حملات التشويه والهجوم علي الإسلام ونبيه- صلي الله عليه وسلم- قديمة ولا تنتهي ولن تتمكن من تنفير الناس من قيم الإسلام ومبادئه ولن تفلح في تحويل القلوب عن حب الرسول- عليه الصلاة والسلام- وانما ساهمت بقوة في تمسك المسلمين بهويتهم والاصرار علي الاقتداء واتباع سنة خاتم الرسول- صلي الله عليه وسلم- قولا وعملا مصداقاً لقوله تعالي: "ولن تجد لسنة الله تبديلاً" وفي كل حملة تطاول يثار السؤال حول اساليب الرد الأمثل التي تدفع عن الاسلام ورسوله الكريم الشبهات والاباطيل الظالمة ويبادر الجميع في تقديم الاجابات الكفيلة بردع المسيئين ولكن لا أحد يتحرك لتنفيذ أي شئ علي أرض الواقع ولهذا في كل حملة إساءة نفشل في الدفاع عن رسولنا الكريم. أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء ان نصرة النبي الكريم يجب ان تكون من خلال تبليغ رسالته للناس كافة وكذلك بالعودة إلي تعاليم الاسلام السمحة هي الرد الأمثل علي الاساءات التي يتم الصاقها ظلما وعدوانا بالرسول - صلي الله عليه وسلم- والاسلام مضيفا ان الأمة الإسلامية مطالبة بالاقتداء بسيرة الرسول- عليه الصلاة والسلام- ومنهجه الدعوي والتحلي بأخلاقه وصفاته التي تحث علي العدل والاخلاص والأمانة والصدق والعمل بحيث ينعكس ذلك علي سلوكيات الأفراد والمجتمعات ونسعي بجد لبناء أمتنا ونجعلها متقدمة متحضرة ومشاركة في السباق الحضاري مع الأمم الأخري وننفي عن انفسنا التخلف والتراجع والتردي العلمي والمعرفي. الحجة بالحجة وشدد علي ضرورة بذل الجهود الجادة والحقيقية لتفنيد كل الافتراءات التي توجه ضد الاسلام ورسوله الكريم وقال ان أمتنا لم تكن طوال تاريخها معتدية أومغتصبة وانما كانت أمة دعوة وعلم وخير علي الانسانية وقدمت مساهمات محترمة حققت الكثير للبشرية. يؤكد ان الرد الأمثل علي الافتراءات يكون بالفكر ودحض الحجة بالحجة والرأي بالرأي مبينا ان حملات الهجوم تعتمد علي منظومة إعلامية غاية في التقدم تحتاج من الامة ان تدرس تفاصيلها جيدا من خلال منظومة علمية متكاملة يشارك فيها الجميع لانها تقوم علي المحاربة بذات الاساليب التي تستخدم ضدنا لانه لا ينفع مع هذه الحملات ويحبط اثرها سوي العلم والفكر والاعلام والفن الهادف. شدد علي أهمية الأعمال الفنية التي تكشف عظمة الإسلام وسماحته مؤكدا انه يجب إنتاج أفلام دينية هادفة توضح عظمة الإسلام ورسوله وسيرته وتترجم بلغات العالم المختلفة ويتم بثها علي الفضائيات والانترنت وايضا تفيد كافة الادعاءات الباطلة وترجمتها وتقديمها لشعوب العالم بمختلف الوسائل الحديثة. ورفض اللجوء إلي اساليب الرد العنيفة والانفعالية والارتجالية موضحا ان امتنا عرفت بالحكمة والعقل والعلم وعليها ان تلتزم بمنهج الاسلام واخلاق الرسول - صلي الله عليه وسلم- فقد كان يدرس المواقف جيدا ويقدر الخطوات ويستشير ويحكم بالعقل ويتخذ الاساليب التي تمكنه من الدفاع عن الاسلام ونشر دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة. اعتبر ان مقابلة الخطأ بالخطأ والاساءة بالاساءة ليس من اخلاق الاسلام مضيفا انه يجب الحذر من الفخاخ التي تنصب لنا وتستهدف تدميرنا واظهارنا في صورة الشعوب الهمجية الارهابية حتي ندمر مصالحنا بايدينا. طالب بملاحقة المخطئين والمسيئين للاسلام من خلال الوسائل الدبلوماسية والقانونية وحشد دول العالم الاسلامي للضغط علي الأممالمتحدة من أجل استصدار قانون ينص علي منع ازدراء الأديان السماوية مشيراً إلي ان أهمية دعم الأزهر بكافة السبل حتي يستطيع القيام برسالته ويتمكن من تقديم الاسلام في صورته الوسطية السمحة. الغضب المطلوب يقول الدكتور