تشهد جامعة الأزهر في الأسبوع الثاني لبدء الدراسة بها مظاهرات متنوعة وإن كانت المظاهرات السياسية التي ترفع شعارات رابعة العدوية وتردد هتافاتها مع المطالبة بالقصاص للشهداء والإفراج عن الطلاب المعتقلين هي الطاغية علي الساحة والمستحوذة علي المشهد إلا أنه بجانب هذه التظاهرات نظم العشرات من طلاب الكليات المختلفة الذين تم حرمانهم من السكن بالمدينة الجامعية وقفة احتجاجية أمام مبني إدارة جامعة الأزهر بمدينة نصر للمطالبة بحقهم في السكن بالمدينة خاصة أن معظمهم "كما قالوا لنا" من سكان المناطق النائية والوجه القبلي وكذلك الحاصلين علي تقدير جيد لذا لهم الأولوية في التسكين طبقاً للوائح المدن الجامعية التابعة لجامعة الأزهر كما انضمت إليهم بعض الطالبات من كليات فرع البنات المختلفة واللاتي لم يتسن لهن السكن بالمدينة الجامعية لعدم توافر أماكن لهن في حين سكنت الكثير من الطالبات اللاتي لا تنطبق عليهن الشروط ولك بفضل الواسطة "كما أشارت زميلاتهن". أعلن الطلاب المحرومون من السكن بالمدن الجامعية دخولهم في اعتصام مفتوح أمام مبني إدارة الجامعة لحين حل مشكلاتهم وإعطائهم حقهم في السكن خاصة أنهم لا يستطيعوا السكن علي نفقتهم الخاصة لارتفاع تكلفة الإيجار بمدينة نصر والمناطق المحيطة بها لذا لا حل أمامهم سوي الاعتصام والمبيت أمام المبني الإداري كي يتحرك المسئولون ويحلوا لهم مشكلتهن. ضد التشويه الطلاب المتظاهرون أعربوا عن غضبهم الشديد من تشويه وسائل الإعلام لهم بشكل متعمد حيث وصفتهم بعض هذه الوسائل بالبلطجية والمخربين في حين أنهم أكدوا وتحدوا القائمين علي هذه القنوات بأن يظهروا تخريباً واحداً طال أي ركن أو نافذة من نوافذ جامعة الأزهر كما كذبوا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن عزمهم الزحف نحو مشيخة الأزهر ومحاصرتها وتهديد شيخ الأزهر لإجباره علي الاستقالة مؤكدين أن مظاهراتهم ومسيراتهم لن تخرج عن أسوار جامعة الأزهر بالرغم من مطالبتهم بإقالة شيخ الأزهر ورئيس الجامعة وانتقدوا صمت المسئولين بالجامعة وعدم تجاوبهم معهم أو الاستماع إليهم مشيرين إلي أن تظاهراتهم لا يحركها أي فصيل مستشهدين بغياب طلاب اتحاد جامعة الأزهر المنتمي فعلياً إلي جماعة الإخوان المسلمين لكنهم غير متواجدين داخل الحرم الجامعي وهذا خير دليل "كما يقول بعض الطلاب" علي تظاهرهم من تلقاء أنفسهم وليس بفعل فاعل. "عقيدتي" تواجدت داخل حرم جامعة الأزهر التقت المتظاهرين.. قال علي محمد طالب بكلية العلوم: لن نتوقف عن التظاهر ولن ترهبنا تهديدات المسئولين بالجامعة ولن يخيفنا تحويل بعض زملائنا لمجالس تأديب لمجرد مشاركتهم في المظاهرات وتعبيرهم عن رأيهم.. فهذه الأفعال تزيدنا إصراراً وتمسكاً بموقفنا. أشار أحمد مصطفي طالب بكلية التجارة إلي عدم إجبار أي طالب علي الانضمام للتظاهرات مؤكداً التزامهم بحضور المحاضرات وعدم تفويت أي "سكشن" حتي لا تضيع عليهم السنة الدراسية هباءاً. انتقد أسامة