بدأ مركز بحوث ودراسات الشرق الأوسط موسمه الثقافى بندوة بعنوان "المال السياسى ومصادر التمويل لجماعة الإخوان ومنظمات المجتمع المدنى" وأدار الندوة د. جمال شقرة مدير المركز و حاضر بالندوة د. ثروت الخرباوى. وبدأ شقرة حديثه قائلا إن التمويل يلعب دورا خطيرا فى استمرار الوضع غير المستقر الذى تعيشه مصر، فلولا التمويل لشل نشاط الجماعة فورا وأضاف فى الحقيقة أن المال يتدفق كل يوم على أفراد الجماعة وكذلك يتدفق على منظمات مدنية أخرى والكل يعبث بمستقبل هذا الوطن، وقد بدأت قصة لجماعة مع التمويل منذ 1928 وتشير الوثائق أن حسن البنا بعد تأسيس الجماعة اتجه إلى شركة قناة السويس وحصل منها على تمويل وفى مذكرات قيادات الإخوان برروا ذلك بأن الشركة مصرية وأن القناة أيضا مصرية وتناسوا أن مصر كانت تحت الاحتلال البريطانى وأنه لا يوجد ما يمنع الحصول على هذه الأموال، أما عن التمويل المبكر فهو تمويل الملك سعود الذى لم تعرف توثيقًا عن فترة مبكرة فى حين رفض فرع الجماعة فى السعودية، أما عن الملك سعود عرفنا تمويلًا بعد العثور على وثيقة فى أرشيف رئاسة الجمهورية أنه بعد اغتيال النقراشى رفعت التقارير للملك سعود حيث يجب أن يكف الملك عن تمويل الجماعة والذى وصل إلى 1500 جنيه ذهب فى السنة وتخوفوا عندما لجأت الجماعة للدم. تحدث الخرباوى بداية عن حسن البنا القادم من الأقاليم والذى لم يستطع أحد أن يقترب من حياته بالنقد أو بالتصويب وكثير من قيادات الإخوان كانوا يقولون إن البنا لم يكن مهتمًا بتأليف الكتاب ولكنه كان مهتمًا بتأليف الرجال وأن المكتبات العربية الإسلامية زاهرة بالكتب فلم يضف إليها جديدًا هذا فى نفس الوقت الذى يقولون فيه إنه مجدد لأمر الدين وفهم الدين إلا أننى أرى - والكلام على لسان الخرباوى - أن التجديد يجب أن يكون فى الأفكار أما عن التجديد فى الرجال فيجب أن ننظر بشكل جيد هل كان تجديدًا أم تبديدًا؟.. ويضيف الخرباوى أن أحد قيادات الإخوان قبل ثورة يناير كتب أن حسن البنا لم يقع فى حياته فى خطأ قط وأنه كان إماما ملهما.. ولكن للإنصاف نجد أن هناك بعض القيادات خاصة خلال فترة مراجعاتى بددت حُسن نوايا البنا بعض الأفعال فبرروا له ما حصل عليه من شركة قناة السويس والتى كانت إدارتها فرنسية إنجليزية مشتركة بأن قناة السويس بالأساس مصرية، أما عن قراره بالموافقة على الاشتراك فى البرلمان بناءً على طلب مصطفى النحاس فيرون أيضًا أنه قرار صائب ويصفون البنا بأنه رجل طيب زيادة عن اللزوم على حد وصفهم وأن كل هذه التصرفات كان هو له تبريره وحُسن النوايا بها، مع أن المراجعة فى الأصل فريضة إنسانية فيجب على كل إنسان مراجعة نفسه لأننا لسنا ملائكة. وتناول الخرباوى بالنقد كتاب حسن البنا مذكرات الدعوة والداعية فعنوان الكتاب نفسه فهو قد جعل من نفسه داعيًا لدين جديد فحتى بعض الإخوان المنشقين الذين مازالوا تحت تأثير البنا يقولون إنه صاحب الدعوة فى حين أن صاحب الدعوة الحقيقى هو الرسول عليه الصلاة والسلام ونحن مجرد مبلغين. اما الملحوظة الثانية فهى أنه لابد من إعادة قراءة ما كتبه البنا عن التحويل إذ لم يتخرج البنا فى كلية دار العلوم فعند مرور خمسين عاما صدر كتاب عن كلية دار العلوم به أسماء الخريجين ولم يكن حسن البنا من بينهم، وفى سنة 2000 صدر كتاب آخر بمناسبة مرور 100 عام على كلية دار العلوم وظهر بها اسم البنا.. والسؤال هنا: لماذا لم يكتب اسمه فى المرة الأولى؟. ويجيب الخرباوى لأن البنا فى الحقيقة تخرج فى مدرسة المعلمين المتوسطة بالبحيرة وهى شهادة متوسطة أى أنه يعمل بمقتضاها مدرسًا للخط العربى، ولأنه كان الثانى على دفعته فكان له حق فى اختيار المحافظة التى يعمل بها، ومن الغريب أنه اختار محافظة الإسماعيلية والتى ما أن نقل إليها حتى شرع فى بناء جمعية شرعية ومسجد ومن هنا بدأت قصة التمويل إذ يروى البنا أن مدير المدرسة التى كان يعمل بها أرسل فى طلبه قائلًا له: إن رئيس شركة قناة السويس يريد مقابلته وبالفعل تمت