكليات الشرعية وتمكنا من الدخول بصعوبة بالغة نظرا لكثافة التواجد الأمني وتحديد باب واحد للدخول وبمجرد دخولنا شاهدنا عشرات الطلاب يتجمعون أمام كلية اللغة العربية مرددين بعض الشعارات المناهضة للجيش والشرطة ولم تستمر وقفتهم أكثر من ربع ساعة حيث قامت قوات الأمن بتفريقهم سلميا دون استعمال لقنابل الغاز أو طلقات الخرطوش. جدير بالذكر ان الطلاب نظموا هذه الوقفة بعد انتهاء الفترة الأولي من الامتحان ولم ينقطع أي منهم عن حضور الامتحان. وكان لزاما تواصلنا مع الدكتور محمد حسين المحرصاوي عميد الكلية حيث أكد لنا سير الامتحانات بكل هدوء ويسر في أقسام وفرق الكلية المختلفة دون حدوث أي أعمال عنف أو شغب من أي طالب. أشار إلي أن نسبة الحضور بالنظرة المبدئية له خلال تجوله علي اللجان تصل إلي 70% وهي معقولة رغم الأحداث التي تمر بها الجامعة. أما ال 30% من الطلاب الذين لم يحضروا فقد انساقوا وراء الانفلات الأمني والشائعات التي روجت بإلغاء الامتحان. اقتحام إعلام الوضع في كلية الإعلام غير مستقر وقد حاولنا عدة مرات التواصل مع عميد الكلية الدكتور عبدالصبور فاضل للوقوف منه علي حقيقة الوضع ولكن لم نتمكن لأن تليفونه مغلق طوال الوقت وغير متواجد بمكتبه انما كان متواجدا داخل اللجنة منذ بدء الامتحان وفي نهايته. قص علينا بعض أعضاء هيئة التدريس ما جري بالكلية يومي السبت والأحد حيث تم تأجيل امتحان الفرقتين الثانية والرابعة يوم السبت بسبب اقتحام بعض الطلاب المشاغبين مطبعة الكلية وسرقة أوراق الأسئلة والقائها من فوق سطح الكلية رافعين علامة النصر فتقرر بسبب ذلك تأجيل الامتحان. الأمن داخل اللجان أما يوم الأحد كما أخبرتنا مصادرنا فقد قام بعض طلاب الفرقة الثالثة الذين يؤدون الامتحان بالدور الثاني بمبني كلية الشريعة والقانون وهؤلاء الطلاب لا يزيد عددهم علي خمسة طلاب لكنهم أحدثوا حالة عارمة من الفوضي بسبب قيامهم بسحب أوراق إجابات وأسئلة زملائهم وتقطيعها مما اضطر عميد الكلية لاستدعاء الشرطة داخل اللجنة لضبط الأمور فوقعت مشادة بين هؤلاء الطلاب الذين يصرون علي تعطيل الامتحان وأفراد الأمن فما كان من الأمن إلا أن اصطحب هؤلاء الطلاب للخارج وأعاد الهدوء للجنة وأدي الطلاب الامتحان بعدما تأخروا عن الوقت المحدد ما يزيد علي الساعة والنصف.. أما يوم الاثنين فقد شهد هدوءا بقطاع الدراسة الذي وقع فيه الشغب يومي السبت والأحد. تأمين الكنترول في كلية أصول الدين فقد أشاد الدكتور بكر زكي عميد الكلية بتواجد الأمن داخل الجامعة مؤكدا ان له عاملا كبيرا في تحقيق الهدوء داخل لجان الامتحانات حيث تمكنت قوات الشرطة من التقاط الطلاب الذين كانوا يحرضون زملاءهم علي تعطيل الامتحانات مؤكدا انه لا علاقة بالأمن بسير الامتحانات. انما تواجده من باب حفظ الهدوء في الامتحانات وتأمين الكنترول والمطابع والطلاب أنفسهم. أشار إلي قيام الكلية بحصر الأساتذة الذين ثبت تورطهم في تحريض الطلاب علي مقاطعة الامتحانات بعد سماع الشهود والتأكد