من فوائد الزراعة في تنمية ثروات الأمة التي بينها الإسلام. ما كان من إظهار أوجه تكامل بين ما تخرجه الأرض وبين الاستفادة منه في بعض الصناعات الغذائية. وأمثلته كثيرة في القرآن الكريم. منها : قوله عز وجل : "وشجر تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين". فإن كثيرا من الزروع يستخدمها الإنسان في بعض الصناعات بجانب ما يحصل منها علي غذاء. ففي هذه الآية الكريمة بيان لفائدة شجر الزيتون من حيث كونه طعاماً للإنسان. ومن حيث إمكانية استخراج الزيوت المستخدمة في الإضاءة منه. والدهن الذي تنبت به : هو زيتها المذكور في قوله : "يكاد زيتها يضيء" ومع الاستضاءة منها. فهي صبغ للآكلين : أي إدام يأتدمون به. ومن تلك الآيات أيضا. قوله عز وجل : "ومن ثمرت النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لاية لقوم يعقلون". ففي هذه الآية الكريمة بيان لأفضيلة ثمر النخيل والعنب علي غيرهما. فهما وإن كانا رزقا حسنا يأكل منه بنو آدم ففيهما مزيد أهمية من حيث مقدرة الإنسان علي استخراج مادة "الخل" منهما. ومن فوائد الزراعة كذلك في تنمية ثروات الأمة. ما بينه القرآن الكريم من التكامل بين الزراعة والانتاج الحيواني في ربط دقيق بين عملية إحياء الأرض بالانبات. وفوائد الانتاج الحيواني الذي يحمل الكثير من الفوائد للبشرية من حيث كونه غذاء وكساء. والشواهد علي ذلك كثيرة. فلقد ذكر الله عز وجل في سورة النحل عملية إحياء الأرض بالإنبات. ثم يقول عز وجل بعدها : "وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه. من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين". ثم يبين القرآن الكريم بعض الفوائد العظيمة لما خلقه الله عز وجل في الحيوان الذي يتغذي علي ما تخرجه من الشعب. في قوله عز وجل : "وأوحي ربك الي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون". وقد اهتم القرآن الكريم كذلك بالثروة السمكية وهي أيضا مرتبطة أيما ارتباط بالمجال الزراعي واعتبرها رافدا مهماً في تنمية ثروات الأمة. ونماء المال بين أفرادها. فقال عز وجل : "أحل لكم صيد البحر وطعامه. متعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون". ومن فوائد الزراعة كذلك في تنمية ثروات الأمة. ما بينه القرآن الكريم من تنوع المحاصيل الزراعية التي تتعدد فوائده من الأكل. والتجارة. والصناعة. والأمثلة علي ذلك كثيرة جدا منها : قوله عز وجل : "هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون" وبذلك نجد بالغ عناية الإسلام بالزراعة. والحث علي العمل بها. لما لها من دور في تنمية ثروات الأمة. والنهوض باقتصادها. والأحري بالمسلمين أن يتبعوا هذه التقاليد. وامتثالها. حتي تتحقق لهم مصلحتهم العاجلة والآجلة.