السيد طالب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية وصف المسئولين بالجامعة لهم بالبلطجية مؤكداً سلمية تظاهراتهم وخلوها من أي بذاءات أو ألفاظ نابية. أما عبدالله محمد الطالب بكلية الهندسة فقال انضممت للمظاهرات للمطالبة بحقي في السكن بالمدينة الجامعية خاصة أنني من سكان محافظة سوهاج وحاصل علي تقدير جيد ولي الأولوية في السكن بالمدينة أما هذا فأنا فأنا لا حق لي لذا شاركت في المظاهرات لعل يتحرك للمسئولين ساكناً ويحلوا مشكلاتنا. أوضح عمر عبدالرحيم الطالب بكلية الشريعة أنه لا دخل لهم في الحرمان من السكن بالمدينة فتأخير ظهور نتيجة الفصل الدراسي الثاني هي التي حالت دون تقدمهم بأوراقهم إلي المدينة الجامعية وهذه مسئولية الجامعة ولابد أن يجدوا حلاً لها. تناول خيط الحديث مسعد إبراهيم الطالب بكلية التجارة قائلاً: لن نتوقف عن التظاهر حتي يتم الإفراج عن زملائنا المعتقلين الذين سيضيع مستقبلهم هباءاً. أكد محمد سالم الطالب بكلية الهندسة علي انضمام بعض أساتذة الجامعة لهم وتدعيمهم لهم لكنهم يخشون التواجد في المسيرات. أوضح خالد صلاح الطالب بكلية الشريعة أن هناك بعض الطلاب من محافظات الوجه البحري وحاصلين علي تقدير مقبول ورغم ذلك سكنوا بالمدينة الجامعية رغم عدم أحقيتهم في السكن وأضاف: الواسطة ممكن تعمل المستحيل! أما عبدالجواد محمود فقال: نعرف جيداً أن المدينة الجامعية لا تستوعب كل الطلاب المتقدمين لذا نطالب بالتوسع في المباني حلاً للأزمة. الدراسة منتظمة من جانبه أكد الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب علي انتظام واستمرار الدراسة بكليات جامعة الأزهر رغم التظاهرات قائلاً: هناك المئات من الآلاف من الطلاب منتظمون في المحاضرات ولا تعوقهم هذه التظاهرات كما أن المسئولين بالجامعة يؤدون عملهم علي خير وجه وينهون كل مشاكل الطلاب التي تعرض عليهم. أضاف: بالنسبة للطلاب الذين تم تحويلهم إلي مجالس تأديب فيجري التحقيق معهم داخل الكليات التابعين لها ولا علاقة للجامعة بهذا الأمر لكنه تم التنبيه علي ضرورة تحري الدقة والاستماع باهتمام إلي رد الطلاب ودفاعهم. وفيما يتعلق بالطلاب الذين لم يسكنوا بالمدن الجامعية فقد أكد د. الهدهد أنه لا توجد أماكن لاستيعاب هؤلاء الطلاب لكن الجامعة تعمل علي قدم وساق من أجل البحث عن حل لهم حيث اجتمعت لجنة الإسكان واتخذت بعض القرارات في شأن هؤلاء الطلاب كما قررت اللجنة عرض هذا الأمر علي مجلس الجامعة لاتخاذ القرار المناسب ومن المقرر التوصل لحل كأن يتم استئجار بعض العمارات حلاً لهذه المشكلة. استطرد: للأسف الشديد نحن في أزمة حقيقية فقد زاد عدد طلاب الثانوية الأزهرية هذا العام بحوالي 35 ألف طالب عن العام الماضي وهذا وضعنا في مأزق كبير لكن من المقرر أن تحل هذه المشكلة منتصف العام الحالي بمجرد الانتهاء من تشطيب المباني الأربعة التي تبرعت دولة الإمارات ببنائها حيث يستوعب كل مبني ما لا يقل عن 400 طالب.