المقابلة التى أعرب فيها رئيس الشركة عن رغبته فى دعم بناء المسجد والجمعية الشرعية وطلب من البنا أن يقدم طلبًا بذلك لإدارة الشركة مرفقًا به رسم هندسى للمسجد والجمعية إلا أنه من الغريب أن البنا قدم الطلب باسم أمين الجمعية وهو أمر يحتاج إلى بحث، ومرت الأيام وبُنىَ المسجد والجمعية وبعد بنائهم تفاجء بأن مدير المدرسة يقول له إن رئيس شركة قناة السويس يريد مقابلته وبالفعل تمت المقابلة وحصل خلالها البناء على دعم مالى بحوالى 500 جنيه ومن الغريب أن البنا وافق على هذا الدعم رغم أن المسجد والجمعية قد بنوا بالفعل والأغرب أن البنا لام على رئيس قناة السويس أنه خصص هذا المبلغ القليل فى حين خصصت الشركة مبلغًا أكبر منه لبناء كنيسة وهو أمر يدعو للدهشة، فالبنا بذلك ساوم الشركة على المبلغ. وتحدث الخرباوى عن الفترة التى كان فيها قريبًا من تمويل ومصادر الجماعة ففى التنظيم قبل حصول الشخص على درجة أخ لا يدفع اشتراكا وعند حصوله على درجة أخ يدفع حوالى 8% من إجمالى دخله ومنذ 12 عامًا كان عدد أفراد الجماعة حوالى 400 ألف تقريبًا وكان متوسط ما يدفع حوالى 100 جنيه شهريًا أى المبلغ الإجمالى 600 مليون شهريا وعلى المستوى الطلابى لا يوجد طالب فى الجامعة بأخذ درجة أخ وبالتالى لا يدفع شيئًا، بالإضافة إلى إعفاء الطبعة الفقيرة، أما عن المتصرف فكان يتم تخصيص مرتبات لمكتب الإرشاد بالكامل كبدل تفرغ وكانت الجماعة قد بدأته أنه بالشيخ محمد عبدالله الخطيب مفتى الجماعة سابقًا والذى كان يعمل بإحدى الجامعات العربية وكان راتبه يصل إلى 12 ألف جنيه مصرى واشترط قبل تولى الوظيفة كمفتى للجماعة أن يحصل على راتب يعادل راتبه فى الجامعة العربية. وأضاف أن دخل الإخوان ليس فقط من الاشتراكات دائما من اعتبار أن الجماعة كبيت مال المسلمين ومن ثم كان يتم توجيه الزكاة لها وهو ما ساعد الإخوان على خوض معركة البرلمان ثم الرئاسة وفى الفترة بحث أعده د. جمال عوض أشار فيه إلى أن فكرة التنظيم الدولى وإدارة التنظيم الدولى نشأت بسبب وجود تمويل دولى والذى أنشأ عام 1934م. وأكد الخرباوى على أن تمويل التنظيم موجه جميعه إلى مصر لمحاولة استعادة الحكم مرة أخرى ولا أحد يستطع أن ينكر أن بتركيا وألمانيا وقطر وهونج كونج يستثمر الإخوان أموالهم فهى تمثل ميزانية دول بأكملها. وقال الخرباوى إن لقب عائلة حسن البنا هو الساعاتى وأن البنا هو لقب اختارته الأسرة بعد علو نجم حسن. وفى نفس السياق أكد شقرة أن فى أحد المؤتمرات فى دول الخليج حذر مسئول عراقى سنة 2000 أن أموال التبرعات التى تجمع تحت اسم مساعدة غزة واستعادة القدس هى فى الحقيقة ستوجه إلى صدور أبناء الدول العربية لأنها تجمع للإخوان تحت ستار الإنسانية والتعاطف العربى مع غزة وهو ما ثبت صحته. ونصح شقرة بضرورة التصدى لظاهرة جمع التبرعات لبناء المساجد مع الطرق فلا أحد يعرف من يقوم بجمعها ثم نكتشف أنها أموال تذهب لجماعة الإخوان وهى إحدى وسائل احتيال الإخوان وتنظيم دخولهم، وأشار إلى دور الحكومة فى حصر ممتلكات الإخوان وجرائمهم وأن ما تم الكشف عنه أو ما سيتم الكشف عنه هو قليل من كثير. ونوه شقرة على أن إحدى وسائل احتيال الإخوان هو الادعاء أن جمال عبد الناصر عذّب الإخوان وسجن الرجال وشرّد نساءهم وهذا غير صحيح وعار تماما من الصحة فقد أثبتت الوثائق أن ناصر كان يصرف مبالغ مالية لنساء وزوجات من يتم حبسهم ممن ينتمون لجماعة الإخوان وأنه بحبسهم كان يزيح ضررًا عن المجتمع. واتهم د. ياسر البحيرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الإخوان بأنهم أداة الإدارة الأمريكية لتنفيذ مخططاتها وأن هناك حقائق أخرى لم يتم الكشف عنها بعد وأن ما حدث فى العراق ما هو إلا لعبة أمريكية كبيرة وأن أمريكا هى السبب فى الحرب العراقية الإيرانية والسبب فى ذلك استشعارها أن العراق ستكون قوة كبيرة سيكون لها دور فاعل فى المنطقة ولأن العراق لابد أن تأخذ أكثر من ضربة فكانت الضربة العسكرية الأمريكية هى القاسمة.