* يسأل هيثم علاء من القاهرة: هل يحج الرسل بعد الموت؟ ** اجتماع الرسول صلي الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل السابقين عليهم الصلاة والسلام. مع انهم لحقوا بالرفيق الأعلي. وماتوا. يفسر علي انهم بعثوا من قبورهم. استعدادا. لاستقبال الرسول الخاتم صلي الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة. ليلة الإسراء والمعراج. أو أن تكون أرواحهم قد تمثلت في أجسادهم من غير بعث.. هذا فيما عدا سيدنا عيسي عليه السلام. لما ورد من الأحاديث الصحيحة التي تفيد نزوله آخر الزمان. تابعاً لرسالة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وكل هذه الأمور الخارقة التي حدثت في هذه الليلة واكتنفت هذا الحادث دالة علي قدرة الله تعالي. وعلي منزلة رسوله صلي الله عليه وسلم. وكلها بقدرته. وقدرة الله تعالي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء. فليس لأحد أن يماري أو ينكر شيئاً من ذلك مادام قد ثبت بالنصوص الصحيحة التي لا تحوم حولها شبهة. ولا حرج علي فضل الله تعالي. وقد وصل رسول الله صلي الله عليه وسلم سدرة المنتهي. وسميت بهذا الاسم. لأن علم الملائكة ينتهي إليها. ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه انها سميت بذلك لكونها ينتهي إليها ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها من أمر الله تعالي. ووصفها بأن أوراقها كآذان الفيلة. وأن ثمرها كالقلال وهي الجرار العظيمة التي تسع كثيرا. وجاء في أحاديث الإسراء والمعراج فيما رواه مسلم قوله صلي الله عليه وسلم: ".. كأني أنظر إلي موسي عليه السلام هابطاً من الثنية. وله جؤار إلي الله بالتلبية". أي يرفع صوته وكذلك بالنسبة إلي يونس عليه السلام قال: "كأني أنظر إلي يونس بن متي عليه السلام علي ناقة حمراء.. وهو يلبي".. فكيف يحج الرسل عليهم الصلاة والسلام ويلبون وهم أموات؟ وفي الدار الآخرة؟ وهي ليست دار تكليف وعمل؟. وقد أورد القاضي عياض عدة أجوبة علي ذلك. وقد ذكرها الإمام النووي في شرحه علي صحيح مسلم. أري من تمام الفائدة إيرادها. أحدها: انهم أي الرسل عليهم الصلاة والسلام كالشهداء. بل هم أفضل منهم. والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا. كما ورد في الأحاديث الصحيحة. وأن يقتربوا إلي الله تعالي بما استطاعوا. لأنهم وإن كانوا قد توفوا. فهم في هذه الدنيا التي هي دار الجزاء انقطع العمل. الثاني: ان عمل الآخرة ذكر ودعاء.. قال الله تعالي: "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام". الثالث: ان تكون هذه الرؤيا منام في غير ليلة الإسراء أو في بعض ليلة الإسراء. الرابع: انه صلي الله عليه وسلم عرضت عليه أحوالهم التي كانت في حياتهم ومثلوا له في حال حياتهم كيف كانوا؟ وكيف حجهم وتلبيتهم كما قال صلي الله عليه وسلم: كأني أنظر إلي موسي وكأني أنظر إلي عيسي وكأني أنظر إلي يونس عليهم الصلاة والسلام. الخامس: ان يكون أخبر عما أوحي إليه صلي الله عليه وسلم من أمرهم وما كان منهم وان لم يرهم رؤية عين. ونحن نقول: انه لا استحالة في حدوث ذلك. مادام الذي أسري برسوله صلي الله عليه وسلم هو الله تعالي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. وهو علي كل شيء قدير. والحادث نفسه معجزة فلا يستبعد شيء من الأحوال الملابسة له.