من ذلك بنسبة 100% حتي لا نلحق ضررا بأحد برئ. أضاف: هناك بعض الأساتذة معلوم لدينا انتماؤهم للاخوان المسلمين وكانوا يحثون الطلبة علي تعطيل الامتحانات فمنهم من مارس ذلك من بيته ومنهم من حضر إلي الكلية وحرض الطلاب علي ذلك. لافتا إلي ان عددهم لا يزيد علي ستة أفراد رافضا التصريح بأسمائهم قبل التأكد من كل شيء تورطوا فيه. وأعرب عن استيائه الشديد لما تروجه قناة الجزيرة القطرية من كذب وادعاءات علي كلية أصول نافياً تأجيل أي امتحان بالكلية لأي فرقة من الفرق. الشريعة والملثمون في كلية الشريعة والقانون فقد أوضح الدكتور رمضان هيتمي عميد الكلية انه نظرا لكثرة عدد طلاب الكلية "حيث يبلغ عددهم 14 ألف طالب" فقد اعتدنا أن نعقد الامتحانات في الفترة المسائية بعد انتهاء لغة عربية وأصول دين. موضحاً انه لم يشب الامتحانات أي شائبة ولم يعقها أحد يومي الأحد والاثنين فيما عدا يوم السبت حيث تم تأجيل الامتحان للثالثة عصرا بدلا من الواحدة والنصف بسبب الانفلات الأمني الذي أصاب الجامعة حيث فوجئنا يوم السبت في تمام الثامنة والنصف صباحا بمجموعة من الشباب الملثمة لا يزيد عددهم علي خمسين شابا يقتحمون المبني ويعبثون بكل ما يصادفوه بل وقاموا بتكسير لوحات الاعلانات وقطعوا كل الكشوف التي تحمل أسماء الطلاب. أضاف: تمكنت قوات الشرطة من إلقاء القبض عليهم وان كانوا من طلاب الكلية سنتخذ ضدهم كافة الاجراءات القانونية.. أما بعد هذه الحادثة فالأمور مستقرة بالكلية وكل شيء طبيعي والفضل في تواجد الأمن. وبعد انتهاء جولتنا بقطاع الدراسة توجهنا إلي فرع الجامعة بمدينة نصر بنين وكان أول ماذهبنا اليه هي كلية التجارة التي نشب الحريق بها وأتي علي كل ما فيها وبالطبع لم نجد أي مسئول سوي عدد من الطلاب يجوبون الكلية ويحاولون معرفة موعد امتحاناتهم بعدما أتت النار علي كل شيء بالكلية وتم تسريب امتحان مادة اللغة الانجليزية للفرقة الأولي من داخل مكتب العميد بعد تفحمه. ومن جانبه أوضح الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة انه تم عقد امتحانات كلية التجارة في الثالثة عصرا وكذلك التربية ولم يتغيب أي طالب عن أداء الامتحان موضحا انه تم اعلام الطلاب بموعد امتحاناتهم ومكان أداء الامتحان. غموض بالمدينة أما الوضع في المدينة الجامعية للبنين فقد شابه الغموض فقوات الأمن متواجدة بكثافة غير عادية داخل المدينة وخارجها ولاأصوات لمظاهرات أو هتافات سوي قيام بعض الطلاب باعتلاء سطح أحد المباني والقاء الحجارة علي قوات الأمن التي ترد بقنابل الغاز. وعندما اقتربنا من الطلاب الذين تواجدوا بكثرة علي الرصيف المقابل للمدينة أكدوا لنا ان سبب التواجد الأمني يرجع لقيام بعض الطلاب باحتجاز نقيب شرطة داخل احدي غرف المدينة بعد قول البعض انه من تسبب في قتل زميلهم الطالب بكلية التجارة فانهالوا عليه ضربا وأنقذه بعض الطلاب من ايديهم خشية أن يفارق الحياة وأشاعوا موته لإنقاذه واستدعوا الاسعاف للذهاب به إلي إحدي المستشفيات.