الطيبة انور الضوي أحمد آدم من مواليد عام 84 بمحافظة الاقصر قرية حاجر الأقالتة تقول: نشأت بعيدا عن والدي حيث انفصل أبي وأمي وأنا في سن صغيرة. ومن المعروفپعن عادات القري أنها لا تشجع تعليم البنات وان البنت لها البيت وليس من حقها الخروج او الاختلاط بالأخرين! فنشأت في جهل يدمر حياتي ويقتل طفولتي. كنت في بداية العام الدراسي أري صديقاتي ومن هم في سني يرتدون الزي المدرسي ويشتد غضبي وتسيل دموعي وتشاركني امي احزاني ودموعي. نعيش مع جدي لأمي وهو وقتها يكفينا بالكاد الأكل والمأوي فكيف به يلحقني بالمدرسة؟! لكنني لم أقف مكتوفة الأيدي حيثپالتحقت بكُتّاب القرية وحفظت نصف القرآن. وشاءت الاقدار أن التحق بفصول محو الأمية وتعليم الكبار وقضيت بها عاما ولم اكن اتوقع ان تتاح لي الفرصة لأكمل تعليمي ولكن ارادة الله فوق كل شيء. فذات يوم كنت ذاهبة لشراء بعض الحاجات التي تلزم لسفر خالي واذا بي أري تلاميذ يتحدثون مع استاذ أمام مدخل المدرسة وينادونه ¢ يا ناظر ¢ لم أدر ماذا افعل فتشبثت به وقلت له: انتپ الناظر؟! فضحك وقال: نعم. فقلت له: أنا معايا شهادة محو الامية ونفسي اكمل تعليمي. فقال: ماشي. المهم روّحي اللي معاكي وتعالي. لم أدر كيف وصلت إلي بيتي. فنبضات قلبي زادت بطريقة سريعة جدا ولم استطع الكلام من الفرحة التي عمّت البيت. ثم ذهبت إلي المدرسة ووجدت الاستاذ حسين المسئول عن الكمبيوتر والذي كان التلاميذ ينادونه ب¢الناظر¢ في انتظاري. وأخذني إلي مكتب المدير وحكيت قصتي. فقال لي المدير: لابد من إحضار شهادة محو الامية. ولكن المشكلة انها لم تكن ظهرت الشهادة حتي ذلك الوقت وكنت كلما ذهبت للسؤال عن الشهادة يقولون لي: في الهيئة. بعد اسبوع!! تستطرد الطيبة وأعصابها فرحة بتذكر تلك الأيام: وجاء موعد الامتحان وذهبت أنا وجدي للهيئة. وظللنا هناك وتكاد دموعي تحرق وجهي خوفا من تأخير إصدار الشهادة.پوالحمد لله اخذناها ولم يكن باقي الا يوم واحد علي الامتحان. وخلّصت الاجراءات وامتحنت التيرمين في تيرم واحد وهو ¢امتحان تخلف¢ ونجحت والتحقت بالصف الثاني ثم الثالث وحصلت علي مجموع أهّلني للثانوية العامة واكملت بها دراستي ثم حصلت علي مجموع جعلني ألتحق بكلية دار العلوم جامعة المنيا والحمد لله تخرجت في الجامعة في عام.2008 استكمال المشوار تضيف الطيبة: عملت في مجال الصحافة ثم شاءت الظروف ان جاءت مسابقة في التربية والتعليم وقدمت اوراقي بها والحمد لله عملت بالعشقد الوزاري في مدرسة حاجر الأقالتة الابتدائية. تلك المدرسة التي شاركتني احلي لحظات عمري والتي غيرتني فكانت سعادتي لا تقاوم لانني عملت بمدرسة لها الفضل علي. ثم التحقت بدبلومة تربوية نظام عامين بجامعة جنوبالوادي وحصلت علي تقدير امتياز وحصلت بعد ذلك علي دورة في ICDL الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الالي وحصلت علي الشهادة ثم تدربت علي ¢انتل ليرن و انتل تيتش¢ والآن أدرس في المعهد العالي للدراسات الإسلامية للحصول علي الماجستير. لم يقف نشاط وكفاح¢الطيبة¢ عند هذا الحد بل انخرطت تساهم في العمل الاجتماعي التطوعي حيث تقول: تطوعت في جمعية ¢ صناع الحياة. ولقد كرمتني احدي الشركات العاملة في مصر في احدي مبادراتها والتي تشجع علي القضاء علي الأمية وقد ظهرت في احد البرامج التليفزيونية في شهر رمضان الماضي. وتمتلك ¢الطيبة¢ العزيمة والإصرار والكثير من الأمنيات فتقول: لديَ كثير من الأحلام التي اتمني من الله ان اصل لها ومنها ان اقضي علي الامية في بلدتي التي نشأت بها وان أساعد علي تنشئة جيل قادر علي التحدي ولديه من الثقافة والعلم ما يساعد علي تنمية المجتمع والوطن.