* يسأل مرسي علي عبدالستار من البحيرة: ما هي الحكمة في أن القرآن نزل مفرقاً ولم ينزل جملة واحدة؟ ** يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: لم تشأ إرادة الله أن ينزل القرآن الكريم كله مرة واحدة كما نزلت التوراة علي موسي عليه وعلي رسولنا الصلاة السلام وإنما أراد الله أن ينزل القرآن متفرقاً موافقاً للحوادث التي كانت تحدث أيام نزول القرآن علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ومبيناً لحكم هذه الحوادث والقضايا أو رداً علي أسئلة واستفتاءات من المسلمين لرسول الله صلي الله عليه وسلم فلو نزل القرآن الكريم مرة واحدة لكان ذلك مؤدياً إلي ثقل التكاليف علي الناس في هذا الوقت فنزول القرآن مفرقاً تتجلي فيه الرحمة من الله عز وجل بعباده حتي لا تنفر قلوبهم من تلقي ما جاء به القرآن من أوامر ونواه. والحكمة أيضاً من نزول القرآن منجماً هو أن يكون في القرآن ناسخ ومنسوخ لأن الأحكام الشرعية كالدواء بالنسبة للمريض فما يصلح في بعض الأحيان قد لا يصلح في البعض الآخر وهكذا كان النسخ في بعض الأحكام ومن الواضح أن الناسخ المنسوخ لا يكون إلا إذا نزل القرآن مفرقاً وأيضا نزول القرآن متفرقاً كان ليعي الرسول صلي الله عليه وسلم أما ينزل عليه من القرآن لأنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب علي خلاف ما كان عليه الرسل السابقون فقد كانوا كاتبين قارئين.