ورد في المصادر أن الله تعالي خلق البيت الحرام قبل أن يخلق السماوات والأرض. وظل محفوظاً عبر العصور من كل سوء برعاية الله تعالي وجنده وملائكته. وسيظل كذلك حتي تقوم الساعة.. ويأتيه كل عام الملايين من المسلمين يؤدون مناسك الحج لله تعالي في وقت واحد. وثياب واحدة. وقد جمعهم قلب واحد خاشع لله تعالي مقيماً علي طاعته. راغباً في حبه. طالباً مغفرته ورضوانه. وقد تركوا المال والأهل والولد وراء ظهورهم. وهان عليهم كل شيء من متاع الحياة الدنيا في سبيل رضاء الله تعالي وطاعته. وعن خلق البيت الحرام ورد عن سعيد بن المسيب عن كعب الاحبار قال "كانت الكعبة غثاء علي الماء قبل أن يخلق الله عز وجل السماوات والأرض بأربعين سنة. ومنها دحيت الأرض". وعن عطاء عن ابن عباس أنه قال: لما كان العرش علي الماء قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بعث الله ريحاً هفافة فصفقت الماء بأبرزت عن خشفة - أي حجارة تثبت في الأرض - في موضع هذا البيت كأنها قبة فدحا الله الأرض ومن تحتها فمادت ثم مادت فأوتدها الله تعالي بالجبال فكان أول جبل وضع فيها أبوقبيس فلذلك سميت أم القري" ذكر ذلك الأزرقي في كتابه "أخبار مكة". هذا. وقد ذكر أن أول من بني الكعبة هم الملائكة. ففي رواية عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. أن بدء الطواف ببيت الله الحرام حينما أخبر الله تعالي الملائكة بقوله "إني جاعل في الأرض خليفة..." البقرة: 30 فقالت الملائكة أي رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون؟ قياساً علي فعله الجن قبل خلق الإنسان علي الأرض - أي رب أجعل هذا الخليفة منا فنحن لا نفسد فيها. ولا نسفك الدماء. ولا نتباغض ولا نتحاسد. ولا نتباغي. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. ونطيعك.. فقال تعالي: "إني أعلم ما لا تعلمون" البقرة: .30 فظنت الملائكة أن ما قالوا رداً علي ربهم جل وعلا. وأنه غضب من قولهم. فلاذوا بالعرش. ورفعوا رءوسهم. وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر الله إليهم فنزلت الرحمة عليهم. فوضع الله تعالي تحت العرش بيتاً علي أربع أساطين من زبرجد وغشاهن بياقوتة حمراء وسمي ذلك البيت الضراح - والضراح هو بيت في السماء علي الكعبة. وهو البيت المعمور - وقيل: هي الكعبة رفعها الله وقت الطوفان إلي السماء الدنيا - وقال الله تعالي للملائكة: طفوا بهذا البيت ودعوا العرش. وهو البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبداً ثم بنوا البيت الحرام.