قد لا يعرف الكثيرون أن اسرائيل كانت أول من كشف تجسس الولاياتالمتحدةالأمريكية علي كل المكالمات الهاتفية بل وكل رسائل الجوال والإميلات التي تتم في العالم كله دون استثناء وأن لدي أمريكا القدرة علي تعقب اي اتصال يتم بوسيلة الكترونية عبر الهواء أيا كان مكانه وايا كانت الوسيلة المستخدمة في الإتصال.... وحينما سربت المخابرات الإسرائيلية قصة تلك المنظومة عبر وسائل الإعلام العبرية حدثت أزمة مخابراتية شديدة بين المخابرات الأمريكية في لانجلي والموساد في القدس لدرجة أن قادة المخابرات الامريكية هددوا بوقف التعامل المخابراتي مع الموساد . ¢أشلون¢ هو اسم تلك المنظومة المخابراتية الأمريكية - بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية - وتم إنشاؤها في ستينيات القرن الماضي وانحصرت مهمتها في ذلك الوقت في التنصت علي مكالمات ملوك وامراء ورؤساء كل دول العالم وكذلك الوزراء ونوابهم ومساعديهم وكبار قادة الجيوش وقد نجح عملاء اشلون في عملهم كثيرا لدرجة أن معظم الجواسيس الذي استخدمتهم المخابرات العالمية للتجسس علي أمريكا سقطوا عن طريق مكالماتهم الهاتفية عندما رصدتها منظومة اشلون واثارت ارتياب العملاء المخابراتيين العاملين فيها . وتضيف الصحيفة العبرية : تحصل منظومة أشلون علي ميزانيتها مباشرة من البيت الأبيض وتخضع في رقابتها للجنة مصغرة في الكونجرس يتم تشكيلها بعناية شديدة ويتم الحاق ابرع عملاء أجهزة المخابرات الأمريكية للعمل فيها بعد اجتياز اختبارات قاسية ولدي المنظومة القدرة علي رصد وتسجيل كل مكالمات الهاتف الأرضي والمحمول وكذلك الرسائل القصيرة والإميلات وكذلك الفاكسات والتلكسات والغريب أن أمريكا لم تضع تلك المنظومة علي أرضها بل انشأتها في بريطانيا في مكان قريب من مدينة هامبشاير شمال لندن وعلل الخبراء الأمريكيون تفضيل ذلك المكان بأنه مكان تستطيع الأجهزة المتواجدة فيه متابعة الأقمار الصناعية التي تعمل لصالح المنظومة . الجديد في الامر أن اسرائيل استغلت فرصة الكشف عن منظومة التنصت الأمريكية لتسرب معلومات حول منظومتها المشابهة والتي تستخدمها للتجسس علي الملوك والرؤساء والأمراء العرب وكذلك وزراء الدفاع والداخلية ورؤساء المخابرات في كل الدول العربية دون استثناء بل ان اسرائيل بحسب صحيفة معاريف العبرية تستخدم المنظومة واسمها الوحدة 2800 في التجسس الصناعي والتجاري علي كل المؤسسات الاقتصادية في العالم كله لتحقق السبق والأفضلية للمصانع والشركات الاسرائيلية. تقول صحيفة هآرتس قريبة الصلة من دوائر صنع القرار في اسرائيل أن الموساد عمل علي تطوير عمل منظومته في عالم الاتصالات بعدما تسببت ¢ أشلون ¢ في كشف الكثير من العملاء الاسرائيليين الذين عملوا في التجسس علي واشنطن وقد نجح الموساد في تحييد الكثير من وسائل التنصت الأمريكية بعدما نجح عملاؤه في الحصول علي التكنولوجيا المستخدمة في منظومة اشلون حيث تشير العديد من الوثائق الأمريكية إلي أن إسرائيل تعد الشريك الخفي في فضيحة التجسس الأمريكية فرغم التحالف الوطيد بينهما. إلا أن إسرائيل تم ضبطها أكثر من مرة وهي تتجسس علي الولاياتالمتحدة.