الإسلام دين الفطرة لهذا يبحث عنه الباحثون عن السكينة والاستقرار النفسي... ولكن رحلة الخروج من الظلمات إلي النور قد تستغرق سنوات طويلة حتي يشرح الله القلب للإسلام بعد سنوات من التخبط والضياع.. هذا ما حدث مع المضيفة عائشة الكينية. * في البداية صفي لنا البيئة التي نشأت فيها في كينيا؟ * * لمن لا يعلم تقع كينيا في شرق أفريقيا وتمر بها الدائرة الاستوائية وتمتد أرضها بين دائرتي عرض 21.4 شمالاً و28 جنوباً وخطي طول 34 42 شرقاً وتظل من الشرق علي المحيط الهندي. وتجاورها أوغندا من الغرب. وتنزانيا من الجنوب. واثيوبيا وجنوب السودان من الشمال والصومال من الشمال الشرقي. عاصمتها مدينة نيروبي. وغالبيتها عبارة عن غابات في حين تبلغ المناطق الحضرية حوالي 27% فقط ويتكون 99% من السكان من الأفارقة والباقي من: الهنود الآسيويين والأوروبيين والعرب. وينتمي الكينيون الأفارقة إلي نحو 40 مجموعة عرقية مختلفة يتحدثون 43 لغة وعدد كبير من الكينيين يعرفون اللغة السواحيلية وهي اللغة القومية بالإضافة إلي لغاتهم المحلية. كما يعرف الكثير من الكينيين المتعلمين اللغة الانجليزية وهي اللغة الرسمية في البلاد بجانب اللغة السواحلية. * قبل أن نتحدث علي لحظة إسلامك نود التعرف علي الخريطة الدينية لكينيا؟ * * الدين يشكل المسيحيين 65% غالبيتهم من البروتستانت. 10% مسلمون. ويدين حوالي 25% من السكان. بالديانات الافريقية التقليدية التي تؤمن بوجود كائن أعلي. وتؤمن كذلك بوجود العديد من الأرواح التي يعتقدون انها تستطيع التأثير علي الأحداث وكانت أسرتي من هؤلاء. قبل الإسلام * كيف كانت حياتك قبل الإسلام؟ * * كنت أعيش مع أسرتي مثل معظم الكينيين الذين يعيشون في بيئة متواضعة إلا أن أسرتي كانت ميسورة الحال ولهذا تفوقت في دراستي واستطعت العمل مضيفة طيران وسافرت من خلال عملي إلي غالبية دول العالم وهذا ما زاد بحثي عن "إله" هذا الكون الذي خلق كل شيء فأحسن صنعه وكانت أسرتي بلا دين وإن كانوا يعتقدون بما يشبه التوحيد بالفطرة حيث يعتقدون بأن هناك إلهاً واحداً ويتوجهون إلي جبل ويدعونه وهذا ما ساعدني في سرعة انشراح صدري للإسلام. * إذن أي المراحل التي مرت بها حياتك حتي انتهي بك الأمر إلي الإسلام؟ * * منذ صغري كنت أعيش في مراحل الصراع بين العقيدة الخاطئة والفطرة حيث أدخلتني أسرتي إحدي المدارس التبشيرية التي حاولت جذبنا إلي المسيحية ولم أقتنع لأنها تتناقض مع الفطرة وكنت دائمة الخوف من الموت نظراً لوفاة أحد أشقائي في الصغر وظلت لحظات وفاته لاصقة في ذهني ولم أقتنع بفكرة تعدد الآلهة وعقيدة التثليث كلما حاولت السؤال والاستفسار في المدرسة ينهرونني فآثرت السكوت حتي لا يفصلوني ولم يجدوا بديلا من تساؤلات فكان هناك قرار مفاجيء من المدرسة بنقلي إلي إيطاليا للعمل في الكنيسة إلا أن كثرة أسئلتي جعلتهم يفصلونني ويعيدونني وتأهلت للعمل كمضيفة طيران وهذا ما أعطاني الفرصة للاحتكاك بالمسلمين في سفرياتي بالإضافة إلي كثرة قراءاتي عن الإسلام وخاصة انني كنت أتعجب من اصرار فقراء المسلمين في كينيا علي الحج وكنت أصطحبهم أسألهم عن الإسلام أثناء رحلة الطيران وخاصة انني قرأت عن كل الأديان بحثاً عن الحقيقة. * ألم يكن هناك احتكاك بينك وبين المسلمين في بلادك بشكل كبير يساعد علي سرعة اعتناقك للإسلام؟ * * من المؤسف أن غالبية زملائي في العمل من المسلمين كانوا من غير المتدينين بل إن بعضهم كان سييء الخلق وكنت أظن أن هذه تعاليم دينه الذي كنت أعرفه انه للعرب فقط حتي قرأت وتعمقت وتوصلت إلي الحقيقة وقررت إشهار إسلامي والانتقال إلي مصر للدراسة كطالبة بجامعة الأزهر وأنا الآن طالبة في كلية الدراسات الإسلامية رغم أن سني قرابة الخمسين. التخبط والضياع * عشت مرحلة من التخبط والضياع حتي انك أدمنت؟ * * بالرغم ان حياتي المرفهة أثناء عملي كمضيفة إلا أنني كنت غير مقتنعة بعدم وجود أجوبة عن الدين الصحيح فأدمنت المخدرات والخمور وأصبحت حياتي جحيماً حتي أدخلوني مستشفي الأمراض العقلية إلا أن الله أراد بي هذا حتي أتعرف علي الإسلام بالقرب من الغابات الاستوائية باستراليا ولم أتمالك نفسي عندما سمعت عن الإسلام ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم من برنامج تليفزيوني وأنا علي سرير المرض ليشرح لها الإسلام فقررت الهروب من المستشفي وسرت هائمة أبحث عن المسلمين للتعرف علي الإسلام وهداني الله لأحد الشيوخ يدعي "الشيخ محمد" ذو أصول كينية ويعيش في استراليا ليشرح لي الإسلام فاعتنقته وسني 45 سنة وكتب الله لي الحج والعمرة. * لماذا قررت تعلم العلوم الشرعية والعربية وأنت في هذه السن؟ * * حتي أعرف ديني الجديد وأستطيع خدمته فأنا لا أحب أن أكون مجرد مسلمة عادية مثل ملايين المسلمين بالوراثة ولم يقدموا أي خدمة للإسلام لهذا التحقت بجامعة الأزهر وبحثت عن علماء الإسلام للتبحر في الدين وأعمل حتي أعتمد علي نفسي ولن أتوقف عن طلب العلم حتي أكون داعية إسلامية شهيرة آخذ بأيدي من يعيشون في الظلام في كل مكان أستطيع الوصول إليه في العالم وخاصة أبناء وطني كينيا التي تحول كثير من أبنائها إلي المسيحية بسبب التبشير وغفلة المسلمين لهذا فأنا علي يقين أن الله سيحاسب المسلمين المقصرين حساباً عسيراً لأنهم قصروا في حق البشرية ولم يأخذوا بأيديهم إلي معرفة الإسلام معرفة صحيحة. ميزات الإسلام * ما هو أكثر ما أعجبك في الإسلام؟ * * كل شيء فيه أعجبني وخاصة المساواة بين البشر جميعا بصرف النظر عن ألوانهم وألسنتهم وكذلك انصافه للمرأة وتكريمه لها بشكل ليس له مثيل في أي دين سماوي أو وضعي وكذلك مقدار الإنسانية والتسامح والعفو الذي يجب أن يتمتع به المسلمون فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم. وعندي اعجاب بلا حدود بشخصية نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم وتعجب من جهل كثير من المسلمين بهذه الشخصية الرائعة وحتي من يعرفه أتعجب من بخله في تعريف العالم به رغم أن صورته مشوهة. * ماذا يمثل شهر رمضان بالنسبة لك؟ * * أشتاق إليه بشكل جنوني حتي أجمع فيه من الحسنات ما يعوضني عن السنوات ال 45 التي عشتها في الجاهلية لهذا فأنا صائمة بالنهار وقوّامة بالليل ومسبحة طوال ليلي ونهاري ما استطعت إلي ذلك سبيلا. لهذا أري رمضان فرصة ذهبية للتوبة والمغفرة والرحمة حتي يدخلنا الله الجنة مع رسوله صلي الله عليه وسلم.