* يسأل علي محمد عبدالسلام من الزرقا دمياط: ما مشروعية آذان عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الجمعة؟ * يقول الشيخ عثمان عامر مدير الإعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع......." الآيات 9. 10. 11 من سورة الجمعة. شرع النداء الأذان لكل صلاة ولصلاة الجمعة حين يجلس الإمام علي المنبر ليقوم لأداء خطبته. ويقام للصلاة بعد نهاية خطبة الإمام ليصلي بالناس ركعتي الجمعة وظل الحال علي ذلك أيام النبي صلي لله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كانت خلافة عثمان رضي الله عنه ورأي كثرة المصلين بالمدينة وتباعد منازلهم عن مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم وانشغالهم بأحوالهم وأمور دنياهم أمر بأذان في أول الوقت يكون إشعاراً بدخول وقت الجمعة الذي هو بالتحديد وقت الظهر في أي يوم آخر غير الجمعة. حتي يكف الناس عن البيع والشراء ومشاغل الحياة ويستعدوا للصلاة وبعده يكون الآذان الثاني بين يدي الخطيب وقبل أن يبدأ خطبته. وتكون الإقامة عند صلاة الجمعة. والدليل علي أن النداء الأول إنما زيد في عهد عثمان رضي الله عنه حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام علي المنبر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث علي الزوراء رواه البخاري والزوراء موضع بسوق المدينة. وقوله: زاد النداء الثالث: معناه أن للجمعة ثلاثة نداءات النداء الأول: الذي زاده عثمان رضي الله عنه والثاني: الذي يكون عند الخطبة بين يدي الخطيب والثالث: وهو الإقامة لأن الإقامة تسمي أذاناً مجازاً كما في حديث عبدالله بن مغفل أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: بين كل أذانين صلاة رواه البخاري. وعلي هذا يكون أذان عثمان رضي الله عنه هوالأذان الأول باعتبار وقت الصلاة. ويكون الثاني باعتبار تأخر فعله عن سابقه. ويكون ثالثاً علي اعتبار أن الإقامة تسمي أذاناً. وقد سبق الأذان الأول والإقامة فعل عثمان رضي الله عنه. والجمهور علي أن الأخذ بأذان عثمان رضي الله عنه سنة مستحبة بقية وحجتهم في ذلك ما صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. ووجه الدلالة في الحديث أننا مأمورون باتباع سنة الخلفاء الراشدين وعثمان رضي الله عنه منهم فصار ما سنه أذاناً شرعياً. واستدلوا كذلك بالإجماع السكوتي للصحابة رضي الله عنهم حيث لم يرد إنكار من واحد من الصحابة علي عثمان رضي الله عنه قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري: وتبين فيما مضي أن عثمان أحدثه لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة قياساً علي بقية الصلوات فألحق الجمعة بها وبقيت خصوصيتها بالأذان بين يدي الخطيب. وقال: لما زيد الأذان الأول كان للإعلام وكان الذي بين يدي الخطيب للإنصات.