كل أبوابها من الجهات الأربع مفتوحة للزائرين ليل نهار يقصدها مئات الآلاف سنويا من البشر بعضهم عشق المكان وأصحاب المكان الذي يذكر فيه اسم الله سرا وعلانية وبعضهم ضاقت به الدنيا ففزع إليها تبركا لعل الله يجعل له بعد الضيق فرجا وبعد العسر يسرا. والبعض الآخر وفد إلي المكان يلتمس مساعدة الشيخ في حل مشكلة تعرض لها بالتوسط لدي الطرف الآخر لحل النزاع ونزع فتيل الفرقة بين مسلم ومسلم أو بين مسلم ومسيحي لا فرق إنها ساحة الشيخ الطيب بقرية القرنة وسط آثار البر الغربي بمدينة الأقصر الخالدة. تتكون الساحة من عدة أبنية شيدت بأرقي فنون العمارة الحديثة وتنقسم إلي جزءين ويفصلهما سور قسم خاص بالرجال وآخر للنساء قسم الرجال به مسجد كبير وعدة قاعات وجمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم وثلاث استراحات مكيفة للأجانب الدارسين للشئون الإسلامية وقاعة كبيرة لفض النزاعات بين الأفراد أو العائلات وتسمي لجنة المصالحات وتخليص الحقوق ويشرف عليها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومطعم كبير للرجال وآخر للنساء الذين يزورون الساحة وهما مفتوحان طوال اليوم أسس الساحة الشيخ أحمد الطيب وهو الجد الثاني لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ولد عام 1854 ميلادية وتوفي عام 1955 ميلادية وهو حاصل علي الإجازة العالمية في كلية أصول الدين جامعة الأزهر. يشرف علي الساحة حاليا شيخ الطريقة الخلوتية شقيق شيخ الأزهر الدكتور محمد محمد أحمد الطيب وهو حاصل علي درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي وقبيلة الحساسنة التي ينتمي إليها الشيخ أحمد الطيب تنتشر فروعها بمحافظات الأقصر وقنا وكفرالشيخ ودمياط والمنوفية وجمهورية السودان ومملكة المغرب وهي قبيلة تنتمي إلي الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويضيف أن مفهوم التصوف لدي ساحة آل الطيب أو الشيخ الطيب هو ما كان في إطار الكتاب والسنة أما ما كان غير ذلك فهو دجل وتكسب. وعن إقامة احتفالات الموالد للأولياء يقوف الشيخ محمد الطيب لا تحتفل بها ولكننا نحتفل بالمولد النبوي الشريف 72 يوما كل عام وكذلك احتفالات عادية بمولد الإمام الحسين والسيدة زينب رضي الله عنهما فقط وهذه عادة ورثناها عن أجدادنا بأن كل عائلة تحتفل يوما بالمولد النبوي الشريف وعدد العائلات 70 عائلة أما نحن فنحتفل يومين متتاليين بالمولد. وعن إنشاء مقامات لأولياء الله الصالحين داخل المساجد قال الشيخ محمد الطيب لا نحبذها وعن نفقات الساحة المالية اليومية قال يوجد للساحة مساحة 40 فدانا موقوفة للانفاق عليها من عائدات القصب والزراعات الأخري. وعن الأنشطة الأخري للساحة يقول الشيخ الطيب إن بالساحة قسماً طبياً خاصاً للعلاج بالقرآن الكريم وبالأعشاب ويعالج جميع الأمراض النفسية والجسدية وعن فض النزاعات بين الناس يقول ننجح سنويا في فض مئات النزاعات العائلية والتجارية والثأرية والخصومات بين الأفراد بكل محافظات الصعيد ويوجد بالساحة قوانين عرفية يعرفها ويعززها جميع أهل الصعيد ولدي الساحة عدد كبير من القضاة الحقيقيين بالمحاكم والمحامين الذين يتولون إبراهيم العقود ومحاضر الصلح وفقا للأعراف القانونية التي نعمل بها منذ سنوات طويلة وتلقي ترحيبا وقبولا كبيرا من المتخاصمين حتي الأجانب الذين يزورون آثار الأقصر وتحدث لهم بعض المشكلات نسارع بحلها فورا وسط إعجابهم وترحيبهم.