شهدت الزيارات التي يقوم بها بعض مشايخ الطرق الصوفية لإيران تباينا ما بين مؤيد ومعارض ومتحفّظ. ففي حين يؤكد الشيخ علاء ابو العزائم- شيخ الطريقة العزمية- أن هذه الزيارات نوع من التقريب بين السنة والشيعة وبين وجهات النظر التي شوّهها الأعداء ويسعون لتوسيع الهوة بين الطرفين لتفتيت المسلمين وإضعافهم. ونحن احوج ما نكون لتقوية العلاقات بين جميع المسلمين خاصة في هذه المرحلة الحرجة والصعبة التي تُحاك فيها المؤامرات للأمة الإسلامية. خاصة وأن الاختلاف بين السنة والشيعة لا يتجاوز 5% وفي الأمور الفرعية وليست الأصلية. وينفي أبو العزائم اتهام الصوفية بأنها الباب الخلفي للتشيع مؤكداً أن الفريقين يتفقان علي حب آل البيت. وكل بطريقته وأسلوبه. شبهة تشيع علي الجانب الآخر يرفض الشيخ محمد الشهاوي- شيخ الطريقة الشهاوية. رئيس المجلس العالمي للصوفية- هذه الزيارات. محذرا من أن الفكر الشيعي لا يدخل بلدا إلا ودخلت معه الفتن والقلاقل كما هو الحال في العراق مثلا الذي انقسم ويعيش في الحروب الطاحنة. ونحن لا نريد لمصرنا هذا المصير. ويؤكد الشهاوي أن الصوفية لا يمكن أن تكون الباب الخلفي للتشيع أبدا فالخلافات بين الشيعة والسنة معروفة. خاصة قضية سب الصحابة وعلي رأسهم السيدة عائشة رضي الله عنها. أما الاتفاق بيننا فهو علي حب آل البيت وإن كان كل منا يحبهم بأسلوبه وطريقته لكن لا يوجد اتفاق فيما بيننا علي كيفية هذا الحب. ويقول: هذا الحب لآل البيت ¢جوّه قلوبنا¢ لكن ليس معني هذا اتفاقنا مع الشيعة من حيث المبدأ. ويرفض الشهاوي رفضا تاما مسألة السياحة الدينية مع إيران لأنها تحمل في طياتها نشر التشيع وهذا هو الواقع. ولكن علي الدولتين الاتفاق علي تبادل التجارة والصناعة بعيدا عن الدين والثقافة. طريق وسط وعلي طريق وسط بين النقيضين يقف الشيخ طارق الرفاعي- شيخ الطريقة الرفاعية- مؤكدا: في البداية والنهاية الشيعة والسنة مسلمون. وإن كنا نحن كاهل سنة لا نتفق مع الشيعة لاختلافات كثيرة بيننا أهمها سبهم للصحابة وخاصة السيدة عائشة رضي الله عنها. ونفي الرفاعي تحول الصوفية لتصبح بابا خلفيا للتشيع فنحن سنظل سنة. ولكن هذا لا ينفي قيام تبادل تجاري بيننا فإذا كنا نقيمه مع اليهود في إسرائيل أفلا نقيمه مع إخواننا المسلمين من الشيعة؟! يستطرد الرفاعي قائلا: أما الموقف السياسي فلابد أن تقيم بلادنا علاقاتها مع كل أنحاء العالم فنحن أحوج ما نكون اليوم لهذه العلاقات خاصة مع انهيار الاقتصاد الذي وصل مرحلة خطيرة وفي المقابل نستفيد من تجربة إيران ونجاحها حتي وصلت للتكنولوجيا النووية. وليعلم الجميع انه ليس معني أن يسلم أحدنا أنه تشيع أو العكس. فهذا فكر مرفوض ومغلوط. والمشكلة أن الناس تتهم كل من يسافر لإيران أو يلبي دعوة في سفارتها بأنه شيعي. فأنا مع فتح المجال للعلاقات علي أوسع الأبواب لكن في الجانب الديني يكون بحذر وبعيدا عن مسائل التشيع والتسنن. التقارب.. واجب وعن جدوي زيارات الشيعة الايرانيين للمزارات الدينية في مصر؟ يقول السيد الطاهر الهاشمي- نقيب الاشراف بالبحيرة. الامين العام لمشيخة الطريقة الهاشمية .رئيس جمعية الثقلين: علينا ان نسأل أنفسنا أولاً: ما هي جدوي القطيعة بين ابناء البلدان الاسلامية؟! أما جدوي التقارب فهذا له الكثير من الأوجه والمقاصد. فمن الناحية الدينية فإنه من الواجب علينا ألا نمنع احدا من المسلمين من مودة اهل البيت عليهم السلام لاسيما ان هذا واجب ديني يكاد يرتقي الي حد الفريضة استنادا الي قوله تعالي:¢ قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي¢ أما من الناحية الاقتصادية فلا يخفي علي ذي بصيرة كم الزوار المسلمين الشيعة المحبين لأهل البيت النبوي. احتياطات وشروط من جانبه يقول الدكتور صلاح الدين الجعفراوي- خبير الاتصال بالإيسيسكو-: أنني أحلم كما يحلم كل مسلم أن تعود أمتنا الإسلامية أمة واحدة بعيدة عن التشرذم والتشتت والانقسام. فإنني مع أي تقارب بين قطرين إسلاميين بشرط ألا يؤثر ذلك سلباً علي علاقاتنا مع أشقائنا العرب والمسلمين.. والمسلمون من كافة المذاهب عليهم أن يلتقوا ويتآلفوا ويتحابوا ويتعاونوا كما دعاهم الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. وإيران دولة قوية لا يستهان بها في المنطقة وتآلفها وتعاونها مع باقي الدول الإسلامية سيكون له مردود إيجابي كبير.. بل سيُحّجم بشكل كبير المؤامرات التي تحاك ضد أمتنا الإسلامية. كما سيحقق التقارب المصري الإيراني الكثير من الفوائد السياسية والدينية والاقتصادية وقد خاطبت- والكلام لايزال علي لسان د. الجعفراوي- الحكومة المصرية منذ أكثر من خمس سنوات حتي تقوم بفتح مجال السياحة الدينية للشعب الإيراني. وذكرت انه لو كانت ثمة محاذير فيمكن أن نتوخي الحذر مع عدم إهمال هذا الأمر الذي سيدر علينا المزيد من الدخل في المجال السياحي. الاستقرار المذهبي من جانبه أكد السيد محمود الشريف. نقيب الأشراف تقدير واحترام النقابة للجهود التي تبذل من أجل إيجاد موارد مالية جديدة لخزينة الدولة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد اقتصاديا وسياسيا.. مشيرا الي أن السياحة الإيرانية الدينية لها رواجها لكنها تبقي بابا لدخول الشيعة الي مصر. وتفتح الباب لمحاولات جدية للاختراق الشيعي. وبيَّن أن نقابة الاشراف حريصة كل الحرص علي هدوء واستقرار مصر مذهبياً بعيداً عن تلك التناحرات الصعبة التي تحدث في كثير من بلدان المسلمين. ولعل ما حدث في العراق ثم في سوريا الآن. خير شاهد علي خطورة الفتنة المذهبية. أضاف : نقابة الأشراف لا تمثل وصاية علي أحد لكنها ترفض أن تكون زيارة آل البيت بابا للاختراق الشعبي والفتنة المذهبية وإقامة حسينيات شيعية وفعاليات احتفالية تتعارض وطبيعة الشعب المصري.. داعيا الي ضرورة دراسة الضوابط للسياحة الإيرانية. ومراعاة كون مصر شعبا سنيا خالصا يحب آل البيت بالفطرة ويكره المغالاة في هذا الجانب علي طريقة بعض غلاة الشيعة.