طالبت الدكتورة نوال السعداوي - الأم الروحية للاتحاد النسائي المصري بتحرير قوانين الاحوال الشخصية من الشريعة الاسلامية مثلما فعلت تونس منذ فترة طويلة ...جاء ذلك خلال افتتاحها لفعاليات ندوة الاتحاد النسائي المصري. وأشارت السعداوي الي أن القوانين يجب أن تكون قائمة علي العدل والمساواة بين الجنسين لأن الله اسمه العدل ويرفض أي تفرقة بين الرجل والمرأة. وحثت نوال السعداوي علي منع تعدد الزوجات في مصر لأضراره الكثيرة علي الرجل حيث يتحمل ما لا يطيق من المسئولية التي يستحيل أن يعدل بين زوجاته وبالتالي فإنه سيظلم نفسه كما يظلم زوجاته لتقصيره معهن وكذلك سيظلم أطفاله بل انه قد يؤدي الي تشردهم. وأوضحت أن تجربة منع تعدد الزوجات قد نجحت في تونس منذ فترة طويلة ولهذا يجب تطبيقها في مصر أيضا لمنع الظلم علي اطراف التعدد ولهذا فإن الاتحاد النسائي المصري علي صلة وتعاون مع المنظمات النسائية التونسية. وهاجمت نوال السعداوي التعليم الديني مؤكدة أن والدها رغم انه كان ازهريا إلا انه كان يمقت التعليم الديني في مصر لأنه قائم علي الجمود والحفظ دون إعمال للعقل وكذلك تركيزه علي التخويف بالنار والترغيب بالجنة وقد تعلمت منه التمرد علي أخطاء الواقع ومحاولة تصحيحها دون أي قيود علي العقل ووصفت الدكتورة نوال السعداوي بعض التيارات الاسلامية بأنهم ¢ تجار دين ¢ ويظلمون المرأة باسمه من خلال الختان وزاوج الصغيرات والتعدد وغيرها من الممارسات الظالمة لها. وطالبت النساء بأن يكن لهن استقلال عن سيطرة الرجال حتي تكون لها شخصيتها الحرة المتمردة علي كل القيود المكبلة لحريتها وأن تكون لديهن أحلام كبيرة ولا يكتفين بالأحلام الصغيرة حتي يتمكن من قهر الفقر والجهل والتقاليد الظالمة وأن تتمتع بكل أشكال الحرية التي يمتع بها الرجل لأننا نرفض أي أشكال للتمييز بين الجنسين سواء في التربية داخل الأسرة أو في المجتمع. وحثت الحضور - وغالبيتهم من الشباب والفتيات - بالثورة علي الوضع الظالم للمرأة وأن يكثروا القراءة عنها لأن قضية المرأة كبيرة جدا حتي انه في الجامعات الأجنبية هناك ¢ كرسي ¢ كامل لدراسة المرأة وقضاياها في مختلف ميادين الحياة. تجاوب الحضور وغالبيتهم من الشباب والفتيات وقام العديد منهم بتقديم قصته مع مظاهر ظلم الاسرة والمجتمع كله للمرأة بالتمييز في المعاملة بينها وبين الرجل في مختلف مراحل حياتها مع انه من المفروض - من وجهة نظرهم - أن تعطي لها الحرية الكاملة بعيدا عن الرجل منذ الصغر لأن الرجل ليس وصيا عليها أو حماية لها لأنها ليست في حاجة الي الحماية من أحد وهي قادرة علي حماية نفسها بنفسها أو تخرج من المنزل وتعود اليه في الوقت الذي تريده دون أن يسألها أحد أو يذهب معها أبيها أو أخيها بحجة حمايتها لأنها يجب أن تكون قوية الشخصية وقادرة علي حماية نفسها بنفسها. الغريب أن الاتحاد النسائي العام الذي تأسس منذ عام 1919 علي يد هدي شعراوي ثم توقف في الخمسينات لم يعد الي الحياة إلا في فبراير 2011 ونصف أعضائه تقريبا من الشباب المؤمن بقضية حرية المرأة بعيدا عن قيود الأديان والتقاليد ويطالب أعضاء الاتحاد بإزالة كل أشكال التمييز ضد المرأة وهو نفس ما تنادي به ¢ اتفاقية السيداو ¢ الصادرة عن الأممالمتحدة وتحفظت علي الكثير من بنودها الدول الاسلامية والمؤسسات المسيحية المحافظة لأنها تريد اقتلاع المرأة من جذورها الدينية الاسلامية والمسيحية وجعلها حرة في جسدها وتدبير شئون حياتها كيفما تشاء بعيدا عن اي سلطان أو سلطة للدين. جدير بالذكر أن الدكتورة نوال السعداوي طبيبة وكاتبة ولدت عام 1930م في حي العباسية بالقاهرة وحصلت علي بكالوريوس الطب والجراحة العامة من جامعة القاهرة عام 1954 وبدأت حياتها المهنية عام 1955 كطبيبة امتياز بقصر العيني ثم فُصلت بقرار من وزير الصحة بسبب كتابها ¢المرأة والجنس ¢ الذي نشرته باللغة العربية في بداية الستينات بالقاهرة والذي منع توزيعه من قبل السلطات السياسية والدينية واُتهمت بالردة من قبل بعض المحامين الذين قاموا برفع دعوي قضائية ضدها لتطلق بالقوة من زوجها مع انها لا تعترف بالزواج او الطلاق بشكله التقليدي حسب التعاليم الدينية وطالبت بمنع ختان الذكور لأنه تشويه لجسد الذكر وطالبت بأن يحمل الأولاد أسماء أمهاتهم ليس آبائهم فقطپپ