أكد المسئولون الهنود أن شهر رمضان المعظم فرصة ذهبية لإشاعة الطمأنينة والأمن والسلام بين كل المجتمعات البشرية. وإحياء قيم التسامح والمصالحة وإنهاء الخصومات والنزاعات الشخصية إعلاء لمصالح الأوطان العليا. جاء ذلك خلال احتفالاتهم بشهر رمضان وتنظيمهم مائدة الإفطار السنوية التي أقامها رئيس الوزراء "مانموهان سنيج" وجمعت القيادات الدينية والسياسية من المسلمين وغيرهم بالتزامن مع تنظيم السفارة الهندية بالقاهرة مائدة إفطار لعدد كبير من المسئولين والقيادات المصرية بمنزل السفير الهندي بالقاهرة. قال السفير الهندي "نافديب سوري" رمضان هو شهر الصوم والصلاة في كافة أنحاء العالم وهو شهرمواجهة النفس والمصالحة وعندما أتيت لمصر لأول مرة منذ عدة سنوات لمست عمق الروابط الأسرية وحسن الضيافة والمودة السائدة في المجتمع المصري أثناء صيام هذا الشهر الكريم إن الامتناع عن الملذات يشيع الطمأنينة في النفس ويقوي الروح التي تضم ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم يصوم المسلمون خلال شهر رمضان بنفس الروح وتقام احتفالات كبيرة في عيد الفطر ومثل كافة الاحتفالات الهندية مثل مهرجان الديوالي أو الهولي أو الكريسماس نشهد في رمضان روعة تجمع الناس معا بغض النظر عن ديانتهم أومستواهم الاجتماعي أو اللغة التي يتحدثونها ويقوم غير المسلمين بدعوة أصدقائهم لتناول طعام الإفطار ويتم تبادل الهدايا والتهاني ويقوم العديد من المتدينين بختم القرآن الكريم كذلك يقوم معظم الزعماء السياسيين في الهند بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الشئون الخارجية والأحزاب السياسية الكبري بتنظيم موائد إفطار وكما يحدث في مصر فإن رمضان هو وقت تتجمع فيه الأسرة ويجلس أفرادها معا ويصومون معا بعيدا عن أعباء الحياة اليومية. أوضح السفير "نافديب سوري" أن الإسلام دخل الهند خلال حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام حيث انتشر هذا الدين عبر بحر العرب من خلال التجار الذين أتوا بأخبار هذا الدين الجديد العظيم ويوجد في جنوب الهند ثاني أقدم مسجد في العالم والذي أنشيء عام 629 ميلادية وبمرور السنين انتشر الإسلام وقام الملوك الفاتحون من وسط آسيا بتأسيس أسر حاكمة في الشمال وقد حكمت إحداها وهي الإمبراطورية المغولية لأكثر من 300 عام وسيطرت علي مساحات شاسعة من الأرض وقد شهدت الحقبة المغولية ازدهارا في الفنون والعمارة حيث شاهدنا إنشاء تاج محل الرائع كما شهدت تلك الحقبة تقدما اقتصاديا وتسامحا دينيا. أكد "نافديب" إن الإسلام يعتبر اليوم عنصرا هاما من عناصر النسيج الهندي ويمثل عامل إثراء لكل أوجه الحياة سواء مجال الأعمال أو التجارة أو السينما أو الفنون أو السياسة ويتمسك المسلمون في كافة أنحاء الهند بفضائل دينهم ويمتزجون في إطار الثقافة الهندية المركبة ويري غالبية الهنود سواء كانوا من الهندوس أو المسلمين أو السيخ أو المسيحيين أنفسهم جزءا لا يتجزأ من الهند ويؤمنون بأن تقدمهم ورفاهيتهم لا تحدد بناء علي طبيعة معتقداتهم لكن تحددها مواهبهم واجتهادهم في العمل. أضاف: وفي هذه الفترة التي تشهد فيها مصر عملية تحول صعبة تتمني الهند الخير لمصر ونسأل الله أن يكون رمضان وقتا للمشاركة والمصالحة والبهجة وهي نعم حقيقة من نعم هذا الشهر الفضيل.