لا يحرض الإسلام علي القتال فالإسلام لم يأت للقضاء علي الكفار وإنما للقضاء علي الكفر في الناس ومن ثم كان يدعو للحفاظ علي حياة الناس مهما كانوا. يدعو الإسلام إلي الرحمة لا إلي الخشونة إلي هداية الناس بالموعظة الحسنة لا بالبنادق الآلية والقنابل اليدوية يحافظ علي حياة البشر مهما كانوا فكل كافر اليوم هو مشروع مؤمن غدا ولو قتلناه اليوم فكيف نضيفه إلي المؤمنين غداي؟! ودين يُقدّر الحياة ويحترمها إلي هذا الحد لا يمكن أن يوافق علي التفجير والتكفير والقتل علي نحو ما ينسب إليه. ولو كان هناك مسلم فاجر فليس كل المسلمين كذلك. ولو كان هناك مسلم لص فليس كل المسلمين كذلك. ولو كان هناك مسلم إرهابي فليس كل المسلمين كذلك. إن في كل الديانات والجنسيات قتلة ولصوص وإرهابيين فلا يجوز التعميم. بل علينا التأني في التفسير وكشف ما هو غائب في بطون التاريخ لشرح حقيقة الإرهاب في الإسلام. لقد كانت كل حروب المسلمين دفاعية لا هجومية. كانت رداي علي إرهاب يحرمهم من حق الدعوة والعيش بسلام. إن غزوة الأحزاب دليل علي ذلك. لقد اجتمعت الأحزاب "الطوائف والملل وذوي الأغراض المشتركة والمتفرقة" ضد المسلمين لا يجمعهم سوي بغض النبي عليه الصلاة والسلام ودينه وأصحابه وقصدوا المدينة. وكان غالبية سكانها من المسلمين. وممكن أن يختبئ المسلمون في البيوت وعلي أسطح المنازل ليتركوا المشركين يدخلونها ثم ينقضوا عليهم. لكن الرسول أمر صحابته أن يحفروا خندقاي حول المدينة. وكان حفر هذا الخندق ليس خوفا من المشركين وإنما تجنباي لاشتباك معهم قد يخسر فيه بعضاي من صحابته وبعضاي من المشركين الذين جاء لهدايتهم. كان الخندق مانعاي للاشتباك بين الطرفين حقناي للدماء. ثم كانت المبارزة لإظهار القوة بين عمرو بن ود وسيدنا علي بن أبي طالب. فبعد أن طال انتظار صبر الرسول والصحابة علي سفاهة وتطاول عمرو بن ود قرّر الرسول حصر نطاق المعركة في أضيق نطاق. رجل لرجل. ولم يكن لدي سيدنا علي سيف فأخذ الرسول صلي الله عليه وسلم جريدة من نخل وأعطاها لسيدنا علي قائلاي: ¢ أخرج عليه يا علي ¢ جريدة مقابل ما في يد فارس شرس لا يشق له غبار مدجج بالسلاح مثل عمرو بن ود. فتناول سيدنا علي الجريدة وبدأ في النزال. وقد يبدو الطرفان غير متكافئين ولكن تأييد الرسول لسيدنا علي ضاعف من قوة إيمانه فاشتدت المعركة بينهما وضربه سيدنا علي بقوة فإذا بالجريدة أشد من أمضي سيف فقطع رجل عمرو بن ود. وتناول سيدنا علي الرجل المقطوعة وألقاها علي خيام المشركين فأوقعت أكثر من 10 خيام محدثة الرعب بين المشركين. ولأن الله يعلم بأن الرسول لا يريد إراقة الدماء أرسل رياحاي اقتلعت خيام المشركين فولّوا هاربين. وكفي الله المؤمنين القتال. وكان الله قوياي عزيزاي.