محمد عمارة المفكر الاسلامي المعروف ان الأمة مطالبة بالغضب للعدوان السافر علي الله ورسوله والمقدسات والقيم الانسانية موضحا ان الفاشية تتصاعد في الغرب ضد الاسلام بسبب انتشاره بشكل مذهل في كافة الدول الأوروبية. يوضح ان الحملات التي توجه ضد الدين الحنيف ليست عشوائية وانما منظمة ومدروسة علميا وينفق عليها بسخاء مضيفا اننا مطالبون بالوعي والحكمة وادراك الموقف بابعاده المختلفة واتخاذ كافة السبل التي تمكنا من الرد علي هذه الاساءات دون تفريط في الدفاع عن مقدساتنا ورموزنا الاسلامية. حذر من ردود الفعل الانفعالية التي تحدث عقب كل اساءة وتنطلق لتحاصر السفارات الدبلوماسية الغربية في بلادنا الاسلامية وتنتهي علي لا شئ وقال انه يجب علينا بذل المزيد من الجهود لايضاح حقائق الاسلام وسماحته مع الآخر بحيث لا تتوقف هذه الجهود ولا تنتظر حملة عدوان جديدة ضد ديننا ونبينا الكريم فيكون تصرفنا دائما منطلقا من رد الفعل ولا يستند إلي منظومة علمية متحضرة تاخذ بالاساليب العملية الحديثة ويشارك في وضعها وتنفيذها جميع أبناء الامة الإسلامية. ولفت إلي ضرورة قيام دول العالم الاسلامي بالضغط علي كافة المؤسسات السياسية والدينية والتمويلية لاعلان موقفها الرافض لهذه الاساءات مؤكدا ان النجاح في حضها علي إعلان عدم قبولها الفكري والادبي والسياسي واستهجانها للاساءات كفيل بالحد من هذه الحملات وربما يؤدي إلي وقفها. أشار إلي ان إسرائيل نجحت في اصدار قانون دولي يجرم الاساءات إلي السامية وحاولت ان تصدر قراراً آخر يجرم من ينكر الهولوكست مؤكداً ان دول العالم الاسلامي قادرة إذا ملكت ارادتها وبذلت الجهود الحقيقة علي حث الأممالمتحدة ومنظماتها المعنية بحقوق الانسان علي اصدار قانون دولي يجرم الاساءة إلي الاديان السماوية الثلاثة ومنع الاساءة إلي المقدسات والعدوان عليها. قال ان الشعوب والدول الإسلامية تمتلك الكثير من أدوات الضغط السياسي والاقتصادي التي تجبر الغرب علي وقف ومنع الاساءة إلي الإسلام ورسوله - صلي الله عليه وسلم- ومن المهم ان تتخذ موقفاً موحداً ضد من يتجرأ علي مقدساتنا حتي يتيقنوا ان هذا العبث سوف يواجه بعقوبات اقتصادية وسياسية وخيمة. فهم العقلية الغربية يري الشيخ خالد روشة الباحث في الفكر الاسلامي ان امتنا مطالبة بفهم العقلية الغربية والاساليب التي تؤثر فيها مضيفا ان هناك استراتيجيات يجب ان نتبعها للرد علي الاساءة منها استراتيجية الاعلام المضاد واستراتيجية التأثير الاقتصادي والعمل الدبلوماسي وحشد عوامل القوة. قال ان تبني المواقف ينبغي ان يتم في ظل استراتيجية واضحة للتأثير بها مشيراً إلي ان ثقافة التنديد والاستهجان لا تصلح كما لا يجوز الهجوم علي السفارات لانها تصرفات عشوائية تدل علي بساطة الرؤية وتسطيحها خاصة ان خصمنا يتحصن في مكانه ويحرسها جيوش جرارة ومدعوم بالمال والاعلام ولهذا يجب ان نتعامل معهم بمنطق يفهمونه ولغة يشعرون باثارها. يؤكد ان التخريب والتحريق والايذاء والتقتيل لا تصب في صالح الاسلان باي حال بل يظهرنا هجما وعشوائيين ويصب في تأكيد الصورة التي تصورها الافلام والرسومات المسيئة ويجعلهم يستمرون في التنكيل بنا وقال ان الدفاع عن الرسول الكريم يتطلب ترتيب الأفعال وتنسيق المواقف بين المؤسسات المؤثرة والأحزاب الكبيرة والجماعات المنتشرة في دولنا وفي العالم الخارجي. أشار إلي ان الأزهر عليه الاسراع باخراج ورقة عمل يدعو لفعاليات متتابعة فيقود الناس قيادة ايجابية مرتبة ومؤثرة مضيفا ان كل المؤسسات خاصة العاملة في مجال الفكر والثقافة مدعوة إلي تقديم خطاب حضاري يليق بالأمة ومكانتها.