مجمع فؤاد خميس النموذجي الأزهري بمدينة العاشر من رمضان. نموذجي بمعني الكلمة. من حيث الانضباط والروح الجماعية التي تسود بين جميع أعضائه من طلاب وشيوخ وإداريين. فالكل يتسابق لتوفير الجو المناسب لتخريج الطالب ¢الأزهري¢ المنتظر لتولي أمانة الدعوة إلي الله. الأكثر من هذا. ما يقدمه رجل الصناعة المهندس محمد فريد خميس من دعم لا محدود واحتضان كامل للمتفوقين علميا وخلقيا وخاصة حفظة كتاب الله تعالي. فماذا يتلقي الطلبة هناك؟ وما هي المشكلات التي تواجههم. خاصة في مجال تحفيظ القرآن الكريم؟ رجاء محمد فوزي- بالصف الثالث الإعدادي- ترجع عدم الحفظ الجيد إلي عدم وجود فرصة للحفظ أساسا فلا يوجد سوي يوم واحد أجازة للمراجعة. مما يضطر المحفظة لإعطائنا جزءا بسيطا من الآية خاصة إذا كانت طويلة. ولا نستطيع المراجعة مع أخذ اللوح الجديد. وتشير الي أنها حفظت علي يد ¢أبلة أمنية¢ في مسجد المصطفي. أما في البيت فكانت أمها تساعدها وتراجع لها ويقوم والدها بقراءة التفسير معها. وحاليا يقوم أساتذة المواد الشرعية بالشرح والتحفيظ لهن لكن المشكلة في قلة الوقت * تتفق معها زميلتها إيمان عبد الظاهر فتشير الي أنها ختمت القرآن كاملا في الصف الخامس الابتدائي وأن المنهج الحالي كاف لو تم تنظيم الوقت وزيادة بعض الشيء. أما آية محمد عبد المجيد فتشير إلي أنها حفظت نصف القرآن مع والدها ثم المسجد من خلال دورة مكثفة لمدة 3 أشهر. لذا فهي لا تشعر بمشكلة قلة وقت حصة القرآن. حصص إضافية تري سامية مصطفي إبراهيم- مدرسة علوم شرعية لفتيات معهد فؤاد خميس- أن تحفيظ القرآن الكريم لطلبة المرحلة الابتدائية سهل ومُيسّر نظراً لكثرة الحصص التي تصل لأربع يوميا. وتقول: كنت اقوم بالتدريس لهم في السابق. وأُقسّم الحصص علي مدار اليوم. حصتان في أوله لتسميع اللوح القديم. وحصتان في آخره لتصحيح الجديد. فكان اليوم مليئا بالبركة لأن أوله قرآن ونختمه كذلك بالقرآن. فضلا عن أن الطفل الصغير نتغلب علي مشكلته بكثرة ترديد الآيات فيحفظها. وكنت أراعي الفروق الفردية بحيث أكثف للضعيف القراءة والتسميع. ودائما أنصح أولياء الأمور بأهمية المحفّظ في البيت. وما اكتشفته أن البنين يكونون أكثر حفظا من البنات نتيجة تركيزهم أكثر رغم وجود الشغب بينهم. تضيف: لكن المشكلة في المرحلة الإعدادية وكذلك الثانوية تتركز في قلة عدد الحصص القرآنية. ولكننا نتغلب علي ذلك بإعطاء الطلاب حصة قبل بدء الدراسة في السابعة صباحا. وهي فكرة شيخ المعهد السابق الشيخ إسماعيل عبد الرحمن. فهي تعالج النقص والعجز حيث نتمكن من مراجعة اللوح القديم. ونتركز حصة المعهد للمنهج الجديد لأنها لا تكفي لتسميع القديم. قواعد متبعة ويقول الشيخ محمد عبد المنعم- شيخ معهد البنين ¢إعدادي- ثانوي¢ بالمجمع-: بداية عند قبول الطلبة المستجدين بالمرحلة الإعدادية ننظر إن كانوا من معاهد نموذجية فلا بأس. أما إن كانوا من معاهد حكومية فنجري لهم امتحان مستوي في اللغة الإنجليزية. وفيما يتعلق بموضوع حفظ القرآن فلدينا حصص مُركّزة في التحفيظ ومحفّظون متمكنون حافظون لكتاب الله تعالي لأننا نُشدد كثيرا علي مسألة تحفيظ القرآن الكريم حتي يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية وقد أتم حفظه كاملاً. فضلا عن تسخير التكنولوجيا الحديثة في خدمة الدعوة والقرآن الكريم. حيث نستخدم أجهزة الكمبيوتر والموجودة بكثرة في معهدنا في التحفيظ وبكل المدارس القرآنية لكبار القراء في مصر والعالم. وإن كان الجميع من مصر والتي عرفت بقرائها المشهورين. أمثال عبد الباسط ورفعت والطبلاوي وغيرهم الكثير. أضاف : إذا كان بعض أولياء الأمور لا يعتمدون علي المنهج المدرسي في تحفيظ القرآن ويُحضرون لأبنائهم مُحفّظين خصوصيين فهذا شئ جيد ومحمود خاصة مع الطالب الناجح بنسبة 50% مثلا أو أكثر لأن الامتحان في القرآن يُقسّم بنسبة 60% علي الشفهي والتحريري للمنهج الحالي. و405 بالنسبة للمنهج القديم. وهذا يتطلب ضرورة المتابعة والمراجعة المستمرة سواء من الطالب او المعهد أو البيت. ويضع الشيخ عبد المنعم ¢روشتة ¢ للطالب الذكي للنجاح في مادة القرآن الكريم تبدأ بأن يحرص علي أداء الصلاة بما حفظه حتي يثبت في ذهنه. ثم المذاكرة المبكرة من أول العام الدراسي وفي الصباح الباكر. المواءمة بين مواعيد المعهد ودروسه وكيفية التحصيل للمعلومة مع أهمية حل نماذج امتحانات في كل باب لأن هناك طالبا يكون مذاكرا جيدا لكنه ¢يرتبك¢ عند الامتحان ولا يتمكن من الإجابة رغم معرفته بها. ولا ينسي الشيخ عبد المنعم- من واقع خبرته الطويلة في مجال التدريس والإدارة. حيث كان مديرا لمعهد فتيات العاشر الثانوي- توجيه نصيحة أيضا لزملائه مطالبا إياهم بأن يتقوا الله في أبناء المسلمين حتي تكون معاهدنا ومدارسنا من أفضل الحقول العملية التعليمية لتخريج رجال ينفعوا الدين والوطن. معترفاً بوجود مشكلة كبيرة فعلا في عموم المعاهد المصرية تتمثل في عدم وجود محفظين ذوي خبرة بالقدر الكافي. مشكلة عامة يري الشيخ صلاح مصطفي عميرة- شيخ معهد الفتيات. الإعدادي الثانوي- أن المشكلة عامة وتتركز في قلة عدد المحفظين مما يضطر المسئولين لإسناد حصص القرآن لمدرسي المواد الشرعية والعربية فيكون هذا عبئاً إضافيا علي جداولهم المثقلة أصلا بالحصص فيؤثر بالتالي سلبا علي مستوي التحصيل والحفظ. فضلا عن أن المفروض أن يكون المحفظ علي دراية وإتقان بالأحكام. ويوضح أنهم في المجمع يستعيضون عن قلة المحفظين بالأجهزة التكنولوجية الحديثة التي تيسر التحفيظ للطلبة والطالبات. ويؤكد أن التدريس للفتيات يحتاج معاملة خاصة من قبل المحفظين الرجال. قائلا: لابد أن يكون المحفظ له دراية بمعاملتهن فإذا فُقد التواصل بينهم كانت هناك حلقة مهمة مفقودة. وهنا تكون أهمية تأنيث معاهد الفتيات. وإن كنت آخذ عليهن كثرة تغيبهن إما لأسباب مرضية أو أعذار شرعية ورعاية أطفال وخلافه مما يسبب خللا كبيرا في الجداول. إلا أنهن أفضل في جانب تدريس المواد الشرعية وخاصة الفقه لما يتضمنه من أبواب تخص فقههن. مشيرا الي وجود محفظة كانت بالمعهد تقوم بتحفيظ الفتيات عن طريق ¢التحفة العنبرية¢ فهي أفضل من الرجل في هذا الموضع. مع أن الفتاة تكون لديها هيبة تجاه الرجل أكثر من المرأة. ويقترح الشيخ ¢عميرة¢ فتح باب التعاقد مع الحاصلين علي إجازات في القرآن وخريجي معاهد القراءات. بعد إجراء اختبارات دقيقة لهم. فهذا أفيد وأفضل للتحفيظ . مطالباً كل راغب في حفظ القرآن بالالتزام بورد يومي من القرآن لأن كثرة القراءة والترديد والمراجعة تثبته ولا تجعله يتفلت. وأن يُحفظ علي يد شيخ متقن لأن الحفظ المنفرد يقلل من الإتقان ويُكثر من الخطأ. ينصح الشيخ محمد عبد الحليم القرناوي- عميد معهد العاشر من رمضان الثانوي- بالتحفيظ الجماعي لمختلف الأعمار والمستويات حتي تكون هناك حمية وغيرة للتنافس ومزيد من الحفظ والتفوق. كما أن صغير السن يرقب الكبير في النطق فيتعلم ويُقلّده إن لم يكن في الحال ففي المستقبل.