* يسأل علي محمود سعيد من الجيزة: لنا زميل في العمل علي تقوي وصلاح ولكن رئيسنا في العمل يحتقره ويتعامل معه بغلظة رغم إخلاص الزميل في العمل فماذا تفعل؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة الحجرات: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون وهذه الآية الكريمة تبين لنا أنه لا يجوز للإنسان أن يسخر من غيره لأي سبب من الأسباب وإلا فقد حبط عمله. جاء في صحيح الإمام مسلم عن سيدنا ابن هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا تحاسدوا ولا تفاحشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم علي بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوي هاهنا ومشيراً إلي صدره ثلاث مرات بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه". فهذا كله يؤكد لنا أن كل إنسان يحتقر أخاه لغير سبب شرعي يكون قد ارتكب محرماً. وإنما نري الإنسان المجد في عمله الذي يؤدي واجبه بنشاط وحيوية وإخلاص لله عز وجل محسود من الكسالي الذين لا يعرفون معني الأمانة في العمل فنراهم يحقدون ويحسدون بل يشهرون بغيرهم لأنهم يرون كفاءتهم واحترام كرامتهم وأمثال هؤلاء لم يتركهم الله في الدنيا وفي الآخرة يعيشون سعداء بل إنه سبحانه وتعالي يفضحهم ويكشف المستور من أمرهم حتي يكونوا عبرة للجميع قال تعالي في سورة إبراهيم: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس" وفي الحديث الصحيح يقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً. قال منعه من ظلمه فذلك نصرته ولهذا وجب علينا جميعاً أن ننصح هؤلاء وأن نذكرهم بقدرة الله عليهم وألا ننبذ المحتقر حتي لا نقع في الإثم الذي وقع المحتقر.