ترك التعليم واشتغل بالتجارة وهو في العقد الخامس من العمر تردد علي مجالس العلماء وتقرب منهم ليحفظ القرآن بإتقان واستقر به المطاف إلي مقرأة الجامع الأزهر الشريف ليصبح بعد ذلك جامعة بشرية يتخرج فيها آلاف من الحافظين لكتاب الله ومئات من المحفظين والملقنين كلام الله حصل علي الإجادة في قراءة القرآن الكريم عن حفص بن عاصم وتصريح من وزارة الأوقاف بتعليم أحكام التجويد ومن جامعة الأزهر بتعليم أحكام التجويد ومن نقابة قراء القرآن الكريم وأصبح عضوا بنقابة القرآن الكريم ويقوم بتدريس أحكام القرآن وتحفيظه وتجويده في وسائل الاعلام وعن طريق مقرأة هو شيخها بمسجد الرحمن بحدائق القبة لها طابع معين وفريد وليست مثل باقي المقارئ لطريقته السهلة الفريدة في تحفيظ القرآن الكريم ويقوم بشرح وتحليل الربع الذي يتناوله ويقوم بالقراءة ويردد خلفه كل الحاضرين بالمقرأة في المسجد عن طريق السماع والنظر في المصحف وكان سبباَ قوياً في انتشار المقارئ في مصر ورحلته مع القرآن وصلت إلي أكثر من 52 شريطا حتي الآن وحصلت علي أعلي نسبة استماع.. إنه فضيلة الشيخ أحمد محمد عامر- الأمين العام المساعد لنقابة مجودي وقراء القرآن الكريم بالقاهرة- الذي ولد عام 1936م بحي الجمالية.. ¢عقيدتي¢ التقته وحاورته ليحكي تجربته في حفظ القران وتحفيظه للشباب * يقال إنكم تركتم التجارة الدنيوية وربحتم التجارة مع الله وهذه التجربة تعتبر قدوة للشباب فكيف كانت تجارتكم مع الله وحفظك للقرآن في هذه المرحلة العمرية ؟ ** تركت التعليم واشتغلت بالتجارة بناءَ علي رغبة والدي وأنا في العقد الخامس من العمر لأساعده ووصلت التجارة معي الي اكبر محل لعب أطفال بالموسكي ومستورد لها كان ملكا لي . وكنت اذهب الي الجامع الأزهر للصلاة وأنا اقرأ القرآن في المصحف في سورة ¢تبارك¢ وجدت من يجلس بجواري واخبرني انني اقرأ السورة خطأ ومخارج الحروف خطأ وصحح لي النطق وهذه الحادثة أثرت في نفسي وعاهدت الله علي أن أحفظ القرآن وانطقه نطقا صحيحا وواظبت علي مقرأة بالجامع الازهر والحمد لله حفظت القرآن علي يد الشيخ محمد يوسف الهمداني وعلم القراءات علي يد الشيخ أحمد بركات وأصبحت عضواً دائماً بالمقرأة وبالإصرار والعزم حفظته في مدة لا تزيد علي الخمس سنوات وصلت إلي درجة عالية من الحفظ أهلتني أن أكون شيخا للمقرأة أثناء غياب الشيخ بركات وذلك برغبة من أعضائها وحصلت علي الإجادة في قراءة القرآن الكريم عن حفص بن عاصم وتصريح من وزارة الأوقاف للتصريح بتعليم أحكام التجويد ومن جامعة الأزهر بتعليم أحكام التجويد ومن نقابة قراءة القرآن الكريم وأصبحت عضوا بنقابة القرآن الكريم ورغم أنني كنت وكيلا للغرفة التجارية سابقاً إلا إنني عزمت علي أن أحفظ كتاب الله مجودا في كل ربوع مصر والحمد لله لي حلقات بجميع القنوات الفضائية والإذاعية وشرائط متاحة لكل مسلم يريد أن يتعلم ويجود القرآن كما ينبغي أن يكون علي يد أهله وكل يوم جمعه لي مقرأه أواظب عليها في مسجد ¢الرحمن¢ بحدائق القبة وهي فريدة من نوعها في التحفيظ والتجويد وتخرج من المقرأة آلاف من الحافظين لكتاب الله ومئات من المحفظين والملقنين كلام الله لعباده ممن قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢خيركم من تعلم القرآن وعلمه¢. منحة من الله * وزير الأوقاف اصدر قرارا بأن يكون المحفظ لكتاب الله أزهريا فقط سواء كان في مكتب التحفيظ أو المقرأة فما رأيك في هذا القرار؟ ** هناك مواهب ربنا اصطفاهم لتحفيظ وتجويد القرآن وليسوا أزهريين أو معهم اي شهادات من التعليم ولهم مكاتب ومقارئ لتحفيظ القرآن فهل يغلق لهم الوزير المكاتب أو ماذا يفعل معهم والواجب علي الوزير أن يرفع مكافأة المحفظين. مدرس اللغة الانجليزية معاشه 100جنيه ومحفظ القرآن 15 جنيها ومعاش النقابة 30 جنيها شهريا - أي كل يوم جنيه واحد - فعلي الوزير أولا رفع مرتب المحفظ . فقط كان أيام الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة الذين كانوا يحفظون الناس القرآن لم يكونوا أزهريين. وماذا نقول في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم ¢خيركم من تعلم القرآن وعلمه¢ ؟ وهل نلغيه ونشترط أن من يعلم الناس القرآن يكون أزهريا وغيره لا يعلم ولا يحفظ والقرآن منحة من الله يعطيها لمن يشاء ولا يشترط أن يكون أزهريا وبل أن الأئمة يتعلموا من المقرأة ويحفظوا ويجودوا من المقرأة وهناك إمام من الأزهر حضر الي مقرأة وعند جلوسه قال لي: استر علي في قراءة القرآن والتجويد. وإمام آخر حضر الي المسجد وقرأ ولم يعرف الضبط ولم أحرجه وقمت برده وهو الآن يملأ الفضائيات بدروسه وأحاديثه. فهل هذا يصلح لمقرأة أو يعلم الناس التجويد؟! لابد أن يعرف وزير الأوقاف أن هناك فرقا بين الجراح الذي يقوم بإجراء عملية والممرض .فالجراح لا يعرف القيام بمهمة الممرض وكذلك الممرض لا يقوم بعمل الجراح ولهذا فإنني أري أن الجراح من يحفظ ويجود أما الممرض فهو الإمام فهذا يصلح لعمله ولا يقوم بما يقوم به المحفظ وكذلك المحفظ لا يقوم بما يقوم به الإمام وبالتالي فإن المحفظ ليس شرطا له الشهادة وإنما الأهم هو التجويد وقراءة الصحيحة وهو يعلم الأمة ويؤهلها والناس تقبل عليه وهذه المهنة ولك أن تري العجب لو أن وزير الأوقاف الأسبق يري أن الأزهريين والائمة يحفظون القرآن حفظا سليما ويجودون القرآن تجويدا لماذا طلب مني أن يوزع الشرائط التي سجلتها - وعددها 20 شريطا - علي الائمة لأن بها الأحكام والتجويد ومسجل عليها 20ساعة هدية للائمة ووصلت هذه الشرائط الي الخارج. أليس هذا اعترافا من وزير الأوقاف الأسبق أن خريجي الأزهر لا يصلحون أن يكونوا محفظين إلا من رحم ربي؟! وكذلك الذي يؤم المصلين لا يقرأ القرآن قراءة صحيحة أما اذا كان يتخبط في القراءة ويضبط له المصلون فهذا مرفوض. نصيحة غالية * ماهي نصائحك لمن أراد أن يحفظ كتاب الله ويجوده ؟ ** يتبع المثل الذي يقول: "علمني العوم واتركني" فالتلاوة الصحيحة أولا وبعدها الحفظ ليسهل له القرآن فهناك 28 حرفا وربنا أكرمنا بحرفين اثنين لتجويد القرآن أولا حروف يضرب فيها المتعلم بوزه والثاني يبتسم فيها وهناك حروف تجمعهما معا في كلمة ويتعلم من يريد أن يحفظ أبياتا من الشعر وألفية مالك ويبسط الطريقة وهذه الطريقة غزت العالم الاسلامي وهي التبسيط لأنه سهل في تعليمه وقراءة القرآن لا تتغير أبدا حتي في الجنة.