شهدت ندوة ¢مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين¢ التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس. مناقشات وحوارات ساخنة. صبّت جام غضبها علي تنظيم الإخوان وما تتعرض له مصر علي يديه من تخريب وتدمير للمنشآت وتعطيل للمصالح والحياة العامة. ربط الحضور بين استمرار الثورة المضادة لثورتي الشعب في 25 يناير و30 يونيو وبين استمرار الدعم السياسي والمالي للإخوان. محذرين من وقوع الأبرياء وأهل الخير في براثن عمليات نصب ممنهج لجمع التبرعات تحت ستار الأعمال الخيرية والدعوية وبناء المساجد والحقيقة أنها تذهب لدعم الإخوان. بدأت الندوة بتقدمة للدكتور جمال شقرة- مدير المركز- أكد فيها أن الجميع يتمني انتهاء الثورة المضادة التي تقودها جماعة الإخوان حتي تنتهي الفترة الانتقالية في أقرب وقت. لكن مما يزيدها هو تطويل عمر الإخوان المرتبط بالدعم السياسي والتمويل المالي المتدفق الذي يجعل الوضع مستمراً. لأنه بلا تمويل يُشل نشاطهم. لكن للأسف فالمال يتدفق يوميا علي الجماعة وغيرها من منظمات مجتمعية. غير أن قصة الإخوان مع التمويل بدأت مبكرا جدا عقب تأسيس حسن البنا لها حين اتجه لشركة قناة السويس. وكانت آنذاك إنجليزية فرنسية. وبرر ¢ البنا¢ ذلك بأنها تدير قناة السويس وهي مصرية ولا مانع من أن يستفيد منها. أضاف د.شقرة: ثم كان التمويل الثاني من الملك سعود الذي لم نعرف عنه شيئا حتي وقعت تحت يدي وثيقة من رئاسة الجمهورية. أزعم أنني الوحيد الذي نشرتها. وفيها تقارير تحذر الملك سعود من جماعة الإخوان بعد عمليات الاغتيال التي راح ضحيتها النقراشي باشا.. وكنا قبل ذلك نسمع فقط عن تمويل الحركة الوهابية للإخوان ولكن الوثيقة كشفت وأكدت ذلك. موضحاً أن الوثيقة تكشف حجم التمويل بما قيمته 1500 جنيه ذهب سنويا علي ألا يفكر الإخوان في إقامة فرع لهم في السعودية التي تقتصر فقط علي أداء مناسك الحج. نصب ممنهج وكشف د.شقرة النقاب عن تعرض معظم الخليجيين والمصريين العاملين هناك لعمليات نصب واحتيال من قبل الإخوان الذين كانوا ينشطون لجمع التبرعات تحت ستار مساعدة الفلسطينيين وخاصة في وقت الأزمات والمناسبات الدينية. حتي ¢بصّره¢ أحد العراقيين عام 2001 من أن التبرعات تذهب لجماعة الإخوان وحذره من أن المصريين خصوصا سيحصدون وبال هذه التبرعات مستقبلا. وحذر د.شقرة من مسألة أخري غاية في الخطورة تتمثل في جمع التبرعات لبناء المساجد والتي تتم بدون إيصالات أو متابعة ولا يعرف أحد عنها شيئا وتذهب للإخوان. فضلا عن وسائل الاحتيال الأخري التي أدت لتعاظم دخولهم وأموالهم. وجزء كبير منها يموّل الخلايا النائمة. وأسر المعتقلين منهم. وإن كان جمال عبد الناصر وقف مع تلك الأسر سابقا لأنه- كما قال- لا يريد تشريدهم أو تأثرهم باعتقال عائلهم واتقاءً لشرّهم أيضا. من أدبياتهم! وأشار المفكر السياسي المنشق عن جماعة الإخوان ¢ثروت الخرباوي¢ إلي أنه لا يتحدث عن مذكرات أو أفكار بل أدبيات جماعة الإخوان وأولهم حسن البنا الذي يعتبرونه في السماء المصرية ¢أيقونة¢ مقدسة لا يستطيع احد الاقتراب منها نقدا أو تصويبا. وكنا ونحن منخرطين في الجماعة نقول: ان البنا اهتم بتأليف الرجال وليس الكتب فالمكتبات العربية مليئة بالمؤلفات. لكن علينا أن نتساءل خاصة وأن الإخوان يعتبرونه المجدد لأمر الأمة طبقا للحديث الشريف¢أن الله تعالي يبعث علي رأس كل مائة عام لهذه الأمة من يُجدد لها أمر دينها¢ كيف يكون هذا التجديد؟ أليس بالأفكار والكتب التي تطرح؟ فأين كتبه ومؤلفاته؟ إنه لم يؤلف غير ¢مذكرات الدعوة والدعاة¢ ثم إن فكره كله تبديد وليس تجديدا. التمويل في المهد يشير ¢الخرباوي¢ الي ان مسألة التمويل بدأت مع والد حسن البنا. وكان معروفا بتصليح الساعات لذا أطلقوا عليه ¢الساعاتي¢ وكان هذا هو لقب العائلة إلي ان تغير مع بزوغ وانتشار شهرة حسن البنا. وكان والده وقتها يُحقق كتاب ¢الفتح الرباني للإمام الشيباني¢ وكان الملك سعود وقتها يسعي لتوحيد حكم الجزيرة تحت راية واحدة وينتهي من منافسة آل رشيد. فاتخذ من فكر محمد بن عبد الوهاب راية مذهبية للتوحيد. ومن هنا طلب من ¢الساعاتي¢ نشر محققه في مجلة حنبلية تصدر في السعودية مقابل 20 جنيها شهريا. وكان التمويل الذي تلقاه حسن البنا مباشرة عندما قرر إنشاء جمعية الإخوان. وكما يشير في مذكراته. ان رئيس شركة قناة السويس أراد تدعيم الأنشطة الخيرية. فقدّم له طلبا باسم امين الصندوق. لكن إدارة الشركة الفرنسية لم تدفع سوي 500 جنيه "قيمة الجنيه المصري وقتها أكثر من الجنيه الذهب". فعاتبه البنا علي التأخير وزهد المبلغ رغم أنه قارب علي الانتهاء من الإنشاءات. أي انه نوع من المساومة! اشتراكات الأعضاء وتطور التمويل بتلقي اشتراكات الأعضاء. فكل ¢أخ¢ يدفع 8% من إجمالي دخله تطوعا وعبادة لله ومن ثم فلا مجال للتهرب هنا. وبحسبة بسيطة نجد أن عدد الأعضاء 400 ألف - في أقرب إحصاء سليم لدي- ومتوسط كل عضو 100 جنيه شهريا. وهناك من يدفع أكثر. فيكون المبلغ 600 مليون جنيه سنويا. وهذه الأموال لا توضع في البنوك إلا بنك فيصل الإسلامي. ثم شركات التوظيف التي بدأت بالشريف للبلاستيك. ثم خيرت الشاطر الذي أقنع مصطفي مشهور بقدرته هو وحسن مالك علي إدارة أموال الجماعة فاستأجروا معارض النقابات المهنية وسيطروا عليها. وقفزوا منها الي سلسلة مدارس ومتاجر. هذا فضلا عن الفتاوي الإخوانية بتوجيه أموال الزكوات للجماعة باعتبارها تعمل في سبيل الله والدعوة. وذكر ¢الخرباوي¢ أن البنا أنشأ عام 34 قسم الاتصال الخارجي بالعالم. وتحول فيما بعد للتنظيم الدولي. وأصبح له تمويل من الأعضاء بالخارج ويوجّه للبلاد التي فيها إخوان يعانون أزمات. ومعظمه حاليا يوجه لمصر حتي يستعيدوا حكمها. وهذا الجزء لا يستطيع أحد حصره ويستثمر في هونج كونج. ألمانيا. تركيا. قطر. ماليزيا. أندونيسيا. وانجلترا. ويفوق ميزانيات بعض الدول! لكن المشكلة الأكثر- كما يذكرها الخرباوي- تتمثل في المصروفات. فهي عبارة عن ¢بدل تفرّغ¢ لأعضاء مكتب الإرشاد وأول من ابتدعها الشيخ محمد عبد الله الخطيب- مفتي الجماعة سابقا- حينما طلبوا منه ترك عمله بإحدي الجامعات العربية. فطلب منهم ان يعوّضوه عن فقد راتبه وقدره 12 ألف جنيه شهرياً. والعجيب أن هذا البدل استمر حتي بعد تقاعده. وتم تطبيقه علي كل أعضاء مكتب الإرشاد. وتزداد القيمة مع السنين. رباط ماسوني وربط د.زكي البحيري- أستاذ التاريخ- بين التوحد التركي الإخواني وبين الرغبة في إحياء فكرة الخلافة العثمانية وبين الماسونية التي تسيطر علي فكر الإخوان. ووصف م. محمد يوسف سلوك حسن البنا بالنفاق والتحايل. وأن بعض الأعضاء منحرفين سلوكيا كما ذكر ذلك الشيخ محمد الغزالي رحمه الله شاكيا اختلال سلوك عبد الحكيم عابدين- مسئول توصيل دعم الجماعة لأسر أعضائها المعتقلين- لكن مكتب الإرشاد لم يستبعده وأبقي عليه. وتعجب الزميل مصطفي ياسين- مساعد رئيس تحرير عقيدتي- من تأخر وتخوّف الحكومة الحالية من إصدار حكم باعتبار جماعة الإخوان إرهابية رغم كل الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب المصري. لدرجة أن د.حازم الببلاوي- رئيس الحكومة- يقول بأنه لا يوجد نص قانوني يمكن تطبيقه